العشر الثالثة من الهمسات الخطابية في براعة الإلقاء وفن الخطابة

أخي الكريم

- خطيبًا

- محاضرًا

- موجّهًا

- تربويًّا

- دعويًّا

- إعلاميًّا 

هاتِ يدك لنمضِي في العشر الثالثة في دوحة تحسين المقال، وطيب الكلام، ومع الخواطر المتعلقة بتحضير الخطبة:

١- قالوا : ابدأ بتحضير خطبة الجمعة من أول الأسبوع.

ويظنّ البعض أن هذا مبالغة في الاهتمام بالإعداد للخطة.

أقول:

بل حضِّر خُطبًا لك إلى الأمام ما استطعت لذلك سبيلا، وليكن لك زاد خطابيّ كبير✍، ضمن برنامج علميّ موسّع، واعمل على تثقيف نفسك بفنون العلوم لتكون خطيبًا ممتلئًا، مستعدًّا للقاء العامة عند أيّ حدث مفاجئ، فإذا ما حان أسبوع خطبتك، قمت باختيار عناصرها، وتنظيم أفكارها، وتحديد عنوانها، حيث تُخرجها من أرشيف مخزونك العلمي بكل سهولة وسلاسة.

٢- قف عند كل عنصر من عناصر الخطبة، وأشِر إلى موضع الشاهد من كل نص، بحيث يخدم فكرة الموضوع، فمن العسير على العامة تبيّن موضع الشاهد في كل مرة، ومن كل نص.

٣- اعرف النقاط السلبية التي تضعف خطبتك - يا أخي- والنقاط الإيجابية، ودرّب نفسك على الإصغاء للآخرين، وتقبّل انتقاداتهم، واعمل بنصائحهم.

٤- وزّع أفكار خطبتك وعناصرها على الخطبة كاملة، ليشتم السامع موضوعك منذ البداية، وليتلمّس الفكرة من خلال ألفاظك، وليكن بعض عناصر الخطبة بعد جلسة الاستراحة، في الخطبة الثانية لأن تركيز السامع يفتر كل حين، ليأخذ الذهن نصيبه من الراحة، فحين تجزئ الأفكار وتنثرها، من مطلع الخطبة إلى خاتمتها، يكون أدعى للانتباه، وتركيز الأفكار، واستجماع الاهتمام.

٥- فاجئ الناس بأنك تختم خطبتك بدل أن توهمهم أنك ختمت ثم تتذكر أفكارًا جديدة فتخطب بها، لأنهم سيجدونها خطبة جديدة ليست في محلّها،

فأيّ إطالة بعد الإيحاء بالشروع بالختم سيكون ثقيلًا أيّما ثقل على السامعين.

٦- من الخلل بمكان أن يعجز الخطيب عن تلخيص خطبته، واستجماع عناصرها، بوقت يسير، فيقول : كان في موضوع الخطبة كذا وكذا مستندا لدليل كذا وكذا، ومكمن الخلل بسبب عدم الإعداد للخطبة.

وتحضيرك يكون في تحديد العنوان، ثم العناصر اللازمة للخطبة، ولربما العكس إذ ربما يكون موضوعك متنوعًا لعدة عناصر تجمع بينهم بعقد واحد وقاسم مشترك، وتختار لهم عنوانًا مناسبًا.

٧- لا تتردّد في اختيار موضوع خطبتك حتى يضيق بك الوقت عن الإعداد لها، ولا تغير موضوعًا اخترت الخطابة عنه لغيره من دون سبب جليّ، فهو من الوسوسة والتباطؤ، إلا عند التفاجؤ بأحداث جِسام، لا يمكن العدول عنها، فهنا نعدّل اختيارنا للأنسب والأحكم ونرجِئ موضوعنا الذي شرعنا به لوقت آخر وخطبة أخرى.

٨- إن أردت أن تكون خطبتك قصيرة، كما هو طلب العامة عامة،فعليك ببذل الجهد المضاعف في التحضير.

فحين تكون قد أعددت للخطبة جيدًا فإن وقت الخطبة سينضبط بدقة، وستوجز معاني كثيرة، بألفاظ قليلة، ولن تجد نفسك قد استطردت بغير المهم، أو تهت في بحار المفردات لتصيغ الفكرة.

٩- أحيانا ينهمك الخطيب في صلب الموضوع، ومادته العلمية، فينشغل عن الصياغة والمُخرج، حتى يغفل أيضًا عن ضبط كلماتها، ومراعاة قواعد النحو والصرف فيها، فتخرج للعامة وهي بحاجة إلى تزيين وتزييل، ورصّ كلمات، وسبك عبارات.

ولطالما أن الخطابة للعامة، ولغة التواصل فيها هي الكلمة وبيانها، والبيان فيها أهم ما فيها، لزم العمل على الاعتناء به، أما قال الله تعالى ممتنًّا على الإنسان ( علمه البيان ).

١٠- من الممكن أن يكون عنوان الخطبة ومحورها نصًّا من آية أوحديث، وهي تكون بمثابة تلخيص كامل للخطبة، عندها لابأس بأن تعيد ذكر هذا النص بأساليب متنوعة لتثبيت محور الخطبة وفكرتها في الأذهان.

الحلقة السابقة هـــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين