رحلة الحج (3)

يوم الأحد 23 من ذي القعدة سنة 1439هـ

استيقظت الساعة الرابعة والنصف وصليت الفجر في المسجد جماعة، ورجعت إلى الفندق لدرس لي في تفسير الإمام الفراهي، فقد حضر تلاميذي دروسي في إنكلترا عن فاتحة نظام القرآن، ودلائل النظام، وغيرهما من كتب الفراهي، وسألني الأخ عبد الحكيم الأسباني وعدد من العلماء والباحثين من أصحابنا في رحلتنا هذه أن أدرس لهم خلال أيام الحج كتبا من تفسير الفراهي ليطلعوا على منهجه في التفسير تطبيقيا، فأجبت رغبتهم، ووعدتهم بتدريس تفسيراته للسور القصار.

عناية الفراهي بتدبر القرآن:

بدأت الدرس بترجمته، وذكر مؤلفاته، وصلاحه وتقواه، وأنه قضى عمره في تدبر كتاب الله واستكشاف معانيه، واستجلاء دقائقه، وفاق أقرانه في بيان نظام القرآن وربط آياته وسوره، يقول في مقدمة نظام القرآن: "إني قد تصفحت كتب التفسير وسبرتها سبرًا، فما وجدتها إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، فلم تبرد غلتي، بل زادت قلبي حرًا، وملأت كبدي جمرًا".

"ففزعت إلى تدبر كتاب الله وسعة معانيه وتركت أقاويل الناس هجرا، وكان بداية أمري أني بينما كنت أجيل الطرف في نجوم الآيات إذ أضاء لي في أفقها الأعلى سلك نظامها مثل الخيط الأبيض من الصبح فما ازداد إلا سطوعا وجهرا، فكشف الحجاب عن فؤادي أو طحر قذى عن عيني طحرا، فأبصرت قصدي وتبينت رشدي وصرت أعمل في أساليب نظامها وأعاجيب رباطها فكرا".

"وقضيت على ذلك عصرا، ومن أحسن عمري شطرا، حتى ولى الشباب ظهرا، وأذاقني المشيب طعما مرا، وكرت علي الأسقام والأوجاع كرًا، ولامني الصديق ونظر الحقود إليّ شزرا، بأني ركبت وعرا، وتوليت أمرًا إمرًا، ولكني لم أزل مشتغلا بخصيصاي لا أقصر عنها قصرا، كأن أمرا من السماء يسوقني إليها قسرا".

تفسير سورة الفيل:

وأخذت في تقرير تفسيره لسورة الفيل عليهم، بدأه ببيان مفردات السورة، منها:

أما "الفيل"فواحد، ولكن أضيف إليه الجمع، فأريد به الصنف، وهذا كثير، كقولك: "أصحاب الرأي"، و"أصحاب الحديث"، قال تعالى: "ذرني والمكذبين أولي النعمة" (المزمل 11).

"وأما الكيد فهو التدبير الخفي لضرر العدو، ثم ضرب أمثلة من القرآن الكريم والشعر العربي.

"وأما التضليل فهو المبالغة من الإضلال، والمصدر ههنا استعمل بمعنى المجهول، والمراد عدم إصابة المقصود" ولذلك ينسب إليه الضلال وعدم الهداية، قال تعالى: "وأن الله لا يهدي كيد الخائنين" (يوسف 52)، وقال كعب بن زهير: إن الأماني والأحلام تضليل.

الوجيز في السنة النبوية:

ولما انتهيت من الدرس أعارني الأخ عبد الحكيم كتاب (الوجيز في السنة النبوية: جمع ما لا يسع المسلم جهله) لصالح أحمد الشامي، طباعة دار القلم بدمشق سنة 1437هـ، قال المؤلف في المقدمة تعريفا به:

"فقد طلبت مني إحدى الهيئات الدعوية أن أختصر لهم كتاب معالم السنة النبوية، وهو الكتاب الذي يسر الله لي جمعه، بحيث يخرج في مجلد واحد، وذلك بغية ترجمته إلى اللغات الأخرى".

"ولما في ذلك من خير، فقد وافقت على الطلب، ورأيت أن هذا الكتاب ينبغي أن يتوفر فيه أمران:

الأول أن يلبي حاجة الفرد المسلم في معرفة أحكام كل ما يهمه من أمر دينه، وكذلك في أمر دنياه، في معاملاته وعلاقاته الاجتماعية، وغير ذلك.

الثاني أن يعطي تصورا عاما عن هذا الدين الحنيف وخصائصه ومزاياه.

وقد يسر الله تعالى بعونه اختيار الأحاديث التي تلبي هذين المطلبين، وتم جمع المادة التي تكوّن هذا الكتاب.

مركز المربي:

وكان لي اليوم في الساعة العاشرة صباحا موعد مع فضيلة الدكتور الشيخ يحيى بن إبراهيم اليحيى رئيس مركز المربي للاستشارات التربوية التعليمية، وله اهتمام كبير بكتابي (الوفاء في أسماء النساء)، وأجرى معي اتصالات عن الموضوع، ولما بلغ أني قادم للحج رغب في مقابلتي، ووصلت إلى مركزه على الميعاد، واستفسرني عن الكتاب ووصفه وشرطي فيه، ووجه بعض زملائه إلي سؤالا عن العلامة عبد الحميد الفراهي، فترجمته لهم، وعرفتهم بأهم مؤلفاته، وأبنت فكرته في نظام القرآن وربط الآيات والسور، وجرى ذكر العلامة شبلي النعماني، فأثنيت عليه وكشفت عن نظريته في التعليم والتربية، وذكرت لهم قصتين من رحلته للحجاز:

الأولى: يقول شبلي: "إذا قدمت طعامًا إلى جمّالي لم يتناوله وحده، بل قال: هلموا، ودعا من حوله من الأعراب ثم وزعه بينهم، وأخَّر نفسه، فأردت مرة أن أختبره، وقدمت إليه قطعة لحم صغيرة، فدعا رفقته وزملاءه وقسمها بينهم، فسألته: ما فائدة ذلك؟ إنها قطعة لحم صغيرة لاتكفيك وحدك فلمَّا قسمتها لم تستلذ بها أنت ولا أصحابك، فأجاب بالرد الجميل الذي هو منبع كرم العرب وشرفهم وقال: يا شبلي، عار علينا نحن العرب أن نأكل وحدنا.

والثانية: يقول شبلي: كنت خلال إقامتى بالحجاز إذا نطقت باللغة العربية تقيدت بقواعد النحو والإعراب فقال لي الجمال مرة: ياشبلي أنت نحوي، فظننت أنه يمدحنى ويشيد بعربيتى، ولكنه انكشف لي فيما بعد أنه إنما عرض بلهجتى وتكلفي بالعربية، لا أنه أشاد بها.

فأعجب الدكتور يحيى بالقصتين إعجابا بالغا.

وأهديت إلى الدكتور يحيى نسخة من كتابي (المحدثات) اللغة الإنكليزية، ونسخة لرحلتي للأندلس، وأشياء أخرى، وقدم الشيخ إلي مجموعة من مطبوعات المركز، بعضها من تأليفه، وبعضها من تأليف غيره.

مختصر السيرة النبوية:

منها (مختصر السيرة النبوية) للشيخ عبد الله بن الإمام محمد بن عبد الوهاب المتوفى سنة 1244هـ في مجلدين، وورد في كلمة الناشر: "ومن أجمع ما صنف في هذا الباب كتاب الشيخ الجليل بن الشيخ الجليل عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الموسوم بـ"مختصر السيرة"، ولا يغرنك أيها القارئ ما في التسمية من تواضع، فهو مختصر ليس كالمختصرات، بل هو باسط لتفاصيل السيرة، شامل لأبوابها، في نقول مهمة موثقة من كتب الصحاح والسنن والمسانيد والمغازي والسير، بترتيب حسن جميل، مع الإتيان بدروس مستفادة من الوقائع من كتب الأئمة العلماء، فجمع الكتاب بذلك بين دراسة المغازي والسير، وبين أخذ الدروس والعبر".

"وقد طبع الكتاب عدة طبعات، أبرزها طبعة الشيخ أحمد الطويان، فجاءت أكمل من غيرها مستدركة فيها مواضع السقط، مع تخريج الأحاديث والأخبار، وتوثيقها من مظتنها من الكتب".

رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة:

ومنها (رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة: بناء وتأسيس) للدكتور يحيى بن إبرهيم اليحيى، طبع سنة 1438هـ، يقول في التعريف به:

"ولما كان عامة المؤلفين في السيرة يهتمون - غالبًا - بجمع الروايات رأيت أن أجمع مختصرا في السيرة، أذكر فيه ما يسَّر الله من الدروس والعبر والفوائد والعظات، واعتمدت على صحيح الروايات إلا رواية لم يبن عليها حكم فإني قد أتساهل في إيرادها لتكميل السياق إن لم أجد ما هو أقوى منها".

وقد ابتدأت بالعهد المكي، وقسمته إلى أربعة فصول تحريت فيها الموضوعات أكثر من الترتيب التاريخي للوقائع، فجاءت بتوفيق الله وعونه على النحو التالي: الفصل الأول: مدخل لفهم السيرة، والفصل الثاني: الوحي وتبليغ الرسالة، والفصل الثالث: أساليب المشركين في مقاومة الدعوة، والفصل الرابع: الهجرة ومقدماتها".

آداب العالم والمتعلم:

ومنها (تذكرة السامع والمتكلم في آداب العالم والمتعلم) تأليف العلامة القاضي أبي عبد الله محمد بن إبراهيم ابن جماعة الكناني المتوفى سنة 739هـ، طبع سنة 1438هـ، وجاء في كلمة الناشر: "...فهو كتاب دال على معالي الأمور زاجر عن دنيء الأخلاق، حسن التقسيم، حاوٍ لما تفرق في تصانيف العلماء مما له تعلق بموضوعه، وقد تداوله الناس بالقراءة والإقراء، واشتهر منذ عهد المصنف وطبع في العصر الحاضر عدة طبعات، وإنما سعى مركز المربي في نشر الكتاب لأن نسخه المطبوعة غالبها مثقل بالتعليق وذكر الفروق بين النسخ ونحو ذلك مما يقطع القارئ عن سياق الكلام، ويدخل في الكتاب ما يخالف قولَ المؤلف في المقدمة: "كيلا يطول على مطالعه أو يمله"، فعملنا لا يعدو أن يكون إخراجًا للكتاب مقروءًا قراءة نرجو أن تكون صحيحة، فضبطنا ما قد يشكل أو يغلق معناه في عامة الكتاب إلا ما قد يقع مما تقتضيه طبيعة الإنسان، ولم نثبت فروقًا بين النسخ مع اعتمادنا على ست نسخ خطية، ولم نعز من النصوص إلا ما كان حديثا مرفوعا وفي إسناده متروك أو متهم أو وضاع، ليتنبه القارئ إلى ما لا بد منه".

في الطريق إلى ثقافتنا:

ومنها (رسالة في الطريق إلى ثقافتنا) للعلامة محمود محمد شاكر، طباعة مكتبة الخانجي في القاهرة سنة 1427هـ، ومنها (قراءة في رسالة في الطريق إلى ثقافتنا) اعتنى بها عمر بن عبد الرحمن الشفيع، طبعت سنة 1439هـ، يقول معرفًا بالرسالة: "وهو جزء بيَّن فيه أسباب التحول الخطير الذي طرأ على ثقافة المسلمين، وكان قد تلقى صدمة التدهور الأولى - كما سماها - في أعقاب حرب الاستعمار الكبرى، وهي التي يسميها أصحابها الحرب العالمية الأولى، وعاصر هذا التحول الاجتماعي والثقافي والسياسي المضطرب، ووصف ذلك مرحلة مرحلة، وكيف كان ذلك حتى وصل الحال إلى ما نحن عليه اليوم، وأوشك أن يضيع كل شيء كان غير قابل للضياع ...".

الخلافة الراشدة:

ومنها (الخلافة الراشدة والدولة الأموية من فتح الباري) للدكتور يحيى بن إبراهيم اليحيى، طباعة دار الهجرة سنة 1417هـ، قال الدكتور ضياء العمري في تقديمه للكتاب: "فإن هذه الأطروحة التي أقدم لها تدخل في نطاق تيسير كتب التراث وخاصة الموسوعات الضخمة مثل فتح الباري للحافظ ابن حجر العسقلاني، فإنه من النادر أن يفطن المؤرخون لتأريخ صدر الإسلام إلى أهمية المعلومات التأريخية التي تضمنها هذا الكتاب الضخم عن ذلك العصر الزاهر الذي ترجع إليه جذور حضارتنا العربية الإسلامية، فضلاً عن المنهج الذي استعمله الحافظ ابن حجر مع الروايات، والذي يمثل مستوى عاليا من التطور والتكامل في نقد الأسانيد والمتون بالاعتماد على المنهج الحديثي للوصول إلى صحة الرواية أو ضعفها، والاهتمام بالوصول إلى السياق الصحيح الكامل بالمقارنة بين الروايات المختلفة لصحيح البخاري ... ولروايات كتب أخرى أفاد منها في بيان الفروق بين تحملها للآثار والأخبار".

"كما أفاد من منهج إسلامي آخر هو منهج الأصوليين في تفسير النصوص والتوفيق بين ما ظاهره التعارض، وإزالة الإشكال والتناقض".

لقاء مع الأخ أحمد عاشور:

والتمست من أخينا أحمد عاشور أن يتيح لطلابنا فرصة للجلوس معه في حديث عفوي مفتوح، فوافق على الطلب في أريحية وكرم رغم كونه مشغول البال ومشتت الخاطر، وأخوك الذي يأتيك بالرضا ما وسعه الرضا، ويؤمل في الطلب ويرتجى، قليل الخلاف والسخط، ومحتمل الأذى في سبيل الصدق والوفاء، واجتمع عدد من الطالبين والطالبات من زمرتنا، وعلى رأسهم الشيخ مجاهد علي، والشيخ ناصر ضمير، والشيخ كبير الدين، والأخ عبد الحكيم، والأخ عبد العظيم، وأهله، وبناتي: سمية وفاطمة وعائشة، وآخرون، بدأتُ الجلسة بتسليط الضوء على أهمية الأخذ عن العلماء مباشرة، فإذا أخذنا العلم منهم استفدنا العلم والعمل جميعا، وقديما كانوا يرحلون إلى سفيان الثوري ومالك وابن عيينة وغيرهم من المتقدمين والمتأخرين فكانوا يقتبسون من علمهم وهديهم وسيرتهم، ولقد ضل كثير ممن اقتصر على العلم دون العمل، فالعمل بيان للعلم، واستمرت هذه السنة الرشيدة إلى يومنا هذا، ولا يزال في المدينة المنورة علماء عاملون، منهم أخونا أحمد عاشور، ولا أزكي على الله أحدا.

وارتجل أخونا أحمد كلمة عن قيمة الحج المعنوية مفتتحا لها بإسماع الأولية على سؤال مني، وتواضع فرواها من طريقي متبعا لعبد الله بن المبارك لما سأله شيخه حماد بن زيد أن يحدث لأصحابه، فلم يحدثهم إلا بحديث حماد، والله يعلم أني أرى نفسي دون أخينا أحمد بدرجات، وما زادني إكرامه إياي إلا حبًا له وتقديرًا لشأنه، واشتملت كلمته على فوائد جمة جاءت في وقت مناسب، وما قصدنا جميعا إلا الحج، فذكَّرنا أن الحج يرجع تاريخه إلى إبراهيم وأهله عليهم السلام، وأن الأهمية للرسالة لا للمكان، فقد كان قبل إبراهيم عرب عاربة حول مكة، وظلت بلادهم مغمورة، وكان إبراهيم نقطة بداية لتاريخ هذا البلد، فهو صاحب الرسالة، وكذلك المدينة المنورة استوطنتها اليهود وهم يعلمون أن خاتم النبيين يظهر من هذه الأرض فظنوا أنهم إذا هاجروا إليها لعله يظهر من ذريتهم، وجاءت أوس والخزرج من اليمن لأسباب اقتصادية، والله لم يجعل النبي من اليهود، بل إنهم حرموا اتباعه، بينما أوس والخزرج هداهم الله فاتبعوه صادقين مخلصين.

ومن الفوائد البديعة التي نبه إليها أن إبراهيم عليه السلام معروف بأبوته ورحمته وأن اسمه يعني الأب الرحيم، ومع ذلك ترك ابنه إسماعيل وأمه في هذه الأرض التي لا زرع فيها ولا ماء، وهذه حالة تجيش فيها الرأفة في قلوب عامة الناس، فكيف لا يعطف إبراهيم عليه السلام على أهله، فقالت هاجر: أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شئ نعيش عليه؟ وجهت إليه هاجر السؤال نفسه مراراً وهو لا يلتفت إليها. فقالت هاجر: آلله آمرك بهذا؟ قال: نعم . فقالت هاجر :إذاً لا يضيعنا الله .. وفي وداع يحمل معاني عميقة من الإيمان برب العالمين والإسلام له ترك إبراهيم عليه السلام أهله، وهاجَرُ أمام تجربة لم تعهدها من قبل، وصبرت راضية بأمر الله مع أنها حديثة عهد في بيت إبراهيم.

ومما استلفت إليها أن إبراهيم قال: "يا بني إني أراى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى"، قال صابرًا محتسبًا مطيعًا لوالده بارًّا به: يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ، أي امض إلى ما أمرك الله من ذبحي، ولم يقل: يا أبت افعل ما ترى، بل قال: يا أبت افعل ما تؤمر، وأدرك إسماعيل الصغير أن أباه مأمور بالذبح"، وما لعلو رُتب آل إبراهيم من منتهى، ومتى أحصينا فضلهم في كلام فقد أحصينا حبات الرمال.

اللهم اجعل الحج مناسبةً لتجديد إيماننا، وتنبيها لنا من الغفلة، وذريعة لشحذ هممنا وتقوية عزائمنا وإحياء قلوبنا، وتربيتنا على التَّعاونِ فيما بيننا على البرِّ والتَّقوى، وفرصةً لإثبات الحنيفية فينا، وترسيخ الحلم والصبر في نفوسنا.. آمين.

الحلقة السابقة هـــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين