وصية جعفر الصّادق لأحد المريدين

كان تنقل أهل البيت في أقطار الأرض، إثر ما وقع عليهم قديماً من حيف، سبباً في انتشار العلم، وانتفاع الجماهير بما يقبسون‏ من سيرتهم العطرة.

وفي العصر الأول. ذهب الإمام جعفر الصادق إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعتزل بها من الفتن ويبتعد بدينه عن‏ مؤامرات السلطة وإرهاب العباسيين.

وما أن سمع الناس بمجيئه حتى هرعوا إليه ابتغاء التعلم والاقتداء. وكان فيمن ذهب إليه رجل مسن اسمه‏ «عنوان» من أولئك الرجال الذين يحيون‏ لطلب المعرفة واسترضاء الله جل شأنه. وكان شيخاً قد بلغ الرابعة والتسعين‏ من عمره.

فلنسع إلى «عنوان» يقص علينا نبأه‏ مع جعفر الصادق.

قال:كنت أختلف إلى مالك بن أنس سنين. فلما قدم جعفر بن محمد الصادق رضي الله‏ عنهما اختلفت إليه وأحببت أن آخذ عنه‏ كما أخذت عن مالك.

فقال لي يوماً:إني رجل مطلوب ومع‏ ذلك لي أوراد آناء الليل وأطراف النهار فلا تشغلني عن وردي وخذ عن مالك واختلف‏ إليه كما كنت تختلف. فاغتممت من ذلك‏ وخرجت من عنده وقلت في نفسي:لو تفرس‏ فيَّ ما زجرني عن الاختلاف إليه‏ والأخذ عنه.

فدخلت مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم‏ وسلمت عليه ثم رجعت من الغد إلى الروضة وصليت فيها ركعتين وقلت: أسألك يا الله‏ أن تعطفِّ عليَّ قلب جعفر وترزقني من علمه‏ ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم ورجعت‏ إلى داري مغتماً ولم أختلف إلى مالك بن أنس‏ لما أشرب قلبي من حب جعفر.

فما خرجت من داري إلا للصلاة المكتوبة حتى عيل صبري.

فلما ضاق صدري تنفلت وترديت وقصدت‏ جعفراً وكان بعدما صليت العصر.

فلما حضرت باب داره استأذنت عليه‏ فخرج خادم له فقال: ما حاجتك؟فقلت: السلام على الشريف .

فقال: هو قائم في مصلاه، فجلست بحذائه.

فما لبث إلا يسيراً حتى خرج فقال: ادخل علي بركة الله.

فدخلت وسلمت عليه فرد عليَّ السلام‏ وقال: اجلس غفر الله لك.

فجلست فأطرق مليا ثم رفع رأسه‏ وقال:أبو من؟

قلت:أبو عبد الله.

قال:ثبت الله كنيتك ووفقك يا أبا عبد الله.

ما مسألتك؟

فقلت في نفسي: لو لم يكن لي في زيارته‏ والتسليم عليه غير هذا الدعاء لكان كثيراً.

ثم رفع رأسه فقال:ما مسألتك؟

قلت: سألت الله أن يُعطِّف عليَّ قلبك‏، ويرزقني من علمك، وأرجو أن يكون الله تعالى‏ أجابني في الشريف ما سألته.

فقال: يا أبا عبد الله ليس العلم بالتعلم وإنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تعالى أن‏ يهديه. فإن أردت العلم فاطلب في نفسك أولاً حقيقة العبودية.

واطلب العلم باستعماله.

واستفهم الله يفهمك.

قلت:يا شريف.

قال:قل يا أبا عبد الله.

قلت:يا أبا عبد الله ما حقيقة العبودية؟

قال: ثلاثة أشياء: أن لا يرى العبد لنفسه‏ فيما خوله الله ملكا لأن العبيد لا يكون لهم‏ ملك، يرون المال مال الله يضعونه حيث‏ أمرهم الله تعالى به.

ولا يدبر العبد لنفسه تدبيرا. ويجعل اشتغاله فيما أمر الله تعالى به‏ ونهاه عنه. فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله ملكاً هان عليه الإنفاق فيما أمره الله أن ينفق فيه.

وإذا فوض العبد تدبير نفسه إلى مدبره‏ هانت عليه مصائب الدنيا.

وإذا اشتغل العبد بما أمره الله ونهاه‏ لا يتفرغ منهما إلى المِراء والمباهاة مع الناس.

فإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاثة هانت‏ عليه الدنيا وإبليس والخلق.

ولا يطلب الدنيا تكاثراً وتفاخراً.

ولا يطلب ما عند الناس عزاً وعلواً.

ولا يدع أيامه باطلاً.

فهذا أول درجة التقى.قال الله تعالى: [تِلْكَ الدَّارُ الآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ] {القصص:83} .

قلت:يا أبا عبد الله أوصني.

قال:أوصيك بتسعة أشياء فإنها وصيتي‏ لمريدي الطريق إلى الله تعالى.أسأله أن يوفقك‏ لاستعمالها...ثلاثة منها في رياضة النفس، وثلاثة منها في الحلم، وثلاثة منها في العلم‏ فاحفظها وإياك والتهاون بها.

قال عنوان:ففرغت قلبي له.

فقال:أما اللواتي في الرياضة:

فإياك أن‏ تأكل ما لا تشتهيه فإنه يورث الحماقة والبله.

ولا تأكل إلا عند الجوع.

وإذا أكلت فكل حلالاً وسمِّ الله واذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم«ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه فإن كان ولا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه».

وأما اللواتي في الحلم:

فمن قال لك:إن قلت واحدة سمعت عشرا فقل له:إن قلت عشرا لم تسمع واحدة.

ومن شتمك فقل له:إن كنت صادقا فيما تقول فاسأل الله تعالى أن يغفر لي، وإن كنت‏ كاذبا فيما تقول فاسأل الله أن يغفر لك.

ومن توعدك بالخنا فعده بالنصيحة والدعاء.

وأما اللواتي في العلم:

فاسأل العلماء ما جهلت وإياك أن تسألهم تعنتا وتجربة.

وإياك أن تعمل برأيك شيئا.

وخذ بالاحتياط في جميع ما تجد إليه سبيلا.

واهرب من الفتيا هروبك من الأسد ولا تجعل رقبتك للناس جسرا.

قم عني يا أبا عبد الله فقد نصحت لك.

ولا تفسد علي وردي فإني امرؤ ضنين‏ بنفسي والسلام على من اتبع الهدى.

***

هذه وصية جميلة رأيت إثباتها لما فيها من‏ خيرٍ وإخلاصٍ، ولأنها نموذج حسن من الآداب التقليدية الشائعة في تراثنا الديني‏ القديم..

وقد أحببت أن أتبعها بشرح يكشف عن‏ حقيقة ما جاء بها من تعإلىم.

فإن سوء الفهم قد يجعل تناول هذه‏ النصائح ضارا لا نافعا..

وعند ما نعرضها على المقررات الإسلامية الثابتة فسنسدي بذلك خيراً إلى أصحابها الأوائل، وإلى قرائها المعاصرين-ثم-من‏ قبل ذلك وبعده-إلى ديننا الحنيف.

إن العلم لا يتم تحصيله إلا بالتعلم، وقول‏ جعفر الصادق رضي الله عنهم: «ليس العلم بالتعلم»لا يراد به‏ ظاهره، إنما يراد به حسن الانتفاع وصدق‏ العمل.

فهناك كثير من الناس يحفظون معارف‏ جيدة ويستوعبون كتبا قيمة، بيد أن العلم‏ الذي ظفروا به لم يتجاوز أدمغتهم،فهو تصورات يمسكها الذهن وحسب.

وعندما يكون العلم صورا ذهنية مقطوعة عن السلوك،فهو قسيم للخيال البعيد عن‏ الواقع.

وهذا النوع من العلم قليل الجدوى، بل إن‏ النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر من الوقوف‏ بالعلم إلى حد اختزانه في الذاكرة وإدارته علي‏ اللسان وكفي.

عن جابر:أن رسول الله عليه وسلم قال: «العلم علمان:علم في القلب فذاك العلم‏ النافع،وعلم علي اللسان فذاك حجة الله على‏ ابن آدم».

والدراسات في جملتها سواء كانت دينية أو مدنية يجب أن يصحبها قصد نبيل ونية خالصة...

فأما الدراسة الدينية فأمرها واضح، إن‏ العلم فيها طريق العمل، ونواة التربية وأساس‏ التسامي بالنفس الإنسانية

وبقية المعارف البشرية علي رحابة آفاقها يجب‏ أن تسخر في النفع العام،لكننا رأينا للأسف‏ كثيرا من علماء الاقتصاد والكيمياء والذرة وغيرهم يضعون أنفسهم في خدمة الساسة المدمرين والحكام الذين لا يتقون الله، ولا يرحمون عباده.

وكان ينبغي أن يغالوا بما أوتوا وأن‏ يتوسلوا به إلى غاية أزكي.

روي عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال:بعثني رسول‏ الله صلى الله عليه وسلم إلى حيٍّ من قيس‏ أعلمهم شرائع الإسلام. فإذاهم قوم كأنهم الإبل الوحشية، طامحة أبصارهم، ليس لهم همٌّ إلا شاة أو بعير فانصرفت إلى رسول الله فقال:يا عمار ما عملت؟

فقصصت عليه قصة القوم وأخبرته، بما فيهم من السهوة !!.

فقال:يا عمار ألا أخبرك بأعجب منهم؟

قوم علموا ما جهل أولئك،ثم سهو كسهوهم!!أي غفلوا كغفلتهم.

والواقع أن ارتفاع المستوي العلمي‏ وسقوط المستوي النفسي والخلقي شي‏ء مثير!!

وهو بلاء شاع في مجتمعات كثيرة...

وعلاجه لا يكون بالاستزادة من العلم،إنما يكون باستغلال الموجود منه علي خير الوجوه.

وذاك ما بدأ جعفر الصادق يلفت إليه‏ النظر ويرسم له الطريق.

إن العلم،خصوصا الديني منه،يجب أن‏ يتجرد صاحبه لله،وأن يتحول علي عجل إلى‏ تقوي ونصيحة..

تقوى تعصم صاحبها وتنير حياته، ونصيحة تدعم المجتمع وتحق الحق وتبطل الباطل.

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه ذكر فتناً تكون‏ في آخر الزمان فقال له عمر بن الخطاب رضي الله عنه :متى‏ ذلك يا علي؟

فقال:«إذا تفقه لغير الدين،وتعلم العلم‏ لغير العمل،والتمست الدنيا بعمل الآخرة».

وعند ما يعمل المرء بما يعلم تنشأ لديه بصيرة يميز بها الحق من الباطل والخير من الشر وذلكم هو النور الذي يقذفه الله في قلوب‏ الصالحين.

إن هذا النور يومض في الصدور نتيجة فقه حسن،وعمل حسن.

وسيحرم منه صنفان حتماً: العباد الجهلة والفقهاء المقصرون..

فإن العابد الجاهل خطر على نفسه وأمته‏ بقصور عقله!!

والفقيه المنحرف خطر على نفسه وأمته‏ بقصور نيته وسوء وجهته!!.

والمسلم مكلف بتدبير أمره والتفويض‏ لربه معا،يبذل جهده في أداء واجبه، ثم يدع‏ ثمرات عمله لحكم الله.

ألم تر إلى مؤمن آل فرعون كيف استمات‏ في بذل النصح وإظهار الحق وحماية موسى صلى الله عليه وسلم ‏ واقتياد قومه إلى النحاة حتى إذا أفرغ ما في‏ جعبته قال: [فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالعِبَادِ] {غافر:44} .

والكتاب والسنة يتجاوبان مع الفطرة في مطالبة الإنسان بالحرص على ما ينفعه‏ وتجنب ما يضره..

إلا أنه لوحظ أن المرء في طلبه ما ينفعه‏ قد يطمع في زيادات لا حدود لها، من مال‏ أو جاه أو ما شابه ذلك.

فإذا حرمه الله ما يشتهي باء بالحزن، بل‏ نغص عليه الحرمان المحدود ما لديه من نعماء كثيرة؟؟

وقد تصيب الإنسان -مع حذره-  مآسي لم تكن في الحسبان فيستغرب كيف‏ تسللت إليه تلك الآلام مع شدة الحيطة، أو كيف كبت به الحظوظ مع قيامه بما عليه‏ من فروض؟

في مثل هذه الحالات ينبغي التسليم لله، والتفويض إليه فيما قضي..

وجعفر الصادق رجل مطارد من حكومة ذلك العصر،يرقب في أيَّة لحظة أن يقاد إلى‏ مصرعه كما اقتيد غيره من آل البيت النبوي!

فماذا عساه يفعل إلا أن يستكين لله؟وأن‏ ينتفع باللحظة الحاضرة في عبادة ربه؟إنه‏ لا يملك أكثر من ذلك!!

أما إسقاط التدبير عن البشر فكلام ساقط.

ولا يمكن أن يخطر ببال جعفر الصادق..

ولابن عطاء الله كلمة افتتح بها حكمه‏ المشهودة قال: «إرادتك التجريد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية. وإرادتك الأسباب مع إقامة الله إياك في‏ التجريد انحطاط عن الهمة العلية».

وهذه الكلمة عندي تخفيف من قلق ألوف‏ الناس في أعمالهم ووظائفهم فإنك لو سبرت‏ أغوار من حولك،وتعرفت مبلغ رضاهم‏ بما هم فيه ما وجدت إلا شاكيا مكتوم‏ الشكوى أو مؤملاً محسور الأمل..

وأغلبهم يعتقد أنه لو كان في مكان كذا أو لو تيسر له كذا لكان أفضل له..

وقد يكون بعضهم صادقاً ومصيباً، غير أن‏ جمهرتهم لا تحسن الانتفاع الكامل بأوضاعها الحالية..

ولو غلبوا جانب الرضا والتفاؤل لاستثمروا ما هم فيه استثماراً أوسع دائرة وأوفر حصاداً.

وعواطف الناس بإزاء ما يواجهها أو ما يفرض عليها لا تتسم غالباً بالحق وهذا معنى قوله تعالى: [وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ] {البقرة:216} .

إنني أحياناً كنت أنفر من وظيفتي الإدارية وأتمنى العزلة وأحسد من لديهم ثروة تكفيهم‏ مؤنة الاختلاط بالخلق..

وأحياناً كنت أكره العزلة وأطلب العمل‏ بشدة لأمحو وأثبت ما أرى محوه وإثباته..

وكنت أحياناً أشعر بأن المعزول فار من‏ المعركة، أو أسير سقط عنه التكليف.

وكنت أحيانا أشعر بأن العمل توطيد مكانة ووسيلة خدمة.

إن النفس الإنسانية بارعة في مزج رغباتها بالمعنويات الرفيعة!!

وإلباس مآربها ثوب الحق الناصع..

أيَّاً ما كان الأمر فالوسيلة المثلى تقوم علي‏ إفراغ الوسع في توفير الضمانات التي يراها المرء محققة لخيره صائنة لحاضره ومستقبله، ثم قبول الواقع بعد ذلك دون ضجر مؤذ أو ضيق مغر بالسلبية والعجز.

لا، لنثق في الله، ولنسلم له ما أراد، ولنشعر بأن له حكمة أعلي،وحكما أنفذ.

وفي حدود الإمكانات التي أذن بها نقبل‏ علي علمنا جادين راضين.

وليس معنى هذا، بداهة،أن الدين يأذن‏ بترك الأسباب والتماوت في ميدان الحياة.

إذا قلت لمحام ودَّ لو كان طبيبا أو لكاتب ودَّ لو كان ضابطا: ارض بما قسم الله لك... فليس معنى هذا أنك تأمره بالانسحاب‏ من الدنيا.

المعنى الوحيد أنك تقول له: تصرف‏ في نطاق الواقع الذي لا يمكن تغييره، فإن إعادة الفلك الدوار كي تبلغ ما تتمنى‏ مستحيل.

ونعود إلى كلمة ابن عطاء الله رضي الله عنه؛ إنه يريد أن يقول:إذا قررت السير إلى الله فإنك‏ تستطيع الانطلاق إليه فور قرارك هذا مهما كان المنصب الذي تتولاه،أو الحرفة التي تشتغل بها، أو الحال التي وصلت إليها

وقد تحدثك نفسك بأن ترك عمل ما أو الاشتغال بعمل ما يكون أعون لك علي‏ السير وهذا خطأ.

فالتجرد من الأسباب القائمة ضرب‏ من البطالة.

والتطلع إلى الاشتغال ببعضها لون من‏ الرغبات المريبة.

ذاك معنى قوله:«إرادتك التجريد مع‏ إقامة الله إياك في الأسباب من الشهوة الخفية وإرادتك الأسباب مع إقامة الله إياك في‏ التجريد انحطاط عن الهمة العلية».

عش في الواقع، فإن لم يكن ما تريد فأرد ما يكون.

فإرادتك أنت قاصرة ومتهمة،أما إرادة الله‏ لك فحكيمة رحيمة، ولا تتعلق بالمنى،وتبني عليها القصور.

وقد عقب ابن عطاء الله كلمته هذه،بكلمة أخرى تتمم معناها.

«سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار».

وجعفر الصادق رضي الله عنه ، وابن عطاء الله رضي الله عنه ، رجال‏ مربون، وهم يستقون من ينابيع الإسلام‏ فكلماتهم لا تعدو حدوده.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

المصدر : مجلة الأزهر السنة التاسعة والثلاثون محرم 1387 الجزء الأول .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين