![نصر الله للمتوكلين](https://islamsyria.com/storage/Setting/default_image/no.png)
د / طلحة ملاحسين
والمعنى : نستعينك وحدك على عبادتك و توحيدك ، و على أمور دنيانا وآخرتنا ، فالعباد فقراء إلى الله ( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله و الله هو الغني الحميد ) سورة فاطر .
وقولهم ( و إياك نستعين ) لم يقل نستعين في كذا و كذا , لتكون الاستعانة مطلقة في جميع الأمور و الأحوال و الظروف المكانية و الزمانية .
لن تستطيع الصبر إلا بأن يصبرك الله و يعينك و يهدي قلبك ، فيرضى القلب و يسلم , و في سورة هود عليه السلام : أمر الله عز وجل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بأن يستمر في عبادة الله مع التوكل عليه , رغم ما يصيبه من أذى و تكذيب من الكفار ( و لله غيب السموات و الأرض و إليه يرجع الأمر كله , فاعبده و توكل عليه , و ما ربك بغافل عما تعملون ) . أي : اعبد الله و فوض أمرك إليه ، و اجعل اعتمادك عليه في نصرك و نصر دينك و أمتك و حماية الله لك من المكذبين الضالين , و في صلاح أمرك كله عاجله و آجله ....
المؤمن متوكل على الله عز وجل في جميع أموره و أحواله , فحين يصبح و حين يمسي يدعو ربه – في أذكار الصباح و المساء – طالباً أن يحفظه و يعافيه و يعيذه من شر كل ذي شر من الإنسان والجان ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء و هو السميع العليم )
( أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق )
( اللهم إني أسألك العافية في الدنيا و الآخرة , اللهم أسألك العفو و العافية في ديني و دنياي و أهلي و مالي , اللهم استر عوراتي و آمن روعاتي , اللهم احفظني من بين يدي و من خلفي ، و عن يميني و عن شمالي و من فوقي ، و أعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي )
( اللهم بك أصبحنا ، و بك أمسينا ، و بك نحيا ، و بك نموت ، و إليك النشور )
( يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث , و أصلح لي شأني كله ، و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً )
و عند النوم ( باسمك ربي وضعت جنبي و بك أرفعه , إن أمسكت نفسي فارحمها و إن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) .
و عند الخروج من المنزل ( بسم الله , توكلت على الله , لا حول و لا قوة إلا بالله ) .
و تزداد حاجة المؤمن إلى التوكل على الله و الاعتماد القوي بالقلب على الله في طلب النصر على الأعداء و عند الشدائد عموماً ، و الخوف من وقوع المصائب :
فإذا أردنا أن ينصرنا الله على أعدائنا فلنصدق التوكل على الله مع الأخذ بما نستطيع من أسباب النصر المعنوية و المادية , قال تعالى : ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم و إن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده , و على الله فليتوكل المؤمنون ) سورة آل عمران .
و يكون التوكل أيضاً عند الخوف من ضرر مادي أو معنوي كما في النجوى : ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا و ليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله و على الله فليتوكل المؤمنون ) سورة المجادلة , و النجوى تحزن المؤمن عندما يرى من يتوقع أنه يتآمر عليه و يكيد له في السر , و قد يخاف المؤمن من عدو يريد أن يضره بالسحر , فقال تعالى : ( و ماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ) سورة البقرة .
( قالوا يا هود ما جئتنا ببينة و ما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك , و ما نحن لك بمؤمنين , إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء )
فرد عليهم ( قال إني أشهد الله و اشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه , فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون , إني توكلت على الله ربي و ربكم ، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ، إن ربي على صراط مستقيم ) .
فكانت النتيجة : ( و لما جاء أمرنا نجينا هوداً و الذين آمنوا معه برحمة منا و نجيناهم من عذاب غليظ ... ) سورة هود , نجاه الله و من معه من المؤمنين ، وأهلك قومه الذين كذبوه ، و حلت عليهم لعنة الله .
( على الله توكلنا ، ربنا افتح بيننا و بين قومنا بالحق ، و أنت خير الفاتحين )
من سورة الأعراف
جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين
![](https://islamsyria.com/front/imgs/bg-vector.png)
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول