الصلاة في مكان العمل وترك الجماعة

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم

هل تجوز الصلاة في مكان العمل مع العلم أن الجامع قريب، والعمل لا يستوجب الحضور الدائم، وصاحب العمل يرفض خروج العمال أثناء فترة الشغل. هل يعتبر ترك الصلاة مع الجماعة في المسجد في هذه الحالة كبيرة أو ذنباً كبيراً؟ أفيدونا وجزاكم الله خيرا.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

صلاة الجماعة سنَّة مؤكَّدة عند المالكية، وفي رواية عند الحنفيَّة. وقال الحنابلة وهو المختار عند الحنفيَّة: بوجوبها، فيأثم تاركها بلا عُذر ويعزَّر وتردُّ شهادته.

ولإحراز أجر الجماعة يمكنكم الصلاة جماعة ولو كنتم في مقر العمل أو في البيت، وليس شرطا كونها في المسجد في مذهب عدد من أهل العلم، وأقل الجماعة اثنان. لكن الفضيلة الأكبر أن تصلى في المسجد إذا استطعتم، لما في ذلك من أجر المشي إلى المسجد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ غَدَا إِلَى المَسْجِدِ وَرَاحَ، أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ نُزُلَهُ مِنَ الجَنَّةِ كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ» [رواه البخاري ومسلم].

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مَنْ بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالْأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً» رواه مسلم.

وإن لم تستطيعوا الصلاة جماعة في مقر العمل فلا حرج عليكم لوجود عذر يمنعكم. والله أعلم.


التعليقات