الشعور بالرياء

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله، انا فتاة اعاني مند سنة تقريبا من الشعور بالرياء فمثلا اذهب للصلاة في مكان دون ان يراني احد من الناس لكن اذا رآني احدهم اشعر في نفسي انه سيمدحني و من الجيد انه رآني لكني ابدأ في محاربة هذه الخواطر بأنه لا يجوز لي ان أرائي وما الى ذلك، وقد كنت اذهب الى صلاة الجمعة في المسجد لكني تركت ذلك مؤخرا حيث اني اشعر ان ذهابي الى المسجد سمعة ورياء، واحاول اخفاء اعمالي ما امكن حتى الصلوات المفروضة ، لكني تعبت كثيرا .... وانا اتردد في دخولي للمسجد لحفظ القرآن خشيت ان يكون هدفي هو قول الناس تحفظ القرآن ... وكما تعلمون حفظ القرآن في البيت ليس كحفظه في المسجد حيث توجد معلمة تضبط القواعد هل ادخل المسجد ام اترك ذلك؟

الاجابة

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته، قد يكون الخوف من الرياء مقبولا ليحرص الانسان على تحقيق النية وإخلاص العمل ، و لكن لا ينبغي أن يصل الى درجة التشكيك بالعمل أو الامتناع عنه خشية الوقوع في الرياء ، و إنما المطلوب هو تحقيق النية الخالصة لله تعالى قبل العمل ثم المباشرة فيه ، فإذا جاء من يثني بعد ذلك فلا يضر مادام الباعث في البداية كان صحيحا ، و قد جاء في الحديث الذي رواه مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنْ الْخَيْرِ وَيَحْمَدُهُ النَّاسُ عَلَيْهِ ؟ قَالَ : ( تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ )، أي أنه إذا عمل العمل خالصا لله تعالى غير متعرض لمدح الناس فرآه الناس فمدحوه فهي بشارة بالقبول إن شاء الله تعالى ، وعلى كل حال فإن التفريق بين الرياء و الاخلاص دقيق وكل إنسان أدرى بنفسه، فليعمل العمل دون التفات الى مدح الناس أو ذمهم ، و بناء على ما سبق نوصيك بالذهاب الى المسجد ما استطعت و الاجتهاد في حفظ كتاب الله تعالى ، و اسألي الله تعالى الاخلاص في القول و العمل، وسيوفقك الله تعالى إن شاء الله، والله أعلم 


التعليقات