هل يستطيع البابا إنقاذ الرأسمالية؟

الكنيسة هي الجناح الديني للاستعمار في سيطرته على الشعوب، والتاريخ يؤكد هذا، ولكن كيف كان دورها في المجتمع الرأسمالي؟!

واقع المجتمعات الغربية شاهد على فشل الكنيسة في القيام بدور إصلاحي أخلاقي في تلك المجتمعات؛ والدليل هو الانحراف الأخلاقي الاجتماعي على كل الأصعدة، وأخطرها تفكك الأسرة والزواج المثلي والجندرة والنسوية والكلاب البشرية وازدياد نسبة اللقطاء حيث وصلت الى رقم قياسي خطير.

وأخطرها أن لا يعرف الأولاد آباءهم، فيسأل أحدهم أين أبي؟

فيلجأ إلى فحص DNA لمعرفة أبيه…

دمار أخلاقي كامل وخصوصا في ظروف مقاطعة الناس للكنائس حتى أنهم كتبوا في فرنسا ألفا سنة كفاية على النصرانية.

وإذا كان البابا فاشلا في الإصلاح الاجتماعي والأخلاقي فهل يستطيع إنقاذ الرأسمالية من ورطتها وفسادها؟

طبعاً لا، ولكنهم يأملون وهم كالغريق الذي يتشبث بقشة فكان لا بد أن تسقط الرأسمالية قبل الشيوعية حسب قول ماركس؛ ولكن استطاع الرأسماليون التنازل عن جزء من أرباحهم للعمال واوجدوا ما يسمى بدولة الرفاه الاجتماعي فأنقذوا المجتمع الرأسمالي من الخطر الشيوعي؛ ولكن بعد سقوط الشيوعية عادوا إلى رأسماليتهم المتوحشة تحت شعار العولمة، ويريدون تصديرها بأسلوب جديد تحت راية بابا الروحية والإنسانية؛ ولكن هيهات لأن الغرب قد انكشف على حقيقته بصورة يلمسها الإنسان الواعي المطلع على مجريات الأمور.

إن الوحشية التي يستخدمها الغرب ضد الشعوب تكشف مقدار الزيف في حضارته في عدم المساواة بين الشعوب وتدحض مزاعمه أن حضارته حضارة إنسانية تقوم على احترام الآخر.

إن عمل المجلس الرأسمالي في اتفاقية مع بابا الفاتيكان يسمح للأخير بوضع مباديء أخلاقية لعمل الشركات الرأسمالية الكبيرة العابرة للقارات.

قالت روتشايلد: إن المجلس ليس حكرا على الشركات الرأسمالية، فأي شركة يمكنها الانضمام له وأن الفاتيكان سيكون مشرفا على المجلس انطلاقا من المساواة بين البشر، وأضافت أنها تعتقد أن لبابا الفاتيكان سلطة حقيقية على الروح البشرية.

خطوة يعتقد أصحابها أنها إنقاذ للرأسمالية ولكنهم يعيشون أضغاث أحلام؛ فالإسلام الذي يحاربونه اليوم غير الشيوعية في القرن العشرين

ولذلك نجدهم يحاولون بشتى الوسائل إفساد المجتمع الإسلامي من الداخل عن طريق منظمات مدعومة بالدولار تستغل جهل الناس وفقرهم بنشر الفساد الفكري والأخلاقي كمنظمة النسوية وما يترتب عليها؛ لأجل إقناع الغربيين بعدم صلاح الإسلام للمجتمعات

ولكنهم سيفشلون أمام وعي المسلمين اليوم وقوة العقيدة الإسلامية.

ستسقط الرأسمالية كما سقطت الشيوعية والإسلام هو المنقذ عاجلا أم آجلا للمجتمعات البشرية.

إن الغرب هو أكبر أكذوبة حضارية في التاريخ برغم كل تقنياته وتقدمه المادي والعلمي فكل ذلك لا يصنع حضارة إنسانية وقد آن للمخدوعين

والسماسرة أن يخرجوا من ظلمات التيه الرأسمالي كما خرجوا من ظلمات التيه الشيوعي والاشتراكي سابقاً.

لا حل لمشاكل البشرية إلا بالإسلام

لأنه دين الفطرة.

وقد بين المفكر الإسلامي بديع الزمان أن أوروبا حاملة بالإسلام وستلده يوماً.

والتاريخ في النهاية تقرره المبادئ لا السلاح.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين