وجيز التفسير: {ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل} 

أبلغ آية في القرآن الكريم نرد بها على مدرسة الذين يثرّبون على الثوار المجاهدين ، باشتراطات يرون أنها لم تتحقق فيهم هي قوله تعالى " ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل " فالمظلوم المستضعف الذي يحاول أن يدفع عن نفسه الظلم من موقع الضعف لا تشترط عليه الشروط الكمالية . ولذا وكما قالوا يُرد الصائل بما يرتد به . فقيدوا أن الصائل الذي يرده الصوت لا يرد بالسوط ، والذي يرده السوط لا يرد بالسيف . ولكنهم قالوا أيضا " ويَرد الصائلَ بما يصل إلى يده " ولاسيما حين يكون صيال الصائل متعلقا بنفس أو بعرض . والمستهدف بالصيال ليس دائما في موقع يحسن فيه تقدير الموقف ومعرفة مدى الشرّة في نفس الشرير. 

فهؤلاء "القوبة" من ملتحفي عباءات العلماء الذين يقولون للمستضعفين المظلومين ليس لكم أن تثوروا حتى ..وحتى ..وحتى ..، ينحازون في موقفهم هذا مع الظالم المستبد القاتل المفسد للأرض ، وبدلا من أن يوجهوا النقد إليه يدافعون عنه ، ويردون على الله سبحانه وتعالى قوله في حق المظلومين المنتصرين " فأولئك ما عليهم من سبيل " .

وفي موطن آخر من القرآن الكريم يقول الله تعالى : " ومن قُتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا "

وفي قوله تعالى " فلا يسرف في القتل " فقه آخر ينبغي لمن وقع القتل على وليه أن يلتزم به . ويتوقف عنده . حيث يمتلك السلطان على قاعدة القصاص . بقضاء قاض ما وُجد القاضي . وأن لا يتعدى القصاص القاتل الذي تثبت عليه الجناية إلى أهله وعشيرته ..

" فأولئك ما عليهم من سبيل " تسقط تعلات ومقولات كل الذين ثربوا وما يزالون يثربون على الثورة والثوار في أصل ثورتهم . أما حين يتحول البعض من مقام المنتصر من ظلم إلى مقام ظالم آخر، فالمنتصر من ذلك أيضا ما عليه من سبيل . وكثيرا ما يكون الإنسان على جادة من الحق والصواب ثم يتخوض فيقوده تخوضه إلى سبل الباطل التي تفرق به عن سبيل الله ..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين