هل آثم إن نقضت العهد؟

نص الاستشارة :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا سوري مسلم سافرت قبل عدة سنوات إلى السويد لزيارة ولدي هناك وقبل انتهاء اقامتي اشتعلت الحرب في سوريا. بعدها ذهبت إلى مصلحة الهجرة حتى أقوم بتجديد الإقامة حتى ابقى بشكل رسمي مع ولدي إلى أن تنتهي الحرب. إلا أن مصلحة الهجرة طلبت أن أتقدم بطلب اللجوء الإنساني ليمنحوني إقامة وراتبا مستمرا طالما أن الحرب مستمرة. وأبلغوني أني ممنوع من زيارة سوريا وإلا انتهت صفة اللجوء الإنساني وعلي أن التزم بهذا الشرط إن أردت البقاء في السويد وقد عاهدتهم بالتزامي بذلك بالفعل.

وأنوي أن أزور سوريا بعد أن أخبرني أبنائي باستقرار الوضع فيها وتحسّنه، بتحايل وتغيير في جواز السفر، ليستمر راتبي وتستمرّ مساعدتي للناس المحتاجين في سوريا فهل يجوز ذلك؟. أغيثوني بفتواكم حفظكم الله وجعله في ميزان حسناتكم.

 

الاجابة

 

وعليكم السلام ورحمة الله

أخي الكريم:

ننبّهك إلى أمور أوّلها أنّ الذي في سوريا ليس حربا، وإنّما هو اعتداء غاشم من حاكم ظالم على شعب مستقرّ، وما يجري الآن ليس استقرارا فإنّ الظلم عاقبته وخيمة على الظالم، ولا يمكن أن يهنأ بعيش ولا أن يستتبّ له حكم، فكيف بمن يقتل ويشرّد، وقد ذاق شعبنا طعم الحريّة فلن يستكين بعد اليوم إن شاء الله تعالى حتى يرفع الظلم عن أهلنا في سورية كلها.

وثانيها: أنّ المؤمن لا يخدع ولا يغش ولا يكذب، والواجب على المؤمن أن يفي بعهده، وأن يتعامل مع الناس بأخلاقه لا بأخلاقهم، فلا يجوز له مخادعة الناس ولا أخذ أموالهم بغير وجه حقّ.

فالتزم بما وقّعت عليه واتفقت مع الدولة عليه، فذلك خلق المؤمن، واستمرّ في مساعدة المحتاجين فما تقدّمه لهم تجده عند الله تعالى، ولا تبخل على نفسك بالأجر والثواب.

والحمد لله رب العالمين


التعليقات