شعار الشيطان المتكرّر أبداً في مواجهة البشَر: فلا تلوموني ولوموا أنفسَكم..

قال تعالى : (وقال الشيطان لمّا قُضيَ الأمرُ إنّ الله وعدَكم وعدَ الحقّ ووعدتُكم فأخلفتُكم وما كان لي عليكم من سلطان إلاّ أنْ دعوتُكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسَكم ما أنا بمُصرخكم وما أنتم بمصرخيّ إني كفرتُ بما أشركتمون مِن قبلُ إنّ الظالمين لهم عذابٌ أليمٌ) .

وهنا ، لابدّ من طرح حزمة ، من الأسئلة :

هل الشيطان ، هو مَن فعل بأمّتنا الأفاعيل ، وجعلها في آخر الامم : غثاء كغثاء السيل ، تستهين بها شعوب الأرض ، وحكوماتها ؟

هل جنود الشيطان ، المتحالفوين معه ، من شياطين الجنّ والإنس .. هل هم : سبب شقاء الأمّة ، وتخلفها ، وفقرها ، وهوانها .. وهي من أغنى أمم الأرض ؛ بما في بلادها من خيرات ؟

وهل الشيطان ، وأتباعه من شياطين الجنّ والإنس ، فرضوا على المسلمين ، أن يطيعوهم ، في معصية الله ؛ إذ يقول الله ، عزّوجلّ :

(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا) ؟ فهل الشيطان ، هو االذي فرض على المسلمين ، بقوّة قاهرة ، تركَ حبل الله ، والانفضاض عنه ، والتمسّك بحبال الشياطين ، من كلّ ملّة ؟

وقال تعالى : (إنّ الله يحبّ الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنّهم بنيانٌ مرصوص) .

فهل الشيطان ، يحمل وزر التفرّق ، في الصفّ الإسلامي ، وبعثرة المقاتلين ، في ساحات قتال شتّى ، منها ما تُرفع فيه .. راية الإسلام ، ومنها ماتُرفع فيه ، رايات جاهلية مختلفة ؟

وقال تعالى ، عن تقطيع الأرحام : (فهل عسَيتم إنْ تولّيتم أن تُفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامكم) . فهل فرض الشيطان ، على المسلمين ، الذين يقطّعون أرحامهم، أن يفعلوا هذا؟

ويقول رسول الله : مَثلُ المؤمنين في توادّهم ، وتراحمهم ، وتعاطفهم ، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد ، بالسهر والحمّى!

فهل الشيطان ، هو الذي أمر المؤمنين ، بسلطة قاهرة له عليهم ، بأن يتخلوا ، عن توادّهم وتعاطفهم وتراحمهم .. وأن يكيد بعضُهم لبعض ؟

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين