الرد على: د .علي كيالي في الفرق بين القرية والمدينة في القرآن

القريــــة : كما عرفها علماء اللغة العربية ؛ هي مجتمعٌ سكانيٌّ ، في مَكَانٍ اتَّصَلَتْ بِهِ الْأَبْنِيَةُ وَاتُّخِذَ قَرَارًا ، تقع على المدن وغيرها ، وقد سمِّيت قريةً لاجتماع النَّاس فيها . وبالرجوع إلى أصل الكلمة تبين أن (القرية) مشتقة من القرار في المكان ، أو من الاجتماع فيه ، يقال قرى الماءَ في الحوض إذا جمعه فيه ، أو هي مشتقة من القِرَى بكسر القاف بمعنى الضيافة . لأن قِرى الضيف من عادة سكان القُرى . 

والمدينة : مشتقة من مَدَن أي أقام ، يقال مَدَنَ في المكان إذا اقام فيه واتخذه موطنا له . وهي فعيلة تُجمَعُ على فعائل ، مدينة مدائن ..

وقد ذُكِرَت (القريةُ) في القرآن الكريم (33) مرة . وذُكِرَت (المدينة) (17) مرة .. والقائلون بجواز الترادف في القرآن ، قالوا : قد تُذْكَرُ القريةُ ويُرادُ بها المدينة ، وقد تُذْكَرُ المدينةُ ويراد بها القرية ، وقد يُرادُ بالقرية الناحيةُ التي تَضمُّ قُرىً عديدة .. 

قال أبو الفرج بنُ الجوزي : القرية تُذْكَرُ (القريةُ) : 

ويُرَادُ بها أريحاء ( ادخلوا هذه القرية ) ، ويُرَادُ بها دير هرقل (مر على قرية) ، ويُرَادُ بها ايليا (واسألهم عن القرية) ، ويُرَادُ بها مصر (واسأل القرية) ، ويُرَادُ بها مكة (قرية كانت آمنة) ، ويُرَادُ بها مكة والطائف (على رجل من القريتين عظيم) ، ويُرَادُ بها جميع القرى (وإن من قرية إلا نحن مهلكوها) ، ويُرَادُ بها قرية لوط (ولقد أتوا على القرية) ، ويُرَادُ بها انطاكيا (واضرب لهم مثلا أصحاب القرية) .

الكيالي : وتفسيره المخترع للقرية والمدينة :

منذ سنوات ظهر على شاشات القنوات الفضائية رجل يدعى الدكتور علي منصور الكيالي ، وكان في بداية ظهوره يتحدث عن بعض القضايا الفيزيائية والسنن الكونية ، وكنا نسكتُ عما يريبنا منه أحيانا ، لكونه يتكلم في قضايا من اختصاصه ، ولا ندري إن كان يخطئ فيها أم يصيب .. ثم تمادى فشرع يتكلمُ في إعجاز القرآن وتفسيره برأيه الخاص ، الذي خالف فيه السلف والخلف ، ثم تجرأ على الخوض في ثوابت العقيدة الإسلامية ، فراح يشكك في وجود يأجوج ومأجوج ، وفي عذاب القبر ، وظهور المهدي ، ونزول عيسى عليه السلام في آخر الزمن ، ثم تطاول هذا الرجل على صحيحي البخاري ومسلم ، فخطأهما فيما ذكراه من عمر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يوم تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد رددتُ عليه ودافعت عن الصحيحين، وكشفت عن زيف مزاعمه في ثلاث مقالات.. وأخيراً أصدر الكيالي (فيديو) تحدث فيه عن الفرق بين لفظي (القرية) و(المدينة) في القرآن، فأساء كعادته إلى الحقيقة ما شاء أن يسيء ، وتعاظم وتعالم وادعى : " أنه أتى بما لم تستطعه الأوائل" فكان هذا المقال لتفنيد آراء الكيالي ، وتزييف دعاواه .. وبالله المستعان :

لقد فَهِمْنَا منْ جُملةِ ما جاءَ في فيديو الكيالي : 

أن ( القريـــة ) لا تسمى (قرية) إلا إذا كان سكانها من نسيج واحد مؤتلف ؛ كأن يكونوا من نسب واحد ، أو عقيدة واحدة ، أو صفة واحدة ، و(القرية) عنده هي القرية المعروفة لدينا الآن ، والتي لا يزيد عدد سكانها عن بضعة آلاف نسمة .. 

وأن ( المدينة ) :عنده هي البلدة التي يسكنها أشخاص ليسوا من نسيج اجتماعي واحد ، وهي في رأيه أكبر من القرية مساحة وأكثر سكانا .. واستدل على ما ذهب إليه بما يلي :

1 – استدل بقوله تعالى { وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13) محمد } وقوله تعالى { وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ (101) التوبة } وقوله تعالى { مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (120) التوبة } فقال الكيالي : انظر كيف سمَّى القرآنُ (مكة) قرية ، وهي أكبر من (يثرب) التي صار اسمها (المدينة)، ولا تفسير لهذه التسمية في رأيه إلا لأنَّ سكانَ مكة كلهم من قريش وكلهم مشركون، أي من نسيج اجتماعي واحد . أما (يثرب) فقد أطلق عليها القرآنُ اسم (المدينة) لأنَّ سكانها مختلفون في الدين والنسب، ففيها النبيُّ وأصحابه المؤمنون، وفيها المنافقون ، وفيها اليهود .. 

والجواب على هذا الكلام ، أن قوله هذا منقوضٌ بقوله تعالى { وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75) النساء } لأن إطلاق اسم (قرية) على مكة في هذه الآية، إنما كان في وقت كانت فيه مكة يسكنها مجتمع غير متجانس؛ فكان فيها مسلمون مستضعفون، ومشركون ، وكان الفريقان يعيشان معا في مكة .. ولو صح كلام الكيالي لكان ينبغي أن تكون الآية ( ربنا أخرجنا من هذه المدينة الظالم أهلها ) .. 

2 - قال الكيالي في سياق هذا الاستدلال: سمَّى القرآنُ مكة (بالقرية) . ويثرب (بالمدينة) وهي لا تساوي ربع مكة من حيث المساحة وعدد السكان ..

ويفهم من كلامه ؛ أنه يرى ضمناً أن (القرية) أصغر من (المدينة) ، والكيالي في هذا الفهم معتمدٌ على التقسيمات الإدارية المعاصرة في سوريا ، التي حَدَّدت عدد سكان القرية بأقل من (12) ألف نسمة ، فإن زادت عن هذا المقدار فهي (بلدة) فإن تجاوزت الـ (25) ألف نسمة فهي (مدينة) .. 

والجواب على هذا الهراء ؛ أن هذا المعنى للقرية والبلدة والمدينة هو معنىً مستحدثٌ معاصر ، لا تعرفه العرب ، ولا تأخذه في الاعتبار ، وإنما يطلق اسم القرية عند العرب ويراد به المدينة ، كما يطلق اسم المدينة ويراد به القرية ، وأحيانا يعبرون عن القرية بالمصر ، وأحيانا بالصنيعة ويقال سكان المصانع أي سكان القرى .. والتعبير بالقرية أو المدينة في القرآن ، إنما يجيء لأغراض بلاغية تناسب السياق والسباق في الكلام . فحين يجيء التعبير بـ (القرية) فإنما يجيء لمناسبةٍ استدعت اختيار لفظ القرية على ما عداه . وحين يجيء التعبير (بالمدينة) فإنما يجيء لمناسبة خاصة استدعت اختيار لفظ (المدينة) على غيره .. والعرب لم تفرق بين القرية والمدينة والبلدة بحسب عدد السكان البتة ، وإنما بحسب ما تعنيه مادة اللفظ الوضعي في الأصل.. فسميت مكة قرية وهي أكبر حاضرة في شبه جزيرة العرب عند نزول القرآن، كما سميت (أم القرى) لأنها كانت تُؤَمُّ من قِبَلِ سكان بقية الحواضر للحج والتجارة .. 

والقرآن نزل بلسان عربي مبين ، ولم ينزل بلغة الكيالي الذي لا يحسن التكلم بالفصحى ، ولا يمكنه أنْ يقول جملتين متتابعتين من غير أن يلحن فيهما . وحين يخوض هذا الرجل في تفسير القرآن الكريم مع جهله باللغة التي نزل بها القرآن ، فهذا منه منتهى الجرأة على الله ، والعياذ بالله .

3 - ثم استشهد الكيالي بقوله تعالى في سورة ( الكهف ) { فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) الكهف } وقوله تعالى { وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) الكهف } .

فقال في استدلاله : نلاحظ في الآية الأولى (أتيا أهل قرية) في الصباح .. وفي الآية الثانية تحولت القرية نفسها إلى (مدينة) في المساء ؟ .. والحقيقة هذه مغالطةٌ من الكيالي ، ، أراد بها أن يقول : كيف تحولت (القرية) إلى (مدينة) في ساعات قليلة .؟ معتمداً في هذه المغالطة على المعنى المعاصر لكلمتي (القرية) و (المدينة) .. 

ثم أردف الكيالي قائلا : السرُّ في هذا ، أنها سميت (قرية) في الآية الأولى ؛ لأن أهلها كانوا مجمعين على البخل ، أي يجمعهم وصف البخل ، فلما جاء ذكر الغلامين اليتيمين وأبيهما الصالح في الآية الثانية ؛ سميت قريتهم ( مدينة ) لأنه حدث فيها تنوع سكاني .. أي اجتمع فيها عنصر الخير والشر معا ..

والجواب على هذا الاستدلال نلخصه بما يلي : 

أ - القرآن لم يقل أن الغلامين كانا في نفس القرية التي كان فيها كنزهما .. فقد يكونان في مدينة قريبة من قريتهم . ثم يرجعان إليها بعد بلوغهما أشدهما لاستخراج كنزهما بترتيب إلهي مسكوت عنه الآن .. وهذا المعنى هو الأقرب إلى السياق ، لأن اليتيمين فيما يبدو لما شعرا بالضيعة وضيق الحال بين أهل تلك القرية اللئيمة ، التي لا ترحم الصغير ولا تطعم عابر السبيل ، خرجا منها وقصدا (مدينة) قريبة من قريتهما ، ليجدا لهما عملا يؤديانه ويكسبان به قوتهما ، فالعمل في المدن متيسر في الغالب لكل أحد .. 

ب – قيل : إن هذه (القرية) كانت قرب أنطاكية ، وعليه (فالمدينة) التي خرج إليها الغلامان هي أنطاكية .. وقيل بل (القرية) التي أبت أن تضيف موسى وصاحبه هي انطاكية نفسها . وجرى التعبير عنها مرة (بالقرية) ومرة (بالمدينة) لدواعٍ بلاغيّة ، تتعلق بموافقة المقال للمقام .. فعندما ذكر (حق الضيافة) ، عبر عنها بالقرية ، لأن أهل القُرى والأرياف يسكنون في بيوت واسعة ، مما يُهوِّنُ عليهم إطعام ابن السبيل واستقبال الضيف ، بخلاف أهل المدن في ذلك ، فهم يعيشون في مساكن ضيقة غالبا ، وتثقل عليهم الضيافة وتحرجهم أحيانا .. لذلك كان التعبير (بالقرية) لبيان شدة لؤم أهل تلك القرية ، الذين خالفوا طباع أهل القرى ، برفضهم إطعام موسى والخضر حين طلبا منهم طعاما .. 

ثم عبر عنها (بالمدينة) للسبب الذي أشرنا إليه قبل قليل ، وهو أن الغلامين انتقلا إلى (المدينة) ليكسبا قوتهما فيها بالخدمة والعمل ، لأن العمل في المدن ميسور .. وهكذا أدى كل واحد من هذين اللفظين في موضعه غرضا بلاغيا يناسب المقام ..

4 – ومما استدل به الكيالي على المعني الذي اخترعه للقرية والمدينة قوله تعالى { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) يس } فقال: لما كان كل أصحاب القرية كفارا سماها القرآن (قرية) ، فلما صار فيها رجل مسلم واحد ، اجتمع فيها عنصرا الخير والشر ، فسماها القرآن الكريم (مدينة) ، فقال تعالى { وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) يس } .

والجواب : إن هذا الاستدلال الذي اعتمده الكيالي هو خطأ من وجوه : 

(الوجه الأول) : إننا لا نسلم كون (المدينة) التي جاء الرجل من أقصاها ؛ هي نفس (القرية) التي كذبت المرسلين، فقد يكون مجيئه من مدينة مجاورة لتلك القرية المكذبة . ولو سلمنا جدلا بأن القرية هي نفس المدينة التي جاء منها الرجل ؛ فيكون العدول عن لفظ القرية إلى لفظ المدينة؛ قد وقع لغرض بلاغي أذكره بعد قليل إن شاء الله. 

(الوجه الثاني) التعبير بالقرية في معرض التكذيب ، يعطينا فكرة عن عسر تحول الجاهل عن معتقده أو عادته ، فأهل القُرى يغلب عليهم الجهل ، ويصعب تحويلهم عن معتقداتهم القديمة ، ولا يتقبلون الهداية بسهولة ، لذلك كان التعبير بأهل القرية مناسبا للمقام وهو من البلاغة العالية التي امتاز بها القرآن الكريم. 

أما أهل المدن فهم في الغالب ، أقرب إلى التَّنَوُّر ، وأقدر على التمييز بين الحق والباطل والخير والشر ، لذلك كان الرجل المؤمن واحدا من أبناء المدينة المجاورة للقرية المكذبة . والتعبير بقوله ( من أقصى المدينة ) يشير إلى أن دعوة المرسلين انتشرت حتى وصلت إلى المدينة وعمت دانيها وقاصيها .. أضف إلى ذلك ؛ أن مجيء رجل من أبناء المدينة لمناصرة المرسلين ، وتأييدهم في الدعوة إلى الله ، كان من شأنه أن يشجع أبناء تلك القرية على الإيمان بالله تعالى . ولكنهم رغم ذلك أصروا على كفرهم ، ولم يستجيبوا لهذا الرجل الصالح ، بل قتلوه ، فرأى مقامه في الجنة، فقال : { يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين } ..

(الوجه الثالث) أن استدلاله هذا منقوض أيضا بقوله تعالى { وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74) الأنبياء } والقرية التي كانت تعمل الخبائث ، هي منطقة سدوم ، وكان يسكن فيها لوطٌ عليه السلام والمؤمنون من أهله وقومه إلى جانب الكافرين الذين أهلكهم الله، وهذا يعني أن النسيج الاجتماعي في سدوم لم يكن واحدا ، وإنما كان متباينا بين مؤمنين وكفار .. ولو صح الضابط الذي وضعه الكيالي لكان ينبغي أن يقول القرآن { وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْمدينةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ } والحقيقة إن الضابط الذي وضعه الكيالي للفرق بين (القرية) وبين (المدينة) منقوضٌ بهذه الآية ، وبآيات كثيرة من كتاب الله تعالى .. نمسك عن ذكرها خشية المزيد من الإطالة .

أما بعد : فيا كيالي رحم الله امرءاً عرف حده فوقف عنده .. دعك من التهويش والتخريص ، فطلب الشهرة بإسخاط الله خسارٌ ، يهوي بصاحبه في النار..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين