قرأت في وردي: {ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز}

قرأت في وردي: { وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91)} [سورة هود]، فحار فكري في هؤلاء الأعزة القليلين الذين تنتقصهم الكثرة الضائعة المائعة من الأمم والشعوب.

شعيب عليه السلام يقال له: "وما أنت علينا بعزيز" فمن العزيز الكريم إن لم يكن شعيبا؟!

تخيلته عليه السلام وحده ينسى أذى نفسه من أجل هداية قومه.. وتخيلته عليه السلام وهو يهان وليس على الأرض من هو أكرم منه على الله. ولم أتعجب أن يحيق بقومه ثلاث عذابات لا عذاب واحد دونا عن غيرهم من الأمم.

الصيحة والرجفة والظُّلة..

وكأنهم لما جمعوا مع عنادهم إهانة نبيهم أبى الله إلا أن يذلهم قبل موتهم مذلات شتى..

فالمصلحون وإن مرت الأيام والإهانات عليهم شديدة قاسية مع مدعويهم، إلا أن انتقام الله يكون شديدا من منتقصيهم.

وليس بالضرورة أن يكون عذابهم اليوم رجفة أو صيحة يراها الناس، إنما تكفيهم أوجاعهم الخاصة المصاحبة لموتهم والتي لا يعلمها إلا رب الناس: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}.

فليحتسب كل شعيب ما أصابه من متكبري كل زمان، وليسعوا لعزتهم عند الله، والله سبحانه فقط..

لأن المصلحين لم يكونوا يوما محمودين عند الخلق ولو كانوا برقة شعيب وإخلاصه وحنوه على قومه. هكذا علمتني الآيات.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين