هل كان في الاستقامة قسم لذي ضعف

 

 

بقلم : سميرة بيطام

كينونة الوجود تقر أننا لسنا عبادا للحياة أو أسرى للظنون ،حتى إن ضاقت بنا الدنيا ، فإننا نقتات ما تيسر لنا من أفكار على مدارج جامعة الحياة ،فنصحح ظننا في أننا تحدينا الكثير من خطوب الدنيا و صعابها ، فكرنا لم يرضى يوما أن يكون سجينا لأهواء أناس أرادوا لنا عنوانا بسيطا تكتبه أناملهم على جباهنا ..في أننا تحت رحمة رغبات لا تنظمها دوافع إنسانية أو حتى قراءة خيرية لكيان أراد أن يسير نموذجا ربانيا تدفع إليه الفطرة البريئة و إحساس برسالية الطموح.
 
حتى نبدأ من أين نسوا ،سنحترم نقطة نظام جعلت منا نحن المستقيمين مفترق طرق للكثير من الأحباب كنا نعدهم كذلك ،لكننا نفاجأ أنهم اخترقوا مجال الاستقامة دونما استئذان ليرسلوا شارات حرب دونما تخطيط محكم ،لأن صبرهم نفذ في أن يروا كل يوم جمالا ربانيا أراده الله عز وجل لينعكس على الأرض في ثوب بهي بألوان زاهية...هي هبة لا تعطى و لا تؤخذ لكنها تستقر في أبدان لا تعرف للإسراف طريقا...و لا تنشد من الدنيا مبتغى سوى تمكين شرع الله و قول الحق بلسان فصيح فيه من الجرأة ما ينطلق سهما مصوبا إلى عقول خاوية لتوقظ ضمائر ميتة في أن الجمال موجود و أن الإبداع متواجد ،لكن هذه العقول لم تدركه في أوانه فاستبق المستقيمون لينشدوا من الإبداع أنشودة تطرب لها الآذان حتى و إن كانت صماء لأن صدى الاستقامة يرسل في كل مكان...فنتساءل إن كان في الاستقامة قسم لذي ضعف...و لأني ممن خاضوا تجربة الحياة أجيب بنعم هناك قسم لذي ضعف و لكنه من ضعف.
 
صراحة لم أشعر بالخوف منه لأني كنت أعلم من البداية أن الحرب ستنتهي بالخسارة...لأنه لو كان قسما من قوة إيمان و من قوة اليقين في أن الاستقامة هبة من الله لانتصر هذا القسم و لأتى أكله كما أراد أهله...فنصيحتي لكل من تحز نفسه إرادة الظلم أن يحبس هذا الظلم بأنفاس الاستغفار و العدول عن سلوك لن يجلب إلا الخزي و الندم ، ثم ليعلم هؤلاء أن اليأس من النجاح يمنع كل كلام ،إلا أن القرآن كون ناطق و الكون قرآن صامت ،فذاك ترجمان عن ذاك ،لكن ما هو ترجمان الظلم؟
 
نصيحة أخرى لهم، أن هؤلاء من فيهم الاستقامة هم يحترقون في الدنيا مثل الشموع بهدوء لتنير الطريق لأمثال هؤلاء من أرادوا الفناء و الزوال لنورهم...بالله عليكم كيف تنتصر قيم الحضارة و تصبح عنوانا لألفية جديدة ،أم تريدون لمصير هؤلاء أن يكون كمصير الديناصورات في انقراض بلا ورثة؟
سأتغنى بهذه الأبيات فيها سلوتي و أماني و اهديها لكل من يفكر في أن يأتي بظلم:
إذا رميت من الزمان بشدة....و أصابك الأمر الأشق الأصعب
فاضرع لربك انه....أدنى لمن يدعوه من حبل الوريد أقرب

 

 

و احذر من المظلوم سهما صائبا...و اعلم بأن دعاءه لا يحجب

 

 

 

 


جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين