صور من الحياة في العصر النبوي -1-

كانت حياة المجتمع الإسلامي وأسواقه في صدر الإسلام حافلة بالحرف والمهن والصناعات وهي تعجُّ بالنشاطات المعيشية والاقتصادية المتنوعة، ومن ذلك ما يلي:

1 ـ بيع الأقمشة والثياب : 

يُطلق العرب علـى هذه الحرفـة: " البِزَازَة " ، ويقال للثياب : " بَزٌّ " ، ويقال لبائعـها: " بَزَّاز "

وكان في المدينة المنورة في العهد النبوي سوق للبزَّازين، قال أبو هريرة رضي الله عنه: دخلت السوق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلى البزازين فاشترى سراويل بأربعة دراهم، وكان لأهل السوق وزَّان يزن للناس...رواه أحمد والطبراني وأبو يعلى .

وممن اشتغل بهذه الحرفة عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله، وعثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله، الذي كانت غلَّتُه كل يوم ألفي درهم، ومنهم سويد بن قيس العبدي، الذي اشترى منه النبي صلى الله عليه وسلم السراويل المذكورة في القصة الآنفة. ومنهم سِماك بن حرب الذي كان يشتري البَزَّ من مدينة هَجَر ـ وهي اليوم في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية ـ

2 ـ خياطة الثياب والأقمشة والستارات ونحوها : 

ازداد انتشار هذه الحرفة واتساعها مع نشوء الدولة النبوية، وهجرة المسلمين إلى المدينة المنورة عاصمة الإسلام الأولى، وكان لها رجالها المعروفون في الأسواق، ونساؤها المشهورات في البيوت، فضلا عن آلاتها وأدواتها ولوازمها...

ومما روي في هذا ما ذكره البخاري في صحيحه: أن خيَّاطا دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى طعام صنعه له، فاستجاب لدعوته وذهب إليه .

ومن الخياطين المعروفين فـي العصر النبوي عثمان بن طلحة، الذي دفع إليه النبي ـ صلى الله عليه وسلم . في فتح مكة ـ مفتاح الكعبة ليحتفظ به عنده، ومن بعده ذريته. ومن الخياطين المشهورين أيضا: عيسى بن أبي عيسى .

يتبع

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين