وما تخفي صدورهم أكبر

الشيخ : أحمد النعسان

 

خلاصة الخطبة الماضية:
الحمد لله رب العالمين, وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد فيا عباد الله:
لقد قلت لكم في الأسبوع الماضي بأن الإسلام أوجب علينا أن نكون مُصلحين لا صالحين فقط, لأن العبدَ الصالحَ الحريصَ على دينه وعرضه وماله ووطنه يحاول جاهداً أن يكون مُصلحاً في المجتمع, يحاول جاهداً أن يكون المجتمع كالجسد الواحد بل كرجل واحد, لأن خير تماسك المجتمع يعود عليه, كما أن فساد ذات البين شره عائد عليه, وذلك لقوله تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب}.
والعبد الصالح لا يكون مُصلحاً إلا إذا أصلح فيما بينه وبين الله تعالى, وفيما بينه وبين العبد, وإلا فهو ليس أهلاً للإصلاح, فالمصلح عبد صالح يمتثل أمر الله تعالى القائل: {وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ}. والقائل: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون}.
العبد الصالح علم قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ؟ قَالُوا: بَلَى, قَالَ: صَلاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ, فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ) قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ, وَيُرْوَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (هِيَ الْحَالِقَةُ, لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ, وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ) رواه الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
إفساد ذات البين صفة المنافق:
أيها الإخوة الكرام: العبد المؤمن الصالح إذا رأى حسنة أشاعها, وإذا رأى سيئة دفنها, وعنده حسن الظن بعباد الله أجمعين, ويحاول أن يجد تبريراً لمخالفة الآخرين إن حصلت, وإن وجد لها باباً من الخير أدخلها فيه.
أما العبد المنافق الفاسد المفسد فإذا رأى حسنة دفنها, وإذا رأى سيئة أشاعها, وعنده سوء الظن بالعباد جميعاً ويحاول إشعال نار الفتنة بين الناس لأن قلبه يتميَّز غيظاً, وخاصة إذا رأى المسلمين بخير وتكاد أن تجتمع كلمتهم على الكتاب والسنة.
المنافق يفسد ذات البين, المنافق لا يقتصر على فساده بل يحاول أن يفسد الآخرين, كما قال تعالى عنه: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون *أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُون}.
المفسد بين العباد يحلق دينه إن بقي عنده شيء منه, وذلك لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (فَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ هِيَ الْحَالِقَةُ, لا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ, وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ).
ففساد ذات البين يحلق دين العبد, وخاصة إذا كان الإفساد منطلقاً من الكذب والافتراء والبهتان, لأن المفسد لا يشيع الفاحشة فقط إذا رآها, بل يفتري ويكذب للإفساد والعياذ بالله تعالى.
كل بني آدم خطَّاء:
عباد الله: مما لا شك فيه بأن الإنسان غير معصوم, يجري عليه الخطأ, كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه ابن ماجه عَنْ أَنَسٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ). فالمؤمن إذا رأى سيئة صدرت من أخيه سترها عليه وقدَّم له النصيحة سراً حتى يكون هو و أخوه من الفالحين, وإلا فهو من الخاسرين, قال تعالى: {وَالْعَصْر * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر}.
فالمؤمن صالح مصلح ناصح سِتِّير يخشى الفضيحة, لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ, وَمَنْ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ) رواه الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنه.
أما المنافق فإذا رأى سيئة أشاعها وفضح الفاعل, بل يتتبَّع العورات والعياذ بالله تعالى, ويتلقط العثرات ويُروِّج لها بُغية الفساد والإفساد, ويحاول جاهداً بثَّ الحقد والحسد والبغضاء بين العباد, وما ذاك إلا لكراهية الحق وأهل الحق.
تربية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم للصحابة رضي الله عنهم:
أيها الإخوة المؤمنون: تعالوا لننظر إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كيف كان يربي الصحابة الكرام, وذلك لأجل سلامة المجتمع من التفكُّك, ومن أجل سلامة القلوب, لأن الفلاح يوم القيامة متوقِّف على سلامة القلوب, قال تعالى: {يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُون * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم}.
يقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا يُبَلِّغْني أحدٌ من أصْحابي عنْ أحَدٍ شَيْئاً، فَإنِّي أُحِبُّ أنْ أَخْرُجَ إِليْكُمْ وأنا سليمُ الصَّدْرِ) رواه أبو داود عن ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنهُ.
عباد الله: إذا كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم صاحب الصدر السليم, صاحب القلب التقي النقي, حيث لا أصفى ولا أنقى ولا أتقى من قلبه الشريف يقول هذا الكلام, فكيف بقلب كقلوبنا؟
إن تتبُّع العورات وإشاعة الزلات قد تجعل في القلوب الغلَّ والحقد والحسد, وهذه الصفات تؤذي القلب وتمرضه, والله تعالى يقول: {يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُون * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم}.
وصاحب القلب الحقود الحسود إذا لم يتب إلى الله تعالى في الحياة الدنيا وإذا لم يتب الله عز وجل عليه فسوف يطهِّره الله تعالى في نار جهنم والعياذ بالله تعالى.
وما تخفي صدورهم أكبر:
عباد الله: لقد ظهرت في الآونة الأخيرة ثلَّة من أهل النفاق من أهل الحقد والحسد, من المفسدين الذي يريدون إشعال نار الفتن الطائفية, طالت ألسنتهم على أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, وعلى أمنا الطاهرة الصادقة الصديقة بنت الصديق المبرَّأة من فوق سبع سموات, زوجة وحبيبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, طالت ألسنتهم بالافتراء والكذب عليهم ليفسدوا في الأرض, ويشعلوا نار الفتن, وما ذاك إلا للبغضاء التي سكنت قلوبهم, وظهرت آثارها على ألسنتهم, وما تخفي صدورهم أكبر.
هؤلاء لو سكن الإيمان بالله واليوم الآخر في صدورهم لكانوا صالحين مصلحين, ولكن فسادهم وإفسادهم ما هو إلا دليل على نفاقهم, لذلك شرعوا في الطعن في سلف الأمة وخاصة في أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وفي حقِّ أمِّنا الصِّدِّيقة رضي الله عنها.
لو تساءلنا ما هي الغاية من هذه الافتراءات والكذب على أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟ هل يريدون بذلك إصلاحاً أم إفساداً؟
أما سمع هؤلاء أحاديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم التي يقول فيها:
أولاً: روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مغفَّل المزني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي, اللَّهَ اللَّهَ فِي أَصْحَابِي, لا تَتَّخِذُوهُمْ غَرَضًا بَعْدِي, فَمَنْ أَحَبَّهُمْ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ, وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ, وَمَنْ آذَاهُمْ فَقَدْ آذَانِي, وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ, وَمَنْ آذَى اللَّهَ فَيُوشِكُ أَنْ يَأْخُذَهُ).
ثانياً: روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي, لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي, فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ).
ثالثاً: روى الترمذي عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اذْكُرُوا مَحَاسِنَ مَوْتَاكُمْ, وَكُفُّوا عَنْ مَسَاوِيهِمْ).
عباد الله: والله ما أحبَّ أصحابَ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلا من أحبَّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, وما أبغضهم إلا من أبغض رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, فلولا بغضهم لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لما أبغضوا صحبه الكرام, ولما أبغضوا زوجات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
نعم لا يستطيعون أن يُظهروا بغضهم لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, لأنهم إن فعلوا ذلك فقد صرَّحوا بكفرهم.
أقسام المجتمع الإيماني:
يا عباد الله: إن الطعن في أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ليس من شأن التابعين لسلف الأمة الذين قال الله تعالى فيهم: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}.
إن الطعن في سلف الأمة هو من شأن أهل النفاق والفساد والإفساد الذين يريدون إفساد ذات البين, هذا ليس من شأن أهل الصلاح والإصلاح الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه العظيم, حيث صنَّف ربنا عز وجل المجتمع الإيماني ثلاثة أصناف:
الصنف الأول: المهاجرون:
قال تعالى فيهم: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون}. هذه شهادة الله تعالى في المهاجرين بأنهم صادقون, على رأس هؤلاء المهاجرين بعد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الصِّدِّيق والفاروق وذو النورين وأبو الحسنين رضي الله تعالى عنهم.
الصنف الثاني: الأنصار:
قال تعالى فيهم: {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون}. هذه شهادة الله تعالى في الأنصار بأنهم مفلحون.
الصنف الثالث: الذين جاؤوا من بعد المهاجرين والأنصار:
أيها الإخوة المؤمنون: انظروا إلى صفات الذين رضي الله عنهم بعد المهاجرين الصادقين وبعد الأنصار المفلحين بشهادة الله عز وجل, يقول الله تعالى في وصف الصنف الثالث من الأمة الصالحة المصلحة: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم}.
الذين جاؤوا من بعد المهاجرين والأنصار لهم صفتان:
الصفة الأولى: الدعاء لسلف الأمة: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ}. هؤلاء هم أصحاب القلوب السليمة, هم الذين يدعون لسلف الأمة, فمن لعن أول هذه الأمة فهو الملعون, من لعن السلف فهو الملعون.
الصفة الثانية: يسألون الله تعالى سلامة قلوبهم نحو الأمة وخاصة لسلفها: {وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم}.
هذا وصف المؤمنين الذين هم خير خلف لخير سلف, كما جاء في الحديث الذي رواه ابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: (قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ, قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ لا إِثْمَ فِيهِ وَلا بَغْيَ وَلا غِلَّ وَلا حَسَدَ).
هؤلاء الذين يطعنون في سلف الأمة لا خير فيهم, لأن قلوبهم قلوب ملئت حقداً وحسداً, ومن مُلئ قلبه حقداً وحسداً على سلف الأمة هل تتوقَّعون منه الخير؟
خاتمة نسال الله تعالى حسنها:
يا عباد الله كونوا صالحين مصلحين, واحذروا من الفاسدين المفسدين, ووالله لا خير فيمن طعن في سلف هذه الأمة, لأن من طعن فيها فهو فاسد مفسد لا يريد إلا الإفساد, لا يريد إلا إظهار الفتن وإشعال نار العداوة والبغضاء بين المسلمين.
عباد الله: لنكن مصلحين فيما بين بعضنا البعض, لنلتزم صفة الذين جاؤوا بعد الصحابة الكرام الذين قال تعالى مخبراً عنهم: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم}.
والصالح المصلح المحبُّ لسلف الأمة الذين نقلوا لنا الدين العظيم, اللهم إنا نشهدك في هذه الساعة المباركة بأنا نحبُّ أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم جملة وتفصيلاً, ونحبُّ آل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, ونحبُّ أمهاتنا أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهم.
نسألك يا ربنا بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تجمعنا مع أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مع آل بيته ومع أمهاتنا والصديقين والشهداء والصالحين.
نسألك يا ربنا أن تكفينا شرَّ الأشرار وكيد الفجار الذين يطعنون في سلف هذه الأمة, الذين يريدون الفساد والإفساد لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم أمتنا على كمال الإيمان, وعلى سلامة الصدر حتى نلقاك وأنت راضٍ عنا يا أرحم الراحمين. آمين.
أقول هذا القول وكلٌّ منا يستغفر الله, فيا فوز المستغفرين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين