هل الشرعيون من أسباب انتشار ظاهرة الإلحاد والردة في الأمة ؟ (10)

حوار مع عدد من الشرعيين

كتب أحد الأساتذة الشرعيين وهو الدكتور محمد أبو زيد هذه الكلمة :

قال مُحدِّثي: هناك ظاهرة ردة وإلحاد في الدول الإسلامية.

قلت له: نحن الشرعيون سببها الرئيس، لو كنا قدوة وتخلّقنا كما أمرنا الله، وبلّغنا الدِّين بثقافة هذا الزمان بعد أن ندرك واقع الناس وظرف الأمة.. لما حصل ما حصل.

وقد نشرنا في الحلقات السابقة عددا من التعقيبات والمناقشات، ووصلنا هذه التعقيبات الجديدة التي ننشرها في هذه الحلقة الجديدة من هذا الحوار.

 

كتب الأخ الدكتور محمد أبو زيد : كنت أفكر أن أكتب توضيحا لما نقله عني الشيخ مجد مكي، جزاه الله خيرا في صفحة الرابطة، لأقول بأن ما نقله كان مجرد (واتس) في مجموعة من الأخوة، وليس طرحا بمعنى كلمة طرح، وإن كان كما يقولون: البلاغة في الاختصار.

ورأيت اليوم شيخنا محمد رجب حميدو قد علق على ما ذكرته بما كنت أريد أن أقوله وأبلغ منه، فجزاه الله خيرا. وأكيد ما كنت أقصد التعميم، وهذا لا يحتاج مني إلى دليل!!

وقبل يومين قرأت للشيخ محمد الغزالي ـ رحمه الله ـ في نفس الموضوع هذا الكلام:

إنني أعتقد أن انتشار الكفر في العالم يقع نصف أوزاره على متدينين بَغَّضُوا الله إلى خلقه بسوء كلامهم أو سوء صنيعهم! . وما أرتاب في أن الشيوعية ما راجت في أوروبا وغير أوروبا إلا لأن الأحبار والرهبان أيأسوا الكادحين من عدالة السماء، وسدُّوا في وجوههم أبواب الرحمة، فاتجهوا إلى السراب يحسبونه العباب .. "مشكلات في طريق الحياة الإسلامية" : ص 046

وفي الختام أشكر الشيخ مجد مكي والشيخ محمد رجب على مقالته، والشكر والتقدير متصل لكل من شارك. والسلام عليكم ورحمة الله.

وكتب الأخ الدكتور مرهف السقا :

لا أعتقد أن نقاش موضوع ظاهرة إلحاد متوقعة في البلاد الإسلامية يكفي فيه كلمات أو ردة فعل عاطفية مع تقديري للأخ الفاضل محمد أبو زيد، وأرجو أن لا يكون الكلام من قبيل جلد الذات ومعاقبة النفس، فظاهرة الإلحاد المتوقعة لها أسبابها الكثيرة، وكل فئة من المجتمع يتحمل وزرها، ومنهم الشرعيون أيضا، ولكن الله يعلم من اجتهد ومنهم من تكاسل.

ولكن الذنب العظيم الذي تتحمله الهيئات والمؤسسات الرسمية هو عدم تنظيم عمل الشرعيين في البلاد الإسلامية وهذه مهمة حكومات، وانفراد الأحزاب باستئثار الواجهة لحزبها على حساب الهيئة العلمية، وجمع المكاسب السياسية وغيرها، ومحاولة بعض الشخصيات البارزة لتكون الواجهة في كل شيء (إغاثة وتعليم وعسكرة) وسياسة المركزية في الإدارة، وهناك أسباب كثيرة تحتاج لنقاش.

الهجمة على الفكر أكبر من انفراد شخص أو مجموعة للرد عليها ... لأن هذه الهجمة تعمل عليها مؤسسات دولية وينبغي أن تجابه بمثل ذلك وطاقة إعلامية كبيرة أيضا

هذا جرح غائر نازف نسأل الله الرشد

وكتب الأخ الدكتور صلاح الدين الطه الأستاذ في كلية الامام الاعظم أبي حنيفة في بغداد:

شيخنا الحبيب مجد مكي المحترم

لا شك اننا كشرعيين لم نعكس الصورة التي ينبغي أن نكون عليها خصوصا أننا نملك مقوماتها الكتاب والسنة))

لكن لا يمكن أن نجعل الشرعيين هم السبب الرئيس ذلك 

إذ أن المجتمع المسلم سلطت عليه ضغوط كبيرة جداً، واستخدمت ضده عوامل التغريب بشتى الصنوف: الحكام والإعلام والنماذج السلبية كداعش وغيرهم:

ومن أبرز تلك الضغوط وأهمها: اختراق المنظومة الدينية بأشياخ يعكسون الصورة السلبية وبكلا الجهتين الإفراط والتفريط، بحيث أصبحت الحركات الإصلاحية التي التزمت المنهج الوسط طيلة ?? عاما توصف بالإرهاب والشيطنة؟

رغم تلك الهجمة لم يكن للمصلحين صوت يوازي بالإمكانيات الطرف الآخر ورغم ذلك لم ينجح الفكر الإلحادي في اكتساب الاتباع بقدر ما أنفق أو التمدد بشكل كبير، وهذا مصداقا لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ} [الأنفال:3?]

أيضا يرجع ظهور فكر الإلحاد بسبب الاضطراب الذي تعيشه المنطقة بسبب الحروب والخوف من الضغوط التي تصيب من ينتمي إلى الإسلام عقيدة وشريعة

وكل هذه الظواهر ستزول بمجرد وجود جوٍّ آمن ومساحة للحوار والدعوة إلى الله تعالى.

وكتب الأخ الحبيب وليد دمشقية مجددًا :

من خلال مطالعتي للعديد من التّعليقات والرّدود القيّمة على موضوع: "هل الشّرعيّون من أسباب..."، أميل إلى الرّأي باستبعاد العلاقة السّببيّة المباشرة بعمومها بين الشّرعيّين والإلحاد، وأرى، مع الإقرار بوجود الشّواذ والاستثناء الّذي لا يُعتدّ به في إطلاق الحكم العام، بأنّ الإلحاد بشتّى أشكاله ليس سوى تعبير غثائيّ شاذّ عن عبثيّة قاتلة للنّفس، يتحكّم بها، وهنا بيت القصيد، اتّباع للهوى وعبوديّة للغرائز والشّهوات، تجعل صاحبها يتلمّس الهفوات والأزمات والمحن ليتفلّت من أيّ مواجهة ووقفة صدق مع نفسه نحو كشف الغطاء عن بصره وبصيرته..
لا أكثر ولا أقلّ، والله أعلم.

الحلقة التاسعة هنا 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين