العشر الأولى من الهمسات الخطابية في براعة الإلقاء وفن الخطابة

أخي الكريم 

- خطيبًا 

- محاضرًا 

- موجّهًا 

- تربويًّا 

- دعويًّا 

- إعلاميًّا 

هاتِ يدك وامضِ معي لننطلق في دوحة تحسين المقال، وطيب الكلام.

1-النية الصادقة: هي سرّ النجاح، وأساس الفلاح، والإخلاص يجعل للكلمات هويّة مؤثرة، وللدعوة أثرًا سريعًا...

اعتنِ بالنية بادئ الخطبة وفي أثنائها، إذ ما خرج من القلب وقع في القلب، وما خرج من اللسان لا يتجاوز الآذان.

2- حين تشرع في اختيار موضوعك، استحضِر الأحداث الجسام التي مرّت بالأمة في هذا الأسبوع، واقترح الحلول لها، والإضاءات الشرعية اللازمة لها.

3- فتّش عن مُدخل تستهلّ فيه موضوع خطبتك، ومهّد له، إذ الناس في شرود عنك وعن كلامك، فاقطع العلائق عن الخلائق بحسن استهلالك، وبديع استفتاحك، ولا بأس بأن تستفتح خطبتك بالإشارة إلى الدواعي التي دفعتك لاختيار هذه الخطبة.

4-قسّم موضوعك لعناصر ثلاثة أو أربعة ثم وزّعها على الخطبتين لا أن تتركها في الخطبة الأولى قبل جلسة الاستراحة، إذ إن ذلك أدعى للتركيز واستحضار أفكار الخطبة وفهم عناصرها.

5- تجنّب الخطب التقليدية، فالسامعون قد سمعوها منك ومن غيرك، وعتبة التنبيه في الذهن لا تعمل وتتنبّه للكلام التقليديّ المحض.

6- ابحث عن تسلسل منطقيّ يربط أقسام الخطبة الواحدة فيما بينها ليكون فيها تناسب وانسجام.

7- أفعِمِ الخيال في ذهن المستمعين، ليشهدوا الصورة تلو الصورة، وذلك بنقلهم من محسوسات بدهية، ومشاهدات بصرية، إلى الفكرة الجديدة التي تريد أن تضيفها لأذهانهم، وتوصلها إلى أفكارهم، وتحرك بها مشاعرهم، وتنجح فيها بإقناعهم.

8- زيّن خطبتك بالمحسّنات البديعيّة، والصور البيانيّة، ليستمتع المخاطَب بها فيُوليك اهتماما وتركيزا، من دون أن يتكلّف لذلك ويبذل جهدًا مضاعفًا حتى تنهي خطابك.

9- أحسِن توظيف النصوص الشرعية، والأدلّة العلميّة، توظيفًا حسنًا، بحيث يخدم موضوع الخطبة بدقّة متناهية، وعبارة دقيقة، يعي المخاطَب فيها موضع الشاهد من الاستدلال.

10- اختم خطابك بتثبيت أفكار الخطبة، وأهم عناصرها، إذ الخاتمة أكثر ما تُحفظ في الذهن، وتستقرّ في العقل والقناعة الداخلية.

لنعيش هذه الهمسات الأولى، ونتنبّه للفتاتها، قبل أن نمتطي الدرجات العشر الأخرى، في سلّم إتقان الكلم الطيّب، والقول الحسن.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين