ودِدْتُ أن أعود طفلاً

منذ أسبوع أو أكثر دخلت طفلة تركية لا يتجاوز عمرها عشر سنوات سويداء قلبي، صورتها حلوة بحجابها اللطيف لا أدري كيف وصل هاتفها إليّ، ولعله كان لصديقي وأخي الدكتور (نور الدين دشان) إذ تباعد اللقاء بيننا أشهراً عِدّة، فتخلى عنه، ولعله صار لها،أو هكذا ظننت فأنا أمّيٌّ بتقنيات هذا العصر فلما أرسلت للرقم شريط فيديو لأخي أبي صبحي – كما كنت أفعل كتبت الفتاة بالتركية التي لا أفقهها على الرغم أنني في تركيا منذ أكثر من ست سنوات:

من أنت؟ ما اسمك.،

لماذا يسألني أبو صبحي هكذا؟

نظرت،فإذا صورة الطفلة التركية الصغيرة بثوبها الجميل وحجابها الرائع ووجهها الملائكي يزين صفحتها.

كتبت لها آسف بالتركية، بل كتبت تلك الجملة في ملف الترجمة إلى التركية ونقلتها إلى صفحتها

- لا تأسف، قل لي من أنت؟ أذكر أوأنثى، كبير أو صغير، لماذا الاسف؟

لم أرغب في الرد عليها، وكيف أخاطبها بلغتي ولن تفهمها،

- ما اسمك؟

ترجمت في (جوجل): إنني رجل كبير وأنت مثل ابنتي أو حفيدتي فاعذريني، لا أعرف اللسان التركي أشكر لطافتك يا ابنتي.

- اذكر اسمك دون اعتذار، فالصور والفيديوهات التي ترسلها رائعة..أحب أن أتعرف عليك.

تغافلت عن الرد، بَيدَ أني امتنعت عن حظرها، فقد شدتني ببراءتها إلى الزمن البعيد، ورأيتُني طفلاً من جديد أو قلْ: أحب أن أعود إلى طفولتي فأتكلم بعفوية مع الأطفال، وقد قلت في يوم لنفسي: أنا طفل كبير، ولعلّي صادق فيما أحسُّ فعالم الطفولة صافٍ، حلو المذاق،سماويّ الذكريات.

أعادت السؤال ورجتني أن ارد عليها..

- أنا بعمر جدك يا ابنتي

- ليس معقولاً

- ماذا تعمل

ابتسمتُ وأرسلت لها فيديو صغيراً أتكلم فيه بمناسبة مّا، وقلت لها أنا أستاذ جامعي يا ابنتي

- هذا أنا

- نكتة – ليس هذا الكلام معقولاً،أنت تمازحني، بالله قل لي: من أنت؟

لم أردّ، ولا أزعم أنني أودّ بهذا إغلاق نافذة طفولتي..ومن أين لي الاستمرار في طفولتي هذه وأنا لا أعرف التركية

لكنني لم أحظر رقمها، ففي النفس شيء من الطفولة

جميع المواد المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين