مراتع الظلم : وخيمةٌ كلها ؛ بداية بظلم النفس ، وانتهاء بظلم العدوّ !

ظلم النفس : ويشمل سائر أنواع الظلم ، ماكان منها خاصّاً ، بالظالم ، نفسه .. وماكان واقعاً، على الآخرين ، أيّاً كانوا ! ويشمل الظلم : كلّ ذنب يرتكبه المرء ، بحقّ نفسه ، أوبحقّ غيره، بالقول ، أو بالفعل ، أو بكليهما .. وما كان منها ، من عمل الجوارح ، وما كان من عمل القلب !

ماكان خاصّاً بالظالم ، نفسه : أنواعه كثيرة ، ودرجاته متفاوتة ..

أعلاها : الشرك بالله ، وتتفاوت ، متدرّجة ، نزولاً ، حتّى تصل ، إلى أدنى درجة ، في أصغر ذنب !

ومن أنواع الظلم ، الخاصّ بالفرد ، نفسه : كبائر الذنوب ، التي تقترفها الجوارح ، واللسان ، والقلب ! وأشدّها ، خصوصية : ذنوب القلب ، كالكبر، والحقد ، والحسد ، والعُجب ..!

ظلم الآباء والأمهات ( العقوق ) : وهذا من أخبث أنواع الظلم ، وأعظمها ، وزراً ! وأدنى أنواعه ، أن يقول المرء ، لأحد والديه :أفٍّ ! بلْ قد أمٍر المسلم ، خاصّة ، أن يصاحب أبويه في الدنيا معروفاً .. حتى لو كانا كافرَين !

ظلم الأهل ( الزوجة والأبناء ) : وأشكاله كثيرة ، منها : القسوة عليهم ، بلا سبب ، ومنها: حرمانهم ، ممّا هم بحاجته ، من أساسيات الحياة ، مع القدرة ، على توفيرها لهم .. ومنها: إهمال تربية الأبناء ، تربية صحيحة ، بَلهَ ، عن التربية الفاسدة ! ومنها : إهمال حقوق الزوجة ، المتنوّعة ، مع القدرة على توفيرها .. ومنها : عدم العدل بين الزوجات ، في حال التعدد ، مع القدرة على العدل !

ظلم الأرحام : وهو من الكبائر المهلكة ، وقد قرنه الله ، بالإفساد في الأرض ، فقال ، جلّ وعلا : (فهل عسيتم إنْ تولّيتم أنْ تُفسدوا في الأرض وتقطّعوا أرحامَكم..) !

ظلم الآخرين ، أفراداً : وأنواعه كثيرة ، مثل : العدوان عليهم ؛ على نفوسهم ، وحقوقهم المالية ، والمعنوية !

ظلم المجتمع : وهذا خاصّ ، بمن يتولّون مهمّات معيّنة ، عامّة .. أو وظائف عامّة : إدارية، سياسية ، اجتماعية .. ويهمل عمله ، أو يقصّر في أدائه ! فظلمه ، يقع على كلّ مَن يصيبه هذا الإهمال ، أو التقصير ، بأذى ، أوضرر !

وكلما ارتفعت أهمّية المنصب ، اتّسعت أضرار الظلم ؛ لتشمل كلّ مَن هو خاضع ، لسلطة الفرد، صاحب المنصب ، وكلّ ماهو تحت ولايته! حتّى قال عمر بن الخطاب : لو أن بغلة زلقت ، على شاطئ دجلة ، لخشيت أن يحاسبني الله عليها ؛ لمَ لمْ أعبّد لها الطريق !

ظلم العدوّ : ومن أنواع هذا الظلم ، العدوان على العدوّ المسالم ؛ على النفوس ، أو الحقوق.. والافتراء عليه ، والمكر السيّء به ، أو بأفراده ! أمّا المكر الحسن النافع ، فلا بأس به ، مع العدوّ المسالم ، أو الصديق !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين