يوم الفقير السوري

استحدث الشيخ تاج الحسني  ( رئيس الدولة )  شيئا جديداً، سُنَّة  هو أنه عين يوماً سماه

 ( يوم الفقير ) وسخَّر أقلام الكتَّاب في الصحف وألسنة الخطباء في المساجد ، ليدعوا الناس إلى مساعدة الفقراء والعطف عليهم والتبرع لهم في هذا اليوم ، دفعاً لما أصابهم من الضيق والضنك في أيام الحرب .

أعجبتني الفكرة . وكنت أخطب أحيانا في المسجد خطبة الجمعة ، فدعوت إلى الاهتمام بالفقير في هذا اليوم ، ثم أُلِّفت لذلك برأي قائم المقام لجنة ، وحشدنا له من الطلاب ومن شباب الأحياء أعداداً كبيرة ، فلما كان هذا اليوم اجتمعنا في شبه احتفال فألقيت فيه كلمة بدأت بقوله تعالى

 (ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل  ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم ).

ثم أقبل الناس يتبرعون بما يقدرون عليه ، وكنت أعاود الكلام وأقول لهم : القليل والكثير يكون لأصحابه الأجر الوفير ، ورب درهم سبق عشرة آلاف درهم ، وأذكر لهم ما أحفظ من الآيات والأحاديث في فَضل الصدقة  وعظيم ثوابها .

ثم عملت شيئا جديدا ، هو أننا جئنا بدواب وعربات صغيرة وضعنا فيها أكياساً فارغة ، وسلالا ً كبيرة وبعثت من ينادي في الناس نداء يشبه ما يكون في العرضات ( العراضات ) الشعبية في الشام :

 

هاتوا قمح هاتوا شعير ... هاتوا قليل هاتوا كثير  

كله مليح للفقير  .......  كله عليه أجر كبير

 

فأقبل الناس يعطون من القمح والشعير والرز والثياب التي لا يحتاجون اليها ، بل ومن الأواني البيتية ما جمع عندنا من ذلك مقداراً وافراً،  ثم جئنا إلى قوائم كنا أعددناها بأسماء الفقراء في البلد فدعونا بهم ، وسلمنا كلا ً منهم نصيبه علنا أمام الناس ، فكان الجمع علنيا والتوزيع علنيا ، وما كان من المؤونة بعثنا به إلى بيوت المستحقين ، وبعثنا معهم شهوداً يشهدون أنه وصل اليهم . ذلك لأن المسلمين ليست فيهم أزمة بخل ، فهم كرام يبذلون أكثر ما يقدرون عليه ، ولكن فيهم أزمة ثقة !!! وخوفاً من أن يضيع المال قبل بلوغه غايته التي جمع من أجلها فيسبب ذلك ماترون أحياناً من بعض البخل وبعض الضن .

 

انتهى كلام الشيخ علي الطنطاوي 

 

أتمنى أن يكون هناك يوم للفقير ( أتمنى ) في الدول العربية ويبادر التجار الذين يملكون المليارات وامتلأت منها بنوك !! سويسرا !! وباريس !! ولندن !! ونيويورك ،،، 

ويجودون بجزء يسيييير منها على الشعوب الفقيرة لا ليعطونها لهم ولكن ليؤسسوا مؤسسات استثمارية بعيدة عن أيدي الحومات الفاسدة لتشغيل الشباب واستغلال طاقاتهم وتكون نهضة لبلدنا وشعوبنا ..

 

أخوكم / حسن حداد

عضو المكتب التنفيذي

لمجلس محافظة حلب للإغاثة والإعمار  

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين