يُرادُ بكَ ويُرادُ منكَ

 

 

  العجزُ أن تنشَغِلَ بما أُريدَ بكَ عمَّا أُريدَ منك، والكياسَةُ أن تُدرِكَ المُرادَ منكَ من خلالِ إدراكِ المُرادِ بكَ فيكونَ جُهدُكَ مُنصَبًّا في تحقيقِ المُرادِ منك. 

هذه المُقارَبةُ تنفعُكَ وقتَ الفِتَنِ والأزَماتِ عندما تشعُرُ أنَّك لَبِنَةٌ في بناء الأمَّةِ وأنَّ عليكَ دَورًا ما ينبغي أن تقومَ به، فتقولُ: ما المطلوبُ منّي لنُصرَةِ ديني وأُمَّتي؟ 

إنَّ الكلامَ عن مَكرِ الأعداءِ ومَشاريعِهِ وخِطَطِهِ مفيدٌ بقَدرِ ما يُنَبِّهُكَ لأخذِ الحيطَةِ والحَذَرِ والعملِ على التخطيط المُقابل، أما الإغراقُ في الحديثِ عن تلكَ المشاريعِ في تحليلاتِ السياسيينَ ودعوةِ العلماءِ ورسائلِ المُصلحينَ دونَ تبَنّي مشاريعِ الإنقاذِ الحقيقيةِ وتوجيهِ الناسِ إليها وإقناعِهِم بها فهو ضَرْبٌ آخرُ من العَجز، وباعِثٌ جديدٌ على الإحباط.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين