هل الطلاق يعتبر ظلما للمرأة

نص الاستشارة :

تزوجت من فتاة منذ أشهر وأشعر بعدم الارتياح لها حيث إنها غير جميلة وأخشى أن أظلمها حيث لم أقوم بمعاشرتها سوى ثلاث مرات ولا أشعر بالراحة والمتعة معها فهل طلاقها يعتبر ظلماً لها؟

الاجابة

شرع الله الطلاق للحالات التي تستحيل معها الحياة الزوجية، أو تكون صعبة، وهذا من رحمة الإسلام بالطرفين ومن تيسيره عليهما. وحكم الطلاق مباح، قال الإمام السرخسي: وإيقاع الطلاق مباح وإن كان مبغضا في الأصل عند عامة العلماء. [المبسوط (6/ 2)].

ومن المعلوم أن أرقى الحالات في الحياة الزوجية هو الحب، لكن ليس كل البيوت تبنى على الحب، كما قال سيدنا عمر للرجل الذي أراد تطليق زوجته لأنه لا يحبها: ويحك، ألم تُبْنَ البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟

فالكثير من المعاني الإنسانية غير الحب تكون مادة من مقومات الحياة، كحسن الرعاية، والوفاء، والإحسان، والمعاشرة بالمعروف، قال الله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)} [سورة النساء]، وذلك بأن يكتب الله لك الذرية الطيبة الصالحة من هذه المرأة التي تكرهها. 

والله تعالى قد تكفَّل لهما إن تفرَّقا بأن الله سيغنيهما من فضله: {وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا (130)} [سورة النساء].

وإن كان ولا بد وأردت طلاقها فيجوز ذلك، وعليك أن توفيها حقوقها المالية من الصداق، وما تم الاتفاق عليه. والله أعلم.


التعليقات