هل العالم الصوفي الأشعري يسير في ركاب الطغاة

ما تزال فئة من الناس ومع الأسف من المحسوبين على الثورة يخوضون في البوطي بين معتذرله بالتأويل وبين من منكر له كونه كان صوفيا أشعريا وكأن الصوفي الأشعري عليه أن يسير في ركاب الطغاة وكأنهم لايعلمون أن صلاح الدين كان أشعريا شافعيا يكرم كثيرا أهل التصوف هو ونور دين زنكي قبله وكأنهم ما قرؤوا أن سلطان العلماء العز بن عبد السلام كان رأسا في الأشعرية والتصوف كما كان آق شمس الدين شيخ السلطان الفاتح الذي حفزه على فتح القسنطينية من نفس الطراز حتى صارت المعركة بين الفريقين معركة مذهبية . وإنما هي موقف اتخذه البوطي من الثمانينات واستمر به . أقول إنما خطر البوطي بأن جعل الفتاوي في خدمة نظام ظالم قاهر لم يحك التاريخ أن حاكما قتل شعبه واغتصب نساءهم وذبح أطفالهم مثله قد يحكى ذلك عن حاكم مغتصب لقد حكم طغاة عتاة هذه الأمة كالحجاج مثلا فلم نسمع أنه ذبح أطفالا أو قتل ناسا في بيوتهم .كان الجيش يفعل هذا الإجرام وكانت فتاوي البوطي تحفه بالمشروعية بل شرع لها ذلك عندما قال إنهم يفعلون ما يجب أن يفعلوه إننا إذ ننتقد مافعله البوطي اليوم خشية أن يأتي غدا من يستن بسنته والعاقل من يعمل على إسقاط فكرة خطرة إذا قامت بمن نعرفه اليوم فقد تقوم غدا بمن لا نعرف ويتخذون منه قدوة وأسوة وعلم الله أنه ما انتقدنا من انتقدنا إلا غيرة على أهل العلم أن يكونوا سخريا وسخرية للذين فجروا وما يجادل في هذا إلا كل ذي فهم سقيم . ومن جعل أنفه في قفاه فإن السوءة أن يفتح فاه.
 
محمد صلاح الدين حنطاية

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين