
كان أحد الإخوة الفضلاء ، يردّد قولة ، لأحد الساسة السوريين ، هي : أمّا نحن ، ف(هَيْك) ، أيْ : هكذا !
وقد انتقل الأخ ، إلى العالم الآخر، كما انتقل ، قبله ، صاحب المقولة ! وظلت أصداء المقولة ، تتردّد في بعض الآذان ! لكن، أضيفت إليها مقولة أخرى ، متممّة لها، هي: فكيف أنتم ؟
حكّام بلادنا يصرخون ، في وجوهنا ، صباحَ مساءَ ، قائلين : أمّا نحن ، فهكذا ! لكنهم لايقولون ، بألسنتهم ، فكيف أنتم ؟ بل يقولونها ، بلسان الحال !
إنهم يقتلون ، ويسجنون ، ويطاردون ، ويشرّدون .. قائلين ، بلسان المقال : أمّا نحن فهكذا ! ولسان الحال ، لديهم ، يقول : مَن لايعجبه حكمُنا ، فليبَلّط البحر، أو فليشرب ماءه ، أو فلينصرف عنّا ، إلى بلاد أخرى ، يعجبه الحكم فيها ، ويرتاح بالعيش فيها!
بعض الأجانب (المتحضّرين!) ، الذين التجأنا إلى بلادهم ، هرباً من بطش الحكّام ، في بلادنا ، يُظهرون لنا العداء ، جهاراً نهاراً ، يقولون لنا : أمّا نحن فهكذا ! فمَن أعجبته طريقة عيشنا ، فليبقَ معنا ، وليعشْ بين ظهرانينا ، بالطريقة التي نراها مناسبة لنا .. ومَن أصرّ على طريقة عيش أخرى ، تحكمها مبادئ غير مبادئنا ، وأعراف غير أعرافنا ، ويتخلّق بغير أخلاقنا .. فهو شاذّ منحرف ، وربّما إرهابيّ ، أو.. لعلّه متشدّد ، أو متزمّت .. فليبحث له عن وطن آخر، يعيش فيه .. أو فليرجع إلى بلده ، الذي هرب منه ، وجاءنا لاجئاً مستجيراً : بقيَمنا وأخلاقنا وقوانيننا !
ولكثرة ماردّد حكّام بلادنا ، وحكّام الدول التي التجأنا إليها ، بلسان المقال : أمّا نحن فهكذا .. ولكثرة ماردّدوا ، بلسان الحال : فكيف أنتم ؟ حفظنا الكلمتين ، والتفتنا إلى أنفسنا ، لنسأل : كيف نحن ؟ ثمّ انتقلنا إلى السؤال الآخر: ماالذي نحتاجه ؟
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

التعليقات
يرجى تسجيل الدخول