تسمية ونسب اللقطاء و المشردين و أبناء الزنا

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة وبعد.......... لدينا في المجتمع اليوم أطفال لقطاء ومجهولو النسب نتيجة الثورة والقصف وأسباب أخرى............ وكذلك أولاد من الزنا وغيرهم من أمثالهم من أولاد اللعان و.... ما هو الحل الشرعي لأجل مسألة النسب؟ كيف يسجلون في سجلات الأحوال الشخصية؟ ماذا يسجل في خانة الأم أو الأب؟ علماً أن المجتمع وللأسف ينظر إلى هذه الفئة نظرة المذنب.....  وجزاكم الله كل خير.

الاجابة

وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته ، حياك الله أخي الكريم ، الحكم واضح في ابن الزنا و يلحق به ابن الملاعنة عندما ينفي الزوج  نسبه منه، و جمهور الفقهاء متفقون على عدم جواز إلحاق الولد باسم الزاني ، لقول النبي صلى الله عليه و سلم : "الولد للفراش و للعاهر الحجر" أي أن الولد ينسب للزوجية القائمة وبخلاف ذلك ينسب لأمه و لا ينسب للزاني، و هناك خلافات في بعض المسائل المتفرعة عن هذه المسألة تبعا لاحتمالات واقعة الزنا، و أما ما ذكرته من حالات  منتشرة في بلادنا نتيجة القصف و الدمار و التشريد ، حيث توجد العديد من الحالات يبقى فيها أطفال لم يعرف آباؤهم و لا أهاليهم ، وهؤلاء ليسوا كأبناء الزنا ، فهؤلاء في الغالب لهم آباء أنجبوا من زواج صحيح والله أعلم ، و لا عبرة للنادر إن لم يكن هناك زواج صحيح، وعلى كل حال فإن هؤلاء اللقطاء شأنهم أسهل من شأن أبناء الزنا ، حيث ينظر إليهم المجتمع نظرة إشفاق و مساعدة ، والحل في أمثال هؤلاء أن يسموا بأسماء مناسبة كعبد الله بن عبد الرحمن و نحو ذلك، ولا يعطوا اسم العشيرة أو العائلة في المناطق التي وجدوا فيها ، و إنما ينسبون الى المكان أو المحلة التي وجدوا فيها ، و بالعودة الى أبناء الزنا فإن النظرة الاسلامية الى هؤلاء نظرة عادلة منصفة ، بمعنى أن الولد لا يعير بفعل أبيه أو أمه و لا يحمل وزر ذلك ، و كون الشارع نفى نسبه الى الزاني لأن النسب مكرمة ويتعلق بها جملة أحكام أخرى، و الزاني لا يستحق هذه المكرمة، هذا لا يعني  ألا نعامل الولد معاملة حسنة و نعطيه كامل الحقوق الأخرى من الرعاية و التربية والحماية ، و ألا يساء له ، ولكننا اليوم و للأسف و لبعد الناس عن الفهم الصحيح لفلسفة التشريع في هذا الأمر ربما يساء إلى أمثال هؤلاء في ذنب لا يد لهم فيه ، و القاعدة الشرعية المستمدة من كتاب الله تعالى تقول: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) وعليه فإنني أرى أنه بالإمكان أن يعامل هؤلاء معاملة اللقطاء الآخرين من حيث التسمية بحيث يسمون بأسماء مناسبة ويسمى آباؤهم عبد الله و عبد الرحمن ولا ينسبون الى عائلة بعينها أو عشيرة وإنما ينسبون الى محلة أو مكان عرفوا به أو جاؤوامنه ، و الله أعلم 


التعليقات