.ياثوار ليبيا الأحرار الأطهار الكرام

 

السيدة : نوال السباعي
يا أحبابنا وأبناءنا وإخواننا ورفاق ثورتنا وفلذات أكبادنا ونور عيوننا
في هذه الساعات الحاسمة من تاريخ الأمة الذي تكتبونه بطريقة مختلفة
ياثوار ليبيا أكرمكم الله وثبتكم وجبر كسركم وتولى أمركم وجمعكم على امر رشد هو خير لكم وللأمة
عيوننا شاخصة إلى انتصاراتكم
قلوبنا معكم ترتجف مع كل خطوة تمضون بها نحو المستقبل
دعاؤنا وأمنياتنا من أجلكم هذه الليلة وكل ليلة
انتم الإخوة ورفاق الدرب
لا تلتفتوا إلى المرهصين والمرجفين
فثورتكم ثورة شريفة لاينقص من مصداقيتها انكم استعنتم بمن كان يستعين بهم عدوكم
فأنتم إنما اشتريتم منهم العون بأموالكم التي كانت تسفح تحت أقدامهم لذبحكم واستعبادكم
وإنما حملتم السلاح لاستحالة الثورة السلمية في الحالة الليبية .. كما استحالة وصول الثورة السورية إلى حيث وصلت لولا سلميتها
أيها الإخوة والأبناء والأحباب ...قمتم في وجه طاغية مجنون ، وانتفضتم على قهر السنين والليالي ، وثابرتم ورابطتم وصبرتم وصابرتم وامتحنتم ، وأنتم ثابتون ماضون في طريقكم لاتعبأون بشيء إلا بطلب الحرية ، في مظاهرة إيمانية رائعة ، سيكون بإذن الله جزاؤها تحقيق النصر الأولي على هذا المجرم في رمضان ، فتضيفون للأمة نصرا جديدا في رمضانها، وتفتحون لإخوانكم المعذبين السائرين على خطاكم كوى النور والأمل من جديد
كم أبكيتمونا بثباتكم وصبركم في محنتكم العظيمة ؟ كم جيشتم فينا مشاعر الأخوة التي عرفنا فيها أننا أمة واحدة ...حقيقة لايأتيها الباطل من بين يدي استعمار بغيض ولامستبد أحمق مجرم
كم عشنا معكم كل ساعة من ساعات هذه الثورة التي ليست كالثورات ، وهذه المحنة المنحة التي ليست كالمحن والمنح
كم رأينا من رجال ووجوه وأسماء ومدن وقرى ...خرجت من مغارة "قذاف بابا وحرامييه الأربعون" لنتعرف إليكم ، بعدما كان وجه القاتل قد حجب أنواركم عنا كما تحجب غيمة سوداء نور الشمس ...ولكن ودائما لبعض الوقت فقط!
أيها الإخوة الأشقاء الأحبة
أنتم السابقون ونحن إن شاء الله لاحقون بكم على هذا الدرب
وإن انتصاراتكم هذه لهي الخطوة الثانية فحسب ، وإن الانتصار الحقيقي لهو الانتصار على الذات وعلى النفس وعلى كل ماساد حياتنا من مظالم وقهر على كل الأصعدة الشخصية والأسرية والاجتماعية
إنها الخطوة الثانية بعد إعلان الثورة ، وإن الطريق لشاق وصعب ومرير
ولكن من انتصر على هذا الطاغية بإمكانه العودة إلى الجهاد الأكبر لتطهير المجتمع من كل أدرانه بانتظار النصر الكبير
هاأنتم في طرابلس
هاأنتم على باب العزيزية
فليتعظ من له قلب أو ألقى السمع وهو يعقل ويسمع
أعزكم الله ياجند ليبيا ..أكرمكم الله
ورفع رؤوسكم وثبت أقدامكم
هاأنتم وجها لوجه مع الغول الذي طالما عذبكم وفرمكم واستهان بإنسانيتكم وكرامتكم ومحاكم من وجه ليبيا لتعودوا من جديد ابتسامة في وجه ليبيا الحبيبة
نظرة في عينيها الساحرتين
غمازة على خدها الاسمر النبيل
نورا على جبينها الذي لايسجد لغير الله
هاأنتم أيها الأحباب وجها لوجه أمام الغول وأبنائه وأعوانه وشبيحته
وهانحن صائمون في أنحاء الارض معكم ...ثقوا أننا معكم ...بقلوبنا بعيوننا بنداآتنا
بكل مايمكن لأخ أن يكون فيه مع أخيه
ياثوار ليبيا ..ثقتنا بالله كبيرة ...وثقتنا بكم كبيرة ...وثقتنا بأن الغد آت كبيرة
ياثوار ليبيا ...حررتم سجناءكم من الظلم والقهر ، وحررتم انفسكم من الخوف والجبن ،وحررتمونا معكم من اليأس والحزن
ياثوار ليبيا هاهي الليلة الثانية من عشر رمضان تأتي وأنتم على أبواب المستقبل وعيون الأمة وقلوبها رهن بتحركات أقدامكم الطاهرة الثابتة المجاهدة
رحم الله شهداءكم الذين ماماتوا ولاقتلوا وهم معكم يرون من مقاعدهم المجيدة كل خطوة تخطونها نحو الفجر
أكرم الله الجرحى والمعتقلين والممتحنيين
فلقد كانوا قرابين الحرية
عبّدوا بأجسادهم وآلامهم طريق الحرية
ياثوار ليبيا الأحباب
هاهم إخوانكم في كل مكان يبتهلون الى الله بالنصر المؤزر لكم
وبأن يثبتكم في وجه الغرب -الذي سيتهافت عليكم -، حتى تستطيعوا أن تستردوا منه حقوقكم وكرامتكم وأموالكم وتاريخكم وحريتنا وحريتكم ...باللتي هي أحسن وعلى الطريقة الياباني!!ة
ياثوار ليبيا ...نصركم هو نصرنا...وحريتكم هي حريتنا...وفتحكم هو فتح للأمة كلها
إنها أيام الله ..وأيام رمضان ..وأيام الثورة يأأمتي ...فمن هذا الذي يجرؤ على أن يقف في وجه الثورة ووجه رمضان ووجه الله الذي يستسقى به غمام التغيير الشامل العام الذي سيغسل وجه هذه الأرض الحزينة ،ويخرجها من الظلمات إلى نور الحرية والكرامة والحياة
ياثوار ليبيا انتصاراتكم هي أفراح في قلوبنا المكلومة ..وفتحكم هو فتح في نفوسنا الحزينة ...وشموخكم في رمضانكم ...هو نصر لنا في رمضاننا الذي أرادت له أغوالنا أن يكون رمضان الدم والجراح والآلام
وخسئوا وخابوا وخابت مساعيهم
ياثوار ليبيا ...سيروا إلى حيث أنتم ماضون...فهاهنا أمة...بكل من فيها معكم ، معقودة على هاماتكم آمالها
فامضوا إلى معركة الفصل ...ومهما كانت النتائج التي ستتمخض عنها ..فإنها واحدة من أعظم معارك هذه الأمة ...ضد طواغيتها الذين بغوا وظلموا وحاولوا تغييبها عن الحياة 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين