ورقات في تاريخ القدس وفلسطين (1)

(1) فضائل القدس والمسجد الأقصى

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد.

فالمسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقبلته الأولى، قال الله فيه: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)} [الإسراء: 1]، صلى إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه سبعة عشر شهرًا، ثم ولَّى الله نبيه صلى الله عليه وآله وسلم إلى الكعبة، وجعلها قبلة المسلمين، روى البخاري عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: «المسجد الحرام» قال: قلت ثم أي؟ قال: «المسجد الأقصى» قلت: كم بينهما؟ قال: «أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعدُ فصلِّ فإن الفضل فيه» يختص المسجد الأقصى بأنه أحد المساجد الثلاثة التي لا تشدُّ الرحال تعبدًا إلا لها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى» رواه البخاري.

ما أجر الصلاة في المسجد الأقصى؟ عن أبي الدرداء وجابر مرفوعًا: «فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي هذا ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة» رواه البيهقي.عن أبي ذر رضي الله عنه قال: "تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيهما أفضل مسجد رسول الله، أو مسجد بيت المقدس، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى، وليوشكن أن لا يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض، حيث يرى منه بيت المقدس، خير له من الدنيا جميعًا، أو قال خير من الدنيا وما فيها» أخرجه الحاكم، وصححه الذهبي، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس، سأل الله ثلاثا: حكما يصادف حكمه، وملكا لا ينبغي لأحد من بعده، وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه، إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه» فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أما اثنتان فقد أعطيهما، وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة» سنن ابن ماجه، صححه الألباني. 

ما فضائل الأرض المحيطة بالمسجد الأقصى؟ عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «عليكم بالشام». وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله». وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: «ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام». وحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الشام أرض المحشر والمنشر». وقد وصَّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسكنى الشام فقال: «عليك بالشام فإنها خيرة الله في أرضه، يجتبي إليها خيرته من عباده».

يتبع

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين