كورونا والملاحظات التسع 3-5

وأما قول الكاتب في ملاحظته الثانية:

ثانيا - سقوط كل الاعتقادات الدينية التي تقوم على مبدأ الفرقة الناجية، ومبدأ الفئوية العقائدية التي فضّلها أو حماها الله من الكوارث والأوبئة.. لأنها مؤمنة أو أنها تصلي وتتضرع لله على الطريقة الصحيحة! حيث تم اقفال الكعبة و الغاء العمرة وصلاة الجماعة عند المسلمين السنة ، وتم اقفال المراقد المقدسة في النجف وكربلاء عند المسلمين الشيعة لا بل إنّ مدينة قم نفسها كانت بؤرة انتشار لمرض كورونا في ايران! وكذلك تم الغاء القداسات الكنسية وتعقيم تماثيل السيدة العذراء بالمطهرات في كنائس عديدة! اهـ

فأقول: هذا خلطٌ صبياني غير مسؤول، لا أظن أن مثله يخفى على الكاتب، خلطٌ بين نجاة الفرقة الناجية من عذاب النار في الآخرة - وهذا حق دلَّ عليه خبر الوحيين عند من يؤمن بهما – وبين حماية الفرقة الناجية من الأوبئة والشدائد، ولا قائل بهذا من أهل الحق، وإنما هو بهتان افتراه الكاتب، ثم ذهب يبني عليه ويَشِيد، فكان بناء من الباطل على أساس من الباطل، فإن أهل الحق موعودون بحياة طيبة نعم، ولكنها ليست نقية من المنغصات، ولا عرية عن الابتلاءات كما سيأتي توضيحه.

فأما قضية الفرقة الناجية من نار الآخرة دون غيرها، فهي من المسلَّمات عند عموم المسلمين علماءَ وعامَّة، وقد تظاهرت عليها نصوص الوحيين، عند من يؤمن بالوحيين.

قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85]

وقال سبحانه: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)} [مريم]

وقال سبحانه: وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)

وفي مسند الإمام أحمد ومستدرك الحاكم عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابَيْنِ افْتَرَقُوا فِي دِينِهِمْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، يَعْنِي الْأَهْوَاءَ. كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ.

وجاء في سنن الترمذي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو بلفظ: كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلاَّ مِلَّةً وَاحِدَةً. قَالُوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي.

فهذه عقيدة المسلمين في الفرقة الناجية، ما سقطت هذه العقيدة بحمد الله، ولن تسقط بإذن الله إلا في عين مَن سقط مِن عين الله.

وأما قضية حماية المسلمين المرْضيين من الشدائد والأوبئة.. التي ادعى الكاتب أنها عقيدة المسلمين، وحاول نقضها بإغلاق الحرمين والمساجد....

فهاهنا تفصيل لا بد منه حتى لا تلتبس الرؤية على القارئ المسلم كما التبست على الكاتب.

نعم قد وعد الله المؤمنين القائمين بأمره، الوقافين عند حدوده، بالعز والتمكين والسعة في الأرزاق، والأمن في الأوطان... في جملة من آيات الكتاب العزيز، كما في قوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور: 55]

وقوله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)} [الحج]

وقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96]

وقوله على لسان عبده ورسوله نوح عليه السلام: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)} [نوح]

وقوله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [هود: 3]

وقوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]

وقوله تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} [طه: 123]

فجميع هذه الآيات المتظاهرة شاهدة على أن العز والتمكين ورغد العيش والأمن والعافية والبركة وسعادة الدنيا بجميع وجوهها، إنما تُطلب بالإيمان بالله وحُسن طاعته واتقاء مساخطه.

ولكن هذا لا يعني أبدا أن حياة هؤلاء المؤمنين المرْضيين ستكون نقية تماما من جنس الأكدار والأخطار والمنغصات والابتلاءات.

وذلك لدلالة آيات أخرى متظاهرة أيضا، على أن لله تعالى سنة في المؤمنين لا تتخلف، وهي أن يبتليهم بشيء الأقدار المكروهة ليبتليهم وينظر صبرهم، ويُعظم أجرهم على صبرهم على أقدار الله، وعلى رضاهم بما رضيه الله لهم.

وقد أقسم الله تعالى على هذه السنة في ثلاثة مواضع من القرآن صُدِّرت كلها بلام القسم.

قال سبحانه في آل عمران: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران: 186]

وقال تعالى في سورة محمد: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد: 31]

وقال تعالى في البقرة: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}

ويلا حظ في هذه الآيات من سورة البقرة، التعبير عن مقدار الابتلاء بكلمة (شيء) التي تدل على ضآلة الابتلاء بالنسبة إلى سعة العافية.

ومن روائع ابن عاشور رحمه الله، في (التحرير والتنوير) قوله في تفسير هذه الآية: وَجِيءَ بِكَلِمَةِ (شَيْءٍ) تَهْوِينًا لِلْخَبَرِ الْمُفْجِعِ، وَإِشَارَةً إِلَى الْفَرْقِ بَيْنَ هَذَا الِابْتِلَاءِ وَبَيْنَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ اللَّذَيْنِ سَلَّطَهُمَا اللَّهُ عَلَى بَعْضِ الْأُمَمِ عُقُوبَةً، كَمَا فِي قَوْلِهِ: فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ [النَّحْل: 112] وَلِذَلِكَ جَاءَ هُنَا بِكَلِمَةِ (شَيْءٍ) وَجَاءَ هُنَالِكَ بِمَا يَدُلُّ عَلَى الْمُلَابَسَةِ وَالتَّمَكُّنِ، وَهُوَ أَنِ اسْتَعَارَ لَهَا اللبَاس الملازم لِلَّابِسِ، لِأَنَّ كَلِمَةَ (شَيْءٍ) مِنْ أَسْمَاءِ الْأَجْنَاسِ الْعَالِيَةِ الْعَامَّةِ، فَإِذَا أُضِيفَتْ إِلَى اسْمِ جِنْسٍ أَوْ بُيِّنَتْ بِهِ عُلِمَ أَنَّ الْمُتَكَلِّمَ مَا زَادَ كَلِمَةَ (شَيْءٍ) قَبْلَ اسْمِ ذَلِكَ الْجِنْسِ إِلَّا لِقَصْدِ التَّقْلِيلِ، لِأَنَّ الِاقْتِصَارَ عَلَى اسْمِ الْجِنْسِ الَّذِي ذَكَرَهُ الْمُتَكَلِّمُ بَعْدَهَا لَوْ شَاءَ الْمُتَكَلِّمُ لَأَغْنَى غَنَاءَهَا، فَمَا ذَكَرَ كَلِمَةَ شَيْءٍ إِلَّا وَالْقَصْدُ أَنْ يَدُلَّ عَلَى أَنَّ تَنْكِيرَ اسْمِ الْجِنْسِ لَيْسَ لِلتَّعْظِيمِ وَلَا لِلتَّنْوِيعِ، فَبَقِيَ لَهُ الدَّلَالَةُ عَلَى التَّحْقِيرِ. اهـ التحرير والتنوير [2 /54]

وعليه فلا تناقض ولا تعارض بين قوله تعالى {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ..} وما في معناها من الآيات المتقدمة، وبين قوله تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ..} وما في معناها.

لأن الأولى تتحدث عن الأصل، وهو سعة عافية الدنيا، وقوة التمكين في الدين، الذي وعد الله به عباده المؤمنين الصالحين.

والثانية تتحدث عن الاستثناء الضئيل القليل، وهو الابتلاء بما شاء سبحانه أن يبتلي به المؤمنين، اختبارا لإيمانهم، ورفعا لدرجاتهم.

فإن هم فرَّطوا في شيء من أمر الله كان ذلك الابتلاء تنبيها لهم ليتداركوا تفريطهم، وتطهيرا لهم من إساءتهم.

والآيات في هذا المعنى متظاهرة، كما في قوله تعالى: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79]

وقوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30]

وقوله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون} [الروم: 41]

قال ابن كثير في تفسيرها: ومعنى قوله تعالى: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ } أي: بان النقص في الثمار والزروع بسبب المعاصي. اهـ

وفي التعقيب على ما أصيب به المسلمون في غزوة أحد، قال سبحانه: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165]

ونشير هنا إلى أن استقراء النصوص يقفنا على حقيقة أن ابتلاء الحق سبحانه لأهل الإيمان على نوعين:

الأول: الابتلاء الابتدائي الذي لا يكون مسبَّبا عن سابقة تفريط. فهو من أمارات الفضل فيمن وقع عليه، كما جاء في الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه والإمام أحمد في مسنده، جميعهم من حديث سَعْد بن أبي وقاص قَالَ: قُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ.

الثاني: الابتلاء الجزائي أو الانتقامي، وهو الذي يكون بسبب تفريط العباد في جنب الله، كالذي دلت عليه الآيات المتقدمة كقوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} وما في معناها من الآيات.

ولو سأل كل مؤمن منصف نفسه: ترى هل يعتبر وباء كورونا الذي وقع ببلاد المسلمين بلاء ابتدائيا أم انتقاميا جزائيا؟ فلن يلتبس على المنصف الجواب في أنه انتقامي بما كسبت أيدي الناس.

إذًا فكيف بما أصاب منه الكافرين؟!

إلا أن الفرق بين المؤمنين والكافرين في هذا أنه كفارة لذنوب المؤمنين، وشهادة لمن مات فيه منهم، كما تقدم في حديث عائشة عند البخاري.

وأما الكافرون فإنه لهم عذاب في الدنيا معجل، لا يحطُّ عنهم من عذاب الآخرة شيئا. كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طه: 127]

.......... يتبع

الحلقة السابقة هـــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين