بسم الله الرحمن الرحيم ..
واقدساه نجاوى حزينة
واقدساه ..أيتها الأميرة الحزينة ..أيتها الواقفة بشموخ قدسي رهيب ..أيتها الصامتة النازفة .. أيتها البلاد التي هاجرت أسراب طيرها ..
لا أدري..هل صارت حروفي الملطخة بالغم والعار ..قديمة متهالكة .. خطها الكثيرون قبلي..وستكون مجرد أحرف..لا أدري..
حبيبتي..روحي فداؤك ..هل يمكنني أن ..
هل يمكن أن تصرخ مشاعري التي أخطها بينما هي حبر جامد على ورقة صماء..
هل يمكنني التعبير عن مشاعري كما تعبر لوحة الأصيل بتفاوت ألوانها الغاضبة ثم ثورتها وذهابها ..بدموع تائهة تاركة ورائها ظلمة حالكة ..
أعتذر عن ..عفوا ..لقد أبى القلم إكمال القضية ..
لكن الحروف بدأت تتلاحق دون أن أتبعها بينما أنا واقفة بجمود لا يتحرك في سوى سيل دموعي .دموع ملطخة بالتراب والوحل والعار ..
فعن ماذا سأعتذر..؟
أأعتذر عن كل دقيقة انصرمت ولم أستفد منها..؟؟ يعتذر إليك تقصيري الذي يعود عليك بالويلات..
أعتذر لأنني لم أنصرك بكل ما أملك .أعتذر أنني لم أطع الله حق طاعته لأكون سببا من أسباب نصرك ..لأن الله سبحانه وعدنا بالنصر إن أصلحنا أنفسنا..
وأعترف أنني .. نسيتك فترة ما ..
نسيتك؟؟ لم يرد قلمي ولا قلبي أن يبوح بهذا ..
نسيتك ؟ بدت حروفها كسيف يقطع أحشائي.. كنار تلهب وجداني تحرق أشجاني ..بدت وكأنها تراتيل غضب تشعل ثأري ..من نفسي .. هل تصدقين .؟هل تصدقين حبيبتي ؟؟.
أعتذر ..ثم أعتذر ..ثم أعتذر ..وأعتذر ..ثم ينهك القلم وأنا أكتب تلك الكلمة ..عذرا منك .. عذرا من قدسيتك ..عذرا من كبريائك الذي يأبى النظر إلي .. نعم ..أتخيله كذلك والله ..أعتذر من كل شهيد مضى في سبيل الله فهو الآن في جنان الخلد يجرع كوثرا..
حنانيك ..حبيبة القلب ..أميرة الحب
سلام عليك .. جريحة الفؤاد ..كسيرة الجناح ..
عذرا إليك ..عمري ،حبيبتي ،عواطفي ، إسلامي ، أملي ، حلمي ، عزائي ..
وأعدك بأنها لن تكون حروفا كما ذكرت ..سيبرمجها قلبي لأفعال ومشاعر دفاقة تتأجج في حركاتي وسكناتي ..ماضون إليك يا قدس بالصلاح والإصلاح .
تغنيت باسمك ملأ الدجى ..فذاع العبير وضاء المدى ..
وراح بلحني نسيم الصبا .. فخلت الوجود معي منشدا ..
فلسطين يا قبلة العاشقين .. وفي العشق يعرف معنى الردى
وآخر عذري :
عذرا إذا جرد الثوار بيضهمُ ..
وجئت أحمل في يوم اللقا قلمي ..
و سلام عليك ..
إلى : فلسطين
من :فتاة من الأمة
بتاريخ : 14/2/1428ه
بقلم : آزاد منير مصطفى
طالبة سورية
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول