زواج البنات وفريضة الحج

نص الاستشارة :

هل تؤجل فريضة الحج إلى بعد تزويج البنات والأبناء؟

الاجابة

 الإجابة على هذا السؤال تكون بعد معرفة: هل الحج واجب على الفور أو على التراخي؟

ذهب جمهور العلماء إلى أنَّه واجب على الفور، وهم: أبو حنيفة ومالك وأحمد وبعض أصحاب الشافعي، وأبو يوسف من أصحاب أبي حنيفة في رواية عنه.

والقائلون بأنه واجب على التراخي منهم : الإمام الشافعي، ومحمد بن الحسن من أصحاب أبي حنيفة، وهو تحصيل مذهب مالك، فيما ذكره ابن خويز منداد كما في تفسير القرطبي ج 4 ص144.

وأدلة الرأيين مبسوطة في (أحسن الكلام في الفتاوى والأحكام مجلد 4).

ومن المعلوم أن تزويج البنات أو البنين ليس واجباً على الآباء، بل هو سنة، وأن الحج على المستطيع واجب، والواجب يقدم على السنة.

ومن هنا تتضح الإجابة على السؤال وهي: أنَّ تأجيل فريضة الحج إلى ما بعد تزويج البنات والأبناء حرام عند جمهور العلماء القائلين بأن الحج واجب على الفور، ومكروه عند القائلين بأنه واجب على التراخي، وقد ورد التعجيل بالحج ما دامت الاستطاعة متوفرة، ففي حديث رواه أحمد وابن ماجه والبيهقي: (من أراد الحج فليعجِّل فإنه قد يمرض المريض وتضل الراحلة وتكون الحاجة) أي الفقر، وفي رواية : (تعجَّلوا الحج فإنَّ أحدكم لا يدري ما يعرض له من مرض أو حاجة) فالواجب أو الأفضل هو: عدم تأجيل الحج من أجل تزويج البنات أو البنين.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

المصدر: مجلة منبر الاسلام، السنة الستون، ذو الحجة 1421 - العدد 648


التعليقات