هل للاب حرمان ابنته بعض حقوقها لعدم ارتداء الحجاب؟

نص الاستشارة :

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته، أنا ذات 17 عاما أود الاستفسار عن حكم إجبار الأب لابنته على ارتداء الحجاب بالتهديد بالحرمان من التعليم و إلغاء معاملة الحصول على الجنسية والمنع من الخروج من المنزل قطعا. علما بأني أجبرت على ارتدائه سابقا بالإكراه و لغاية "الحماية من الناس" لكوني كنت قاطنة في بلد متشدد دينيا. و هو يبحث عن دليل يثبت تحريم أو عدم جواز ما يفعله وإلا سيجبرني قصرا عليه لإيمانه بأنه سيحاسب عليه. من الجدير بالذكر بأنه لا يتدخل عادة في أي من الأمور الدينية الأخرى (بغض النظر عن أهميتها كالصلاة) فهي بيني و بين ربي.

الاجابة

وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته ،  أختي الكريمة ، صحيح أنك بالغة عاقلة و مسؤولة عن نفسك وعن تصرفاتك ومحاسبة عليها، إلا أنك ما دمت في بيت أبيك فله الولاية عليك ، و هو مسؤول عن رعايتك و حمايتك ، و حماية عرضه، لقول النبي صلى الله عليه و سلم: "كلكم راع و مسؤول عن رعيته"، و هو مأمور بالعمل على وقايتك من النار وفقا لمقتضى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم و أهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون)، و بالتالي فهو مأمور أن يأمرك بالصلاة و الصيام و الحجاب و كل أعمال الدين ، و له أن يحملك على ذلك بالحكمة و المعروف ، وللتوضيح أقول : إن كنت تقصدين بالحجاب غطاء الوجه فهذه قضية خلافية فليس له أن يجبرك عليها كونك بالغة عاقلة ، لكن له أن يمنعك من الخروج من البيت متزينة متعطرة ، و أما إن كنت تقصدين بالحجاب الحد الأدنى من اللباس المحتشم الساتر للبدن و غطاء الرأس فهذا واجب عليك ، و عليه أن يأمرك به ، وربما يلجأ الى بعض الوسائل لحملك على ما يرى فيه نجاتك و صيانة عرضه ، وله أن يمنعك من الخروج من البيت إن كنت تريدين الخروج متبرجة فعلا، لأن هذا من باب تغيير المنكر و هذا في دائرة سلطانه، وإن لم تلتزمي الحد الأدنى من الحجاب فله أن يمتنع عن دفع تكاليف تعليمك إن لم تسمعي له أمرا ، و أنا أستغرب من بعض الأبناء و البنات يريدون من أوليائهم أن ينفقوا عليهم وهم يعصون الله تعالى ، و على كل أنا أنصح ألا تصل الأمور الى الحرمان من التعليم وليكن الحوار و الاقناع هو طريق التفاهم فيما بين الآباء و الأبناء و البنات، و نذكر الآباء بأن من الدعاء المستجاب دعاء الأب لولده، فليدع لهم بالهداية، و في كل حال فلا ينبغي أن يصل الأمر الى الحرمان مما تمس الحاجة اليه كوثيقة الجنسية لأن هذا يترتب عليه ضرر بالغ ربما لا يمكن تداركه في المستقبل ، و الله أعلم 

 

 


التعليقات