هل ما يجري من قتال بين الكتائب الإسلامية وبين ما يسمى دولة الإسلام في العراق والشام فتنة ؟

نص الاستشارة :

هل ما يجري من قتال بين الكتائب الإسلامية وبين ما يسمى دولة الإسلام في العراق والشام فتنة ؟ 

الاجابة

السلام عليكم ورحمة الله

الحمد لله والصلاة والسلام على نبنا محمد وآله وصحبه

وبعد: فإن تقويم ما يجري الآن في سوريه بين إخوة مسلمين لا يصح أن نسميه فتنة، فالفتنة مؤداها: عدم وضوح المحق من المبطل، ونحن نجد ان الأمر ليس كذلك، ومن أجل إيضاح هذا الأمر علينا أن نسأل أنفسنا هذين السؤالين:

١- ماهو هدف الثورة السورية أصلا؟

٢- ماهو هدف منظمة دولة الإسلام في العراق والشام؟

أما جواب السؤال الأول فالمنطق والحق يقولان: إن جوابه أبلج، وهو أن هذه الثورة لم يخطط لها أحد وإنما قامت بقدر من الله، وحكمة هو يريدها سبحانه، وأجمع الشعب السوري بجميع شرائحه عليها بهدف إزالة هذا النظام الذي تحكم في رقاب الشعب وعاملهم كالعبيد أكثر من أربعة عقود، لم يقل أحد أننا نريد إقامة دولة إسلامية، وإنما قال الجميع بأننا بعد الحصول على حريتنا سنترك الأمر شورى بين جميع أطياف الشعب السوري، ولكن من منّة الله علينا في بلدنا أن الأغلبية هم من المسلمين السنة الذين نالوا النصيب الأوفر من ظلم النظام وعدوانه، وهذا الجمهور محب للإسلام بفطرته، والإسلام في نظره لا يعني الاستبداد والإقصاء وإنما يعني اتباع التعاليم القرآنية والنبوية السمحة العادلة التي تعترف بمن يدين بدين سماوي، وتعطيه حقوقه، وتحرم معاداته أو ظلمه، أما المسلم الذي لا يرى هذه المرجعية فالسبيل إليه الحوار والبيان وإقامة الحجة بالحكمة والموعظة الحسنة، قال تعالى:( ولا تجدلوا اأهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم والهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون)

أما جواب السؤال الثاني فهو أن أبا بكر البغدادي خلع بيعته لأميره في تنظيمهم وهو الدكتور الظواهري ونصب نفسه أميرا على ما سمّاه ( الدولة الإسلامية في العراق والشام) بعد أن كان أميرا على ما سموه:( الدولة الإسلامية في العراق ) ولم يوافقه الظواهري فيما ذهب إليه، وبثوا الدعوة للشباب عبر الانترنت في شمال افريقيا ودول الخليج العربي للانضمام الى هذا التنظيم الجديد لإقامة دولة الاسلام بزعمهم في البلدين العراق والشام، وسلكوا مع مخالفيهم طرقا لا يرضى عنها الله سبحانه، ولا حاجة للتفصيل هنا فالأمر قد تواتر عن الثقاتبهذا.

نحن أيها الأحبة أمة الحكمة، ونبينا صلوات الله وسلامه عليه نبي الحكمة، أفترون بعدما ذكرت أن من الحكمة أن نساوي بين من يحرف الثورة السورية عن مسارها وقد يودي بها - لما لمنهجه من إثارة الخوف منها في العالم قاطبة- إلى تدميرها من حيث يعلم أولا يعلم ، وذلك بعد أن قدمت زهاء مائتي ألف من الشهداء، وبين من يحافظ على مسارها وهو عالم بواقع أهله وظروف بلده !!!

وأكبر دليل على ما أقول هو ما يحصل الآن في العراق حيث يخطط - وعلى مستوى عالمي- لإبادة أهل السنة والجماعة بذريعة القضاء على تنظيم دولة الاسلامية في العراق والشام، فهل ننتظر حتى يحل بنا مايحل بإخواننا هناك في العراق لا سمح الله؟!

( علينا ألا ننسى أبدا ان النظام السوري يتخذ من هذه الذريعة - وهي محاربة الإرهاب- حجة يريد من مؤتمر جنيف القادم أن يجعلها المحور الرئيسي للنقاش، ووافقته روسيا موافقة كاملة على هذا).

إنه ليس من الحكمة بمكان بعد أن تبييَّن الأمر ووضحت الأهداف أن نركن إلى عواطفنا ندعو للتحكيم الذي يغلب على الظن بأن تنظيم الدولة لن يقبل به إلا في حالة واحدة وهي نيل الفرصة لالتقاط الأنفاس لتجميع قواه مستغلا جهل كثير من الشباب الطيب الذي التحق به عن نية خيرة من خارج سوريه غالبا لمتابعة القتال، ولا ننس إخوتي أن أمرا خطيرا قد جدَّ على الساحة وهو اتهام تنظيم الدولة في العراق والشام لكل من يخالفه أنه من الصحوات السورية التي يعدها من ألدِّ الأعداء كما حصل في العراق ، وأن السبيل الوحيد أمامهم هو مقاتلة هذه الصحوات قبل أن يشتد عودها

فهل يصح لأهل العلم والحالة كما ذكرت ان يتخلوا عن إخوانهم المجاهدين السوريين والذين هبوا للدفاع عن دماء أهلهم وأعراضهم وأموالهم ، وقادتهم منا ومعروفون من قبلنا لنسلم رقابنا لرجل جاء من العراق لا نعرف من هو ؟ولا نعرف منهجه جاء يوم جاء طالبا البيعة له آمرا بها ليكون أميرا على دولة مزعومة، معتبرا كل جزء يسيطر عليه من أرض سوريه جزءا من دولته المنشودة؟

وفقنا الله لما يحبه ويرضاه، وجمعنا وإياكم على طاعته ، وأعاننا على نصرة شعبنا السوري المقهور، إنه ولي ذلك والقادر عليه فهو حسبنا ونعم الوكيل


التعليقات