وقفات مع سورة يوسف -2-

 

في قول العزيز لامرأته " واستغفري لذنبك " ، هل كانوا مؤمنين أصلاً ؟ بينما قال يوسف عليه السلام في السجن : " إِنِّيلل تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ " مما يوحي بأن القوم كانوا قوم كفر ، ولم تذكر الآيات قبل ذلك أن يوسف قد دعاهم وآمنوا ، بل ان الشائع في ذلك الوقت ان آمن الملك بدين ما ، أن تؤمن الرعية بعده .. 

بعد البحث في التفاسير وجدت ثلاثة ردودٍ على تساؤلي تختلف جذريا فيما بينها لكنها على الأقلّ تعطي تفسيراً مقنعاً لورود هذه العبارة ضمن الحوار .

القول الأول : أن العبارة جاءت على لسان الشاهد " وشهد شاهد من أهلها " فبعد أن ثبت لهم بالدليل المادي أنها المخطئة قال ليوسف " أعرض عن هذا " أي لا تحدث أحداً بما جرى ، وقال لها استغفري لذنبك بمعنى اطلبي الصفح من زوجك ليسامحكِ على ما فعلتِ .

الثاني : أن القوم كانوا من بقايا من اعتنقوا دين التوحيد ، فما زال لديهم شيء مما جاءت به تلك الملة ( لكن لماذا قال يوسف : اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون ؟؟ ) 

الثالث : أن الاستغفار هنا بمعنى طلب الستر ، أي أنّ العزيز أو الشاهد طلب من الزوجة أن تحرص على عدم انتشار الموضوع ( ولكنه مع ذلك خرج من القصر حتى تحدثت به النسوة في المدينة ) ! .

هذا ما توصلت اليه بعد عناء وما زالت لي وقفات أخرى مع سورة يوسف أوافيكم بها مفرّقة لتثبت الفائدة .

نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا انه هو السميع العليم .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين