وتوخَّ الأسحار

 

حين أبصرتُه وجدتُ كِلاما=في فتى كان فارساً مقداما

كان مثل الهتون يُغْني ويُقْني=ولدى الغاشيات كان حساما

واعداً كان وهو طفلٌ فلمّا=شبَّ أضحى للأكرمين إماما

قلت: ماذا جرى؟ فقال: الدواهي=قد أتتني صواعقاً وضِراما

من بعيدٍ ومن قريبٍ وطاغٍ=وطغامٍ قد أدمنوا الآثاما

أنا أوردتهم جناني ولكنْ=أشبعوني حسادةً واتِّهاما

لا تلمني، فإنّ فيَّ جراحاً=من أذاهم ملأنني أسقاما

لا تلمني، فقلت: أقصر فإني=لن أكون الجهول واللوّاما

إن عندي لما تعاني دواءً=عبقرياً فيه الشفاء تماما

عُذ برب الأكوان والجأ إليه=مستجيراً وواثقاً وهُماما

وتوخَّ الأسحار تتلو وتدعو=وابكِ مثل الأسرى ومثل اليتامى

فدعاء الأسحار أرجى وفيها=ساعةٌ تجعل الدعاءَ سهاما

صائباتٍ تُسدي وتُردي وتأتي=مرةً أنعُماً وأخرى انتقاما

سوف تأتي المسيءَ ناراً وتأتي=لك سعداً وأنعماً وسلاما

بعدها فلتنمْ وفيك يقين=أنَّ عونَ الإلهِ آتٍ لزاما

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين