نور العلم

مقدمة:

نسماتٌ منعشةٌ مائلةٌ للبردة في أحد صباحات نهاية أيلول، السّاعة تقترب مِن الثّامنة، وأبواب المنازل تنفتح عن براعم صغيرةٍ تخرج منها، وتلتقي مِن الشّوارع الفرعيّة إلى الشّارع الرّئيسيّ كالرّوافد تشكّل النّهر الكبير، ليصبّ أخيرًا في مدرسة الحيّ، يرسل الأهالي فلذات أكبادهم، يرسلون قلب الطّفل وعقله إلى المدرسة؛ ليتكسّب هناك المعلومة والخلق، فأيّ علمٍ تستفيده عقول أبنائنا في المدارس؟ وأيّ أخلاقٍ يكتسبونها هناك؟

يتأخّر المعلم عن درسه خمس دقائق ويخرج منه قبل أن ينتهي بخمس دقائق، فيتعلّم منه الطّفل أنّ الانتظام غير مهمٍ، وأن الانضباط شيءٌ زائدٌ عن الحاجة لا داعي للاعتناء به، يتعلّم أنّ الأمانة في الوقت غير ضروريّة، فها هو المعلم لم يرعَ أمانة الوقت أمامه، وفي المقابل أستاذٌ آخر ينضبط بوقت الحصّة فلا يتأخّر ولا يتعجّل الخروج، فيتعلّم منه الطّالب أهمّية الوقت والانضباط والأمانة، والمعلّم لا يعلّم الطّفل الحساب والكتاب فقط، بل يزرع فيه أخلاقًا ما أصعب نزعها إذا استقرّت فيه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه، أَنَّهُ: سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)، قَالَ: فَسَمِعْتُ هَؤُلاَءِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَحْسِبُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم  قَالَ: (وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ). [ 1 ]

فإذا كانت المدراس بهذه الخطورة والأهمّيّة فهل تعطيها الجهات المسؤولة عنها الاهتمام المطلوب؟ وهل يعتني الأهل بمدارس أبنائهم عنايتهم بطعامهم وشرابهم ولباسهم؟ وهل يدرك المعلم خطورة الوظيفة الملقاة على عاتقه؟

ينشغل الأهل باحتياجات أبنائهم الماديّة قبيل افتتاح المدارس، فيجهّزون الحقائب والدّفاتر والأقلام، ويدفعون في سبيل ذلك مبالغ ليست بالقليلة في ظلّ الحالة الماليّة الصّعبة الّتي يعيشها النّاس اليوم، وهذه الأموال الّتي يدفعونها في سبيل تعلّم ابنه مِن وجوه الخير الّتي يثيب الله عليها الآباء ما أخلصوا النيّة، فإن نوى الأب أنّه يجهّز ابنه للدّراسة ليكون عنصرًا خيّرًا نافعًا في أمّة الإسلام فما أحسنها مِن نيّةٍ يُستجلب بها رضا الله سبحانه والأجر منه. 

 

1- كيف أتعلَّم؟

المعلّم الله جل جلاله، والله العليم، وقد علّم سبحانه قبلًا أبانا آدم الأسماء كلّها، وكرّمه وأسجد له الملائكة بعد أن علّمه، فإذا أردنا العلم أولًا فلنطلبه مِن مالكه، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (قُلِ اللهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي، وَاذْكُرْ، بِالْهُدَى هِدَايَتَكَ الطَّرِيقَ، وَالسَّدَادِ، سَدَادَ السَّهْمِ). [ 2 ]

وقد نصّ الحقّ سبحانه على أنّه مَن علّم الأنبياء، فعن يوسف قال تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 22].

وقال عز وجل: {وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ} [الأنبياء: 74].

وقال: {فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 79].

وقال أيضا عن موسى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} [القصص: 14].

ومع أنّ كليم الله أوتي العلم فقد أرسله الله سبحانه إلى مَن يتعلّم منه ليستزيد {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} [الكهف: 65].

وقال جل جلاله عن إبراهيم: {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا} [مريم: 43].

فأُولى خطوات التّعلّم أن يوقن طالب العلم أنّ العلم بيد الله عز وجل، وأن يطلبه مِن الله جل جلاله، فإن كان الطّالب يطلب العلم الشّرعيّ الّذي يتضمّن أوامر الله سبحانه، فالأمر لله ومِن الله عز وجل، وإن كان الطّالب يدرس العلم الكونيّ، فالله سبحانه الخالق الّذي خلق الكون، له الخلق والأمر {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف: 54].

وقد علّم الحقّ جل جلاله نبيّه صلى الله عليه وسلم أن يطلب العلم مِنه {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114].

وامتنّ سبحانه على نبيّه صلى الله عليه وسلم أن علّمه {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النّساء: 113].

إذا أمسك الطّالب القلم فليتذكر أن الله عز وجل علّم بالقلم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1-5].

وليتذكر أن الله سبحانه أقسم بالقلم {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [القلم: 1].

 

2- مرحبًا بطالب العِلم

ما أجملها مِن عبارة ترحيبٍ استقبل بها الرّحمة المهداة صلى الله عليه وسلم الصّحابيّ الّذي جاء يطلب العلم، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، قَالَ حَدَّثَ صَفْوَانُ بْنُ عَسَّالٍ الْمُرَادِيُّ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ مُتَّكِئٌ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى بُرْدٍ لَهُ فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي جِئْتُ أَطْلُبُ الْعِلْمَ، فَقَالَ: (مَرْحَبًا بطالبِ الْعِلْمِ، طَالِبُ الْعِلْمِ لَتَحُفُّهُ الْمَلَائِكَةُ وَتُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا، ثُمَّ يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا حَتَّى يَبْلُغُوا السَّمَاءَ الدُّنْيَا مِنْ حُبِّهِمْ لِمَا يَطْلُبُ، فَمَا جِئْتَ تَطْلُبُ؟)، قَالَ: قَالَ صَفْوَانُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَا نَزَالُ نُسَافِرُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَأَفْتِنَا عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ لِلْمُسَافِرِ، وَيَوْمٌ وَلَيْلَةٌ لِلْمُقِيمِ). [ 3 ]

ولم يكتف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتّرحيب بطالب العلم، بل بيّن الفضل العظيم الّذي يتحصّل عليه جرّاء طلبه للعلم، عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ: إِنِّي جِئْتُكَ مِنْ مَدِينَةِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي، أَنَّكَ تُحَدِّثُهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَا جِئْتُ لِحَاجَةٍ، قَالَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ، وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، وَالْحِيتَانُ فِي جَوْفِ الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ، كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا، وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ). [ 4 ]

وقال أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَقُولُ: (الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلَّا ذِكْرَ اللَّهِ، وَمَا وَالَاهُ، أَوْ عَالِمًا، أَوْ مُتَعَلِّمًا). [ 5 ]

ووقف يومًا مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه خَطِيبًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ). [ 6 ]

على أنّ طالب العلم يحتاج إلى تقوىً كي يتمّ له التّعلّم الّذي يوصله إلى الله سبحانه {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 282].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الحديد: 28].

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الأنفال: 29].

أمّا مَن حاد عن التّقوى وطلب العلم لغير الله عز وجل فالمصير مخيفٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، وَيُجَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، وَيَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ جَهَنَّمَ). [7]

 

خاتمةٌ:

ما أكثر ما نوّه القرآن بالعلم وأهل العلم {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزّمر: 9].

{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11].

وقد ضمّ ربّنا سبحانه شهادة أهل العلم إلى شهادته {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18].

وأثبت سبحانه في قرآنه لأهل العلم أقوالًا ومواقف مشرّفة في الدّنيا والأخرة، ففي الدّنيا هم مَن يعرف فتنه المال، ففي قصة قارون: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ} [القصص: 80].

وهم الذين يخرون لله سجّدًا {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا} [الإسراء: 107].

وهم الّذين يؤمنون بما جاء مِن عند الله عز وجل {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [سبأ: 6].

وختامًا: لا بدّ أن نعرف قدر المعلّم، وأن تسعى الجهات المعنيّة إلى زيادة معاشه، حتّى يتفرّغ ذهنه وقلبه للعطاء.

إنّ المعلّم والطّبيب كليهما    لا ينصحان إذا هما لم يُكرما

فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه    واصبر لجهلك إن جفوت معلِّما [ 8 ]

كما لا بدّ أن نتذكّر أنّ العلم المحمود شرعًا هو ما أوصل المتعلّم إلى الله، فلنُعد ضبط البوصلة مع بداية العام الدّراسيّ.

 

الهوامش:

1 - صحيح البخاريّ: 2409

2 - صحيح مسلمٍ: 2725

3 - المعجم الكبير للطّبرانيّ: 7347

4 - سنن أبي داود: 3641

5 - سنن ابن ماجه: 4112

6 - صحيح البخاريّ: 1/25

7 - سنن ابن ماجه: 260

8 - صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال: 1/26


جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين