و كاد الحلم يخذل

 

 

بلوعة الصدق مع الأيام ناقشت عمر النضج في عقلي إن كنت أدركت قمة الفهم و الإتقان لهذه الحياة ، فيما إن كان فعلا الود هو الود و الصدق هو الصدق و الشر هو الشر..أطرقت رأسي طويلا إلى أسفل ليس خذلانا من سوء الفهم و إنما لطول الحقيقة عني حتى لازمت المرات تلو المرات نكسات التوقف قليلا و ربما كثيرا لأستوعب أن بعض مشاوير الحياة لم تكن التي رسمتها بأحلامي و تألقت لأجلها برسم الأماني مع كل من أخبرتهم أني أبغي خيرا و بناءا و صرحا متينا في حارتي بل قريتي ..عفوا في أمتي..فمن الإكبار بالأمم أن لا أنسى انتمائي لخير أمة خير للناس...

لاقيت تجاوبا و استماعا طيبا ، و لما هممت بنقش أول حرف في واقعي سقط القلم من بين أناملي مرة لكني استعدته بصبر ، إلا أنه تسلل من بين أناملي ، و لكني أدركته ثانية و لو أني أعي جيدا أني في خوف من المستقبل بحاسة أشعرتني أن خطبا ما قد يكون له الوقع على صفحاتي ، فكان أن بدأت أقرا قراءات أخرى جديدة لم أكن أجيد قرائتها لكن المخفي من الحياة أظهر نفسه ليعلمني أن ثمة نواقض لآمالي و طموحاتي ..فسكت برهة إلى حين ينقشع عني الظلام و ليس الغيم..لأن وقع الظلام له التأثير الأكبر من مرور غيم فاتر 

الممرات...صدقا سكن الألم بداخلي إلى أن المرادفات من الأمور لها الحق في أن تحتل حيزا من كلمات الأمل و التفاؤل و الإبداع...لم أسكت هنا برهة لكني تأملت هنيهة إلى حيث السكن لشوارد نظراتي ...كنت أرسلها في كل مكان من حولي علني أجد إسقاطا لما أردته من مخطط أحلامي ، لم أجد إلا دروبا صعبة المسلك منها ما كان طبيعيا و منها ما كان من صنع البشر..

صدمت بشدة ..و تألمت لوقت طويل ، لكنها الحقيقة و أنا من لم تكن تعرف أن الحياة هكذا مرة سحابة من رضى و ألف مرة غيوم من غموض يلفني أنا في ذاتي ناهيك عن مكسبي ، صرت أشعر بغربة عن نفسي و كآني لست أنا من حلم بالأمس و أرسل ابتسامة أمل لسنة قادمة أو لسنوات ..أصبحت لا أثق في أن دوام الحال من الحال الحالي لكني وثقت أن دوام الحلم من المحال أن يتحقق لما يخونني أصحاب القرار الذين شاركوني آرائهم و ابتسامتهم معي..فهل من ثقة بعد اليوم في مجامع جديدة و بالتزام الكلمة و الفعل؟...

أظنني أخطأت لما شاركت معي من أردت منهم تأييدا لملامح حلمي في أني أبغي سندا يمنعني حينما اخطىء و يشجعني حينما أصيب...لكني لم أكتف بهذا فقط..و  لم أرتق لهذا فقط..بل أني تعودت البراءة في كل شيء..حتى في ابتسامتي...رويدا رويدا هي الأيام يداولها الله بين الناس و تأتي عواقب الأمور كما لو أن من خان اليوم سيخونه غيره و بنفس الموقف..إنها الأيام من تثأر و 

ليست الضمائر...فأصحاب الهمم العالية لا يلتفتون إلى من  كسر فيهم نشوة التلذذ بحقيقة الحلم الذي سيصبح حقيقة مهما مر من الزمن سيتحقق و بأجندة أمل.

..دعوني أتنهد قليلا لأني تذكرت اللحظة لقطة اغتيال لأجمل صورة رسمتها بأملي و هي أن أسعد من حولي  و أسلم على كل أخواتي بالأحضان في أن المراد تحقق..لكني أفقت من نومي فجأة و أنا أتوسد وسادتي على صوت آذان الفجر..استرجعت لقطات من حلمي الذي خلته تحقق لكني وجدت نفسي كنت احلم و لو أن هذا الحلم الذي كان في نومي هو نفسه حلمي في اليقظة مع فارق أني حلم الواقع خذلني فيه الكثير ،  أما حلم النوم فصوت الآذان قطع عني استكمال البقية منه...

لما استيقظت للصلاة كبرت كثيرا و استغفرت كثيرا و حمدت الله أن جعل لنا فواصلا منقطعة في حياتنا حتى لا نأسى على ما فاتنا و لا نفرح بما آتانا ليبقى ميزان الاعتدال هو :

يا صاحب الهم إن الهم منفرج

أبشر بخير فان الفارج  الله

و اليأس يقطع أحيانا بصاحبه

لا تيأسن فان الكافي الله

الله يحدث بعد العسر ميسرة

لا تجزعن فان الصانع الله

إذا بليت فثق بالله و ارض به

إن الذي يكشف البلوى هو الله

و الله ما لك غير الله من أحد

أما أنا فسأظل احلم و احلم حتى يتحقق الحلم و سيتحقق رغم انف الجاحدين ..بإذن الله تتحقق أحلامنا إن هي قيست بميزان التقوى و الطهر و التفاؤل...

ألا قل لمن بات لي حاسدا

أتدري على من أسأت الأدب

أسأت على الله في صنعه

و أنك لم ترض لي ما وهب 

فكان جزاؤك أن خصني

و سد عليك طريق الطلب

قد يتعثر الحلم و قد يخذل و لكن مع الإصرار و التوكل على الله يتحقق بإذنه تعالى..فصبر جميل و يقين كثير نلقى المرادا  قد تحققا...

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين