أيها الأحبة: السلام عليكم
افرضوا أننا جميعاً نتابع مجلة طبية عالمية متخصصة، ثم صادف يوماً أنْ مرِض طفلنا وبان لنا أن من خلال مطالعتنا أن الدواء(سين). مناسب لطفلنا، فهل نتبع قناعتنا الذاتية فنقدم الدواء لهذا الطفل البريء، أم نسأل أهل الاختصاص ونتركَ الخبز للخباز؟
والجواب عند أولي الألباب هو: وجوبُ الرجوعِ إلى المتخصصين، وفهم المصدر الوثيق للمستوضحين: " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " ( النحل:43) و (الأنبياء: 7).
إن أهل الذكر هم العلماء الذين يتصفون بالتقوى، ويتّسمون بالعلم الشرعي الصافي، ويتوجون تقواهم وعلمهم الشرعي بالتمكن من علوم اللغة العربية ولا سيما علوم النحو الصرف والبلاغة، يُنعمون النظر في النص إنعاماً ينمّ على الدربة والمران والتمرس، فيدرسونه ويستنبطون له:
" وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ َلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا " (النساء:83).
أيها الأحبة الأفاضل:
إن المسلمين تأثروا ـ منذ الصدر الأول ـ بدعوة القرآن الكريم إلى الإفادة من علم المتخصصين. فهذا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، كان قد نبه إلى التخصصات الدقيقة لبعض علماء الصحابة، فهو القائل:
" أيها الناس! من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبَيّ بن كعب، ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت،
ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل،ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتيني، فإن الله جعلني له خازناً وقاسماً.
(إعلام الموقعين 1 ـ 25 ط. دار الكتب الحديثة بتحقيق عبد الرحمن الوكيل).
أما نحن فإننا نقتفي أثر شيخ واحد: عنده علومُ الأولين والآخرين. نبهني الله وإياكم من نومة الغافلين وحشرني وإياكم في زمرة عباده الصالحين مع سيد لواء الحمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى إخوانه النبيين وآله ولصحابته أجمعين، والحمد لله رب العالمين، والسلام عليك
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول