العادل الحازم يعطي كلّ ذي حقّ حقّه والعاجز يسوّي بين المُحقّ والمُبطل!

أحد الفنانين العرب ، سُئل ، في مقابلة إذاعية : لمَ لمْ تتزوّج ، حتى الآن ؟

فأجاب ، بحسرة : ومَن سأتزوّج ؟ المعجَبون كُثر، والمعجبات كثيرات..ولا أحبّ إغضابَ أحد ! فمَن سأتزوّج !؟

أهذا نموذج ، للقياس عليه ؟ ربّما ، في بعض حالات العدل ، لدى العاجزين :

فلان يطلب حقّاً مالياً ، وهو مُحِقّ .. وفلان يطلب حقّاً مشابهاً ، وهو مُبطِل ! فإذا أعطينا المُحقّ ، وحدَه ، أغضبْنا المبطل .. ولسنا بحاحة ، إلى مشكلات جديدة ، نصنعها لأنفسنا !

فلان قدّم اقتراحاً ناضجاً سديداً ، حول المسألة الفلانية .. وفلان الآخر، قدّم اقتراحاً ساذجاً ! فلو أخذنا باقتراح الأول ، لأغضبْنا الثاني ! لذا ؛ نرى الأسلم لنا ، نبذ الاقتراحَين ، معاً !

أمّا نصيحة الشاعر الجاهلي ، فغائبة ، عن ذهن العادل العاجز، وهي :

إذا كنتَ ، في حاجةٍ ، مُرسِلاً = فأرسلْ حكيماً ، ولا تُوصِهِ

وإنْ بابُ أمرٍ عليكَ التَوى = فشاورْ لَبيباً ، ولا تَعْصِهِ

وأمّا تعريفُ النبيّ ، للرويبضة ، بأنه : الرجل التافه ، يتكلّم ، بأمر العامّة .. فلا يحبّ العادل العاجز، سَماعّه ، أو مجرّد تذكّره !

وأمّا قولُ المتنبّي :

وما انتفاعُ أخي الدنيا ، بناظرهِ = إذا استوتْ ، عندَه ، الأنوارُ والظُلَمُ ؟

فليس النظر فيه ، من شأن العادل العاجز!

وأما قول الأفوَه الأَودي :

تُهدى الأمورُ ، بأهل الرأي ، ماصلحَت = فإنْ تولّت ، فبالأشرار تَنقادُ !

فلم يَسمع به العادلُ العاجز ، ولا يفكّر بمعناه ، أصلاً !

تلك أمّة ، قد خلت ، في مرحلة مضت ! ونرجو ألاّ تَنبت ، اليوم ، نابتة جديدة ، تذكّرنا بها !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين