ومضات في سبل دفع الشهوات

 

أبواب الشهوات المحرمة واسعة، والطرق إليهامتنوعة . وليس أضر علي العبد في دينه ودنياه من ولوجه إليها،  واستمراءه  لها؛ ولا أنفع له من اجتنابها،  والاستعاذة بالله من شرها .

 

وتلك الشهوات المحرمة عجيب أمرها ، فإنك لا تدري متي تفجؤك ، فربما كنت حذرا متيقظا قد أخذت أهبتك، وأعددت عدتك؛ فهجمت عليك، واتقدت جذوتها في قلبك ، وساعد علي إيقادها: نفس أمَّارة، وهوى متبع، ودنيا مؤثرة، وشيطان رجيم يؤزّها أزا ؛ فتقوي جذوتها وترتفع حرارتها 

وحينئذ لا يمسكها عن الثوران إلا من يمسك السماوات والأرض أن تزولا ، ولا يطفئها إلا ماء الذكر المنسكب من عين القلب، فيذهب حرها، ويندفع شرها،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

 

وليس للعبد في قمع تلك الشهوات -بعد الذكر-  أنفع له من تقوية الإيمان، وكثرة الالتجاء، وصدق العزم ، وصحة النية؛ فإن هذه الأشياء تحصنه منها ، وإن وقع شيء منها حجزته عن التمادي فيها .

 

وقد رأيت نفسى كلما همَّت بشئ من ذلك قاومتها بالدعاء والذكر،  فربما كانت الجولة لي وربما كانت لها .

 

فقلت لها:  ألا توقنين بالمعاد والوقوف بين يدي رب العباد  ؟

فما لك لا تحذرين وإذا نهيتك لا تنتهين !

فقالت:  هلم أبين لك ! 

 إن من حكمة الملك سبحانه، ولطفه بعباده  ،أن يوقعهم -أحيانا - في شئ من تلك المحظورات، ليكسرهم 

عن رؤية أنفسهم،  وإعجابهم بطاعاتهم ، وإدلالهم علي الله بها. 

وتلك لعمر الله آفات أقلها أعظم جرما من ذنب تعقبه توبة،  أو معصية يعقبها استغفار .

وعلي كل حال 

الموفق من وفقه الله 

والمعصوم من عصمه الله 

والمخلص من خلصه الله 

ولا حول ولا قوة إلا بالله 

 

والحمد لله رب العالمين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين