الثوب الملوّث ، سهلٌ تنظيفُه أمّا السمعة الملوّثة ، فتنظيفها صعب !

 

التلوّث المادّي ، يزال ، بالماء والصابون ، ونحو ذلك ! فكيف يزال التلوّث المعنوي ، لسمعة المرء ، وما يندرج في إطارها ، من : شرف ، وكرامة ، ومروءة ..!

احذر، أن تلوّث ، أنت ، سمعتك .. أو، أن يلوّثها ، أيّ مخلوق ، مهما كان قريباً منك ، أو، له دالّة عليك ، أو تدين له ، بنوع من التبعية ، على مستوى التسلسل الهرمي ، في السلطة والمسؤولية ! فمَن تلوّث قميصُه ، سهلٌ عليه ، غسلُه ، أو الاستغناء عنه ، لمَن كان مقتدراً.. أمّا السمعة الملوّثة ، فلا تنظفها بحار الأرض !

وإذا كان للتلوّث المادّي ، صور متنوّعة ، مختلفة ، متباينة : في أحجامها، وتأثيراتها.. فكذلك للتلوّث المعنوي ، صور متنوّعة الأشكال والتأثيرات !

بَيدَ أنّ للتلوّث المعنوي ، تأثيرات هائلة ، لا تقتصر، على حالة واحدة ، وعلى شخص واحد!

فهناك التلوّث الأخلاقي العامّ ، المتعلّق بالأخلاق العامّة : كالصدق ، والأمانة ، والنزاهة ، والعدالة ، وغيرها ! وهذا يتفرّع ، ويتوزّع ، على سائر أنواع السلوك !

فهناك التلوّث الخلقي السياسي : وأبرز مظاهره ، أن يبدو السياسي ، بصورة : المنافق ، أو المذبذب ، أو المتسلّق ، أو الانتهازي ، أو المخادع ، أو الدجّال ..! وكلّ صفة ، من هذه الصفات ، تسقطه ، في نظر الآخرين ، وتدفعهم ، إلى احتقاره ، والنفور منه ، وعدم التعامل معه ، وتحذير مَن يتعامل معه ، من سلوكه السيّء ؛ حتّى لو كان هذا السياسي، يحسن الظنّ، بنفسه ، أو بذكائه .. أو يحسب نفسّه ، يتداهى ، ويأتي ، بما لم تستطعه الوائل .. وهو يسقط نفسه ، من حيث لايدري !

وهناك التلوّث ، لصاحب السلطة ، الذي يستغلّ سلطته ، أو منصبه ، لكسب المال الحرام ، من مال عامّ ، أوخاصّ .. أو يوظّف سلطته ، أومنصبه ، للعدوان على الآخرين !

وهناك التلوّث الخلقي التجاري : وهو الذي يَظهَر صاحبُه ، بمظهر الغشّاش ، أو الكذّاب ، أو الذي يخالف وعوده !

وهناك التلوّث الخلقي الأدبي : ومن أبرز مظاهره : سرقة أفكار الآخرين ، ونسبتها إلى السارق.. فيُسقط السارقُ نفسَه ، في نظر الناس ، ويدفعهم ، إلى الاستهانة به، أو احتقاره، وعدم الاهتمام ، بما يكتبه ، أو ينشره !

وهناك التلوّث الخلقي العلمي : وهو الذي يمارس صاحبُه ، سرقات علمية ، وينسبها ، إلى نفسه ، أو يدلّس ، على الناس ، فيما يرويه ، من معلومات وأخبار.. ونحو ذلك !

وهناك التلوّث الخلقي الإعلامي : وهذا خاصّ بالإعلاميين ، الذين يزيّفون المعلومات ، التي ينشرونها ، أو يبالغون ببعضها ، أو يكتمون معلومات ضرورية ، لأهداف معيّنة ، أو يمدحون أناساً ساقطين ، لقاء : مال ، أو منصب ، أو حظوة .. أو نحو ذلك !

وهناك التلوّث الخلقي الثقافي الفكري : ويَظهر هذا ، في سلوك بعض الناس ، الذين يسعون، إلى الظهور، بمظهر المثقفين ، أو المفكّرين .. ويخلطون أنواعاً ، من التفكير الزائف ، أو المشوّه ؛ فيضلّلوا به ، أصحاب المدارك الضعيفة ، و الجهلة ، والسذّج !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين