نور المؤمنين

وأنعم النظر، وأمعن الفكر في دقائق معجز البيان؛ تجد وصفه العميق الدقيق لنور المؤمنين في الآخرة، ليس فيه سمة الانتشار، وإنما فيه خصوصية الانحصار، على شخصه وحامله دون غيره، وذلك في قوله تعالى: (یَوۡمَ یَقُولُ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَـٰفِقَـٰتُ لِلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱنظُرُونَا نَقۡتَبِسۡ مِن نُّورِكُمۡ قِیلَ ٱرۡجِعُوا۟ وَرَاۤءَكُمۡ فَٱلۡتَمِسُوا۟ نُورࣰاۖ فَضُرِبَ بَیۡنَهُم بِسُورࣲ لَّهُۥ بَابُۢ بَاطِنُهُۥ فِیهِ ٱلرَّحۡمَةُ وَظَـٰهِرُهُۥ مِن قِبَلِهِ ٱلۡعَذَابُ) [سورة الحديد 13]

لقد كان النور في الدنيا بين أيديهم فأعرضوا عنه فحرموه، وفي الآخرة التمسوه؛ ففقدوه!

ٲما حملة النور ورواده ومشاعله من المؤمنين؛ فقد لازمهم ولازموه.

فرسولهم نور.(قَدۡ جَاۤءَكُم مِّنَ ٱللَّهِ نُورࣱ وَكِتَـٰبࣱ مُّبِینࣱ)

وقرآنهم نور (وَأَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكُمۡ نُورࣰا مُّبِینࣰا)

، وحياتهم نور (أَوَمَن كَانَ مَیۡتࣰا فَأَحۡیَیۡنَـٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورࣰا یَمۡشِی بِهِۦ فِی ٱلنَّاسِ).

وهم فرسان النور(أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَـٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورࣲ مِّن رَّبِّهِۦۚ)

وربهم نور السموات والأرض،(ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِۚ)

ودليلهم في ظلمات القيامة إلى رياض الجنان النور، فتارة نورهم يسعى بين أيديهم،(یَوۡمَ لَا یُخۡزِی ٱللَّهُ ٱلنَّبِیَّ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥۖ نُورُهُمۡ یَسۡعَىٰ بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَبِأَیۡمَـٰنِهِمۡ)

وتارة يسعى نورهم بين أيديهم، (یَوۡمَ تَرَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ یَسۡعَىٰ نُورُهُم بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَبِأَیۡمَـٰنِهِمۖ)

حسب مقامات وفود النور، فإذا كان بينهم النبي؛ فنورهم يسعى بين أيديهم، وإذا كانوا من دونه؛ يسعى نورهم بين أيديهم.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين