نقد مقال : الناس على دين دساتيرهم ـ 1 ـ

نشر موقع الجزيرة نت يوم الثلاثاء 30/3/2010 مقالة للأستاذ محمد المختار الشنقيطي بعنوان (الناس على دين دساتيرهم) http://www.aljazeera.net/NR/exeres/FF584146-43C8-4A36-B5B1-02CD204879D2.htm،  دعا فيها إلى جواز تولي غير المسلم لرئاسة الدولة المسلمة، وفي مقالته الكثير من المغالطات العلمية والتاريخية.
وقد اطلع على ذلك المقال الأستاذ زهير الطيب حفظه الله تعالى، فكتب التعقيب التالي:


السيد محمد مختار المحترم..
نبل القصد لا يعني سلامة النهج..
مشكورة ومقدرة دعوتك إلى تجديد الفقه الإسلامي السياسي على أساس متغيرات العصر ولكنني أرى والله أعلم ان المنهجية قد قصرت معك منذ العنوان!! الناس على دين دساتيرهم قياسا على الناس على دين ملوكهم..


من قال أن العبارة الثانية الناس على دين ملوكهم كانت نصا شرعيا أو قاعدة فقهية وهي لم تكن في الأصل إلا جملة استنكارية لم يقصد بها من الدين المفهوم الاصطلاحي وإنما قصد بها معنى العادة وأسلوب العيش وهي جملة ليست مقرة أصلا ولا هي محط اعتبار..
ثم تعالى نتتبع الواقع


لماذا كان أوباما يحاول أن يقطع أي صلة له بالإسلام وكان أعداؤه يحاولون التشويش عليه باتهامه بأنه مسلم لكي لا ينجح في الانتخابات ولماذا اضطر إلى إخفاء جدته المسلمة حتى لا تخطئ بكلمة بل وأرسل لها من ينصرها حتى لا تقطع عليه الطريق بإسلامها إلى البيت الأبيض


ولماذا اضطر كارلوس منعم الرئيس الأرجنتيني السوري الأصل أن يتنصر ليصبح رئيسا للأرجنتين...
أخي مختار هناك دساتير مكتوبة وهناك دساتير متعارف عليها الدول القوية تستطيع أن تكتب في دساتيرها كل ما تريد ثم تحكم أمرها فلا ينفذ من هذه الدساتير إلا ما تريد..
والدول الضعيفة تصبح مواد الدساتير والقوانين فيها تغرات لتسلل المتسللين..
والفقيه المسلم لا يستطيع أن يصدر فتوى مخاتلة كما يفعل فقهاء السياسة
وما أظن ان المنهجية كانت تقتضي منك إدانة التاريخ الإسلامي بكلام يحتاج الكثير من النظر


أتفق معك بأننا محتاجون لتجديد الفقه السياسي الإسلامي وإعادة صياغته بما يناسب العصر والمتغيرات ولكن هذا العمل يشترط أن نحافظ في موقفنا على أسرار قوله تعالى
ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين
متمنيا لك التوفيق والتسديد
زهير الطيب..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين