نُصرة القضيَّة الفلسطينيَّة.. جُزءٌ مِن الهويَّة

مقدمة:

لم يشهد القرن الأخير ظلمًا مستمرًّا وتواطؤًا عربيًّا ودوليًّا على قضيّةٍ مِن القضايا كما شهده على القضيّة الفلسطينيّة، نعم لقد تعرّض الشّعب في سوريا للظّلم الكبير، والخذلان مِن القريب والبعيد، لكنّ القضيّة الفلسطينيّة جذورها أعمق، وتاريخها أبعد، بل يمكن القول إنّ إبقاء نظام الإجرام في سوريّا سببه خدمة اليهود وحمايتهم في فلسطين المحتلّة، فشعارات تحرير الجولان الّتي يطلقها النّظام المجرم تصمّ الآذان، لكن على الأرض يوجد تقتيلٌ وتهجيرٌ للأبرياء والمعصومين، وأمنٌ للعدوّ الغاصب المتاخم، هذا هو النّظام الّذي يرضى عنه اليهود وحلفاؤهم.

مِن الخير أن تُثار القضيّة الفلسطينيّة على منابر المسلمين بشكلٍ دوريٍّ، لأنّها قضيّة المسلمين عمومًا، وذلك لأسبابٍ عديدةٍ، أبسطها أنّ المسلمين كالجسد الواحد، عن النُّعْمَان بْن بَشِيرٍ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى). [ 1 ]

ولأنّ المسلمين إخوةٌ يتناصرون، لا يخذل بعضهم بعضًا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَا هُنَا) وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ (بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ). [ 2 ]

وعقوبة خذلان المسلم كبيرةٌ، عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه، وَأَبي طَلْحَةَ بْن سَهْلٍ الْأَنْصَارِيَّ رضي الله عنه يَقُولَانِ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنَ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنَ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ). [ 3 ]

 

1- مزاعم زائفةٌ

زعم اليهود أنّ لهم حقًّا في فلسطين، وأنّهم ملّاكها الأصليون، واستندوا في زعمهم هذا إلى نصوصٍ واهيةٍ مِن كتابٍ محرّفٍ، ثمّ قاموا إلى المسلمين في فلسطين يُعملون فيهم السّلاح، يزعمون أنّهم يستردّون أرضهم، وهم في زعمهم هذا كاذبون، ويعلمون أنّهم كاذبون، لكنّ هذا العالم اليوم يسود فيه منطق القوّة، لا قوّة المنطق، فالقويّ يفرض فيه روايته؛ وإن كانت متناقضةً في نفسها، وظنّ اليهود -وخاب ظنّهم- أنّهم إذا أخذوا الأرض مِن الجيل الأول فإنّ الجيل الثّاني ينسى ويتعامل مع الأمر الواقع، لكنّ الواقع أنّ مقاومة المسلمين لليهود استمرّت عبر أجيالٍ متتاليةٍ، تضعف أحيانًا لكنّها لا تخبو، حتّى كأنّهم مصداق الحديث النّبويّ؛ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الدِّينِ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ)، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: (بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ). [ 4 ]

فالحديث صريحٌ في وجود طائفةٍ في أكناف بيت المقدس تقهر العدوّ وتصيبها اللأواء ولها مخالفون، وفي روايةٍ أنّ هناك مَن يخذل تلك الطّائفة، قال مُعَاوِيَة رضي الله عنه، عَلَى الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللهِ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ). [ 5 ]

وهذه الصّفات تكاد تكون مجتمعةً في الشّعب الفلسطينيّ المقاوم بكلّ فصائله، ومِن الخطأ تنزيل تلك الأحاديث بصورةٍ قطعيّةٍ على فصيلٍ معيّنٍ، فالفصائل عرضةٌ للأخطاء، لكنّ عموم المجاهدين هناك فعلهم ممدوحٌ محمودٌ يستحقّ أن يُنصر ولا يُخذل، لأنّهم على الحقّ.

يسخّر اليهود آلاتٍ إعلاميّةً ضخمةً لتشويه صورة الفلسطينيّين وتجريم جهادهم المشروع، وهذه الآلات منها ما هو ناطقٌ باللّغة العربيّة، لكنّ عاطفة المسلمين ووعيهم أعظم مِن أن تؤثّر فيه تلك الهجمات، وتقوم روايتهم على تجريم قتل الآمنين المدنيّين والنّساء والأطفال، والحقّ أن قتل النّساء والأطفال قبيحٌ لدى عامّة البشر، لكنّ الرّواية المبتورة المقطوعة عن سياقها تساهم في التّضليل وتشويه الحقيقة، أمّا الحقيقة الأصليّة فهي أنّ كيانًا سرق أرض شعبٍ آخر واحتلّها، وقتّل وهجّر أهلها الأصليّين، ثمّ طاب له العيش فعشّش وفرّخ كما تعشّش الأفاعي وتفرّخ، وظنّ أنّه في مأمنٍ حتّى جاءته الهجمات الّتي أيقظته وذكّرته بأنّه لصٌّ محتلٌّ لا يحقّ له أن يهنأ بعيشٍ، وأمّا الأطفال فإن صحّ أنّهم قتلوا فإنّما قتلهم أهلهم إذ أتوا بهم إلى أرضٍ مغصوبةٍ، ومِن حقّ الابن على أبيه أن يسكنه في أرضٍ يملكها لا أرضٍ يغصبها، أمّا أن يلقوا أبناءهم بين يدي القذائف ويقولون قتلهم المجاهدون فالظّلم منهم، على أنّ اليهود ما أكثر ما قتلوا مِن أطفال المسلمين، فإذا كان قتل الأطفال جريمةً فاليهود أعظم جرمًا وأكبر، وتاريخ مجازرهم في القديم والحديث ما تزال ماثلةً أمام الأعين، لا تحتاج شهودًا أو أدلّةً، وهذا مشفى المعمدانيّ في الأسبوع الفائت يصرّح بإجرامهم.

 

2- كيف ننصرهم؟

إنّ مِن نصرنا لإخواننا أن نهتمّ لمصابهم فنعدّه مصابنا، وهذا الهمّ والحزن فيه أجره عند الله، فهو عبادةٌ قلبيّةٌ، وأشرف العبادات: عبادات القلوب؛ الّتي هي محلّ نظر الرّب جل جلاله، عن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ، وَلَا إِلَى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ). [ 6 ]

ثمّ ننطلق مِن هذا الهمّ لنعبّر عن نصرتنا لهم وتعاطفنا معهم بشتّى الوسائل والصّور، وإنّ جمع الأب أبناءه ليشرح لهم أصل القضيّة ومنشأها وليرى معهم مقاطع مرئيّةً تصوّر ظلم الاحتلال واعتدائه يعدّ نوع نصرٍ لهم، كما إنّ قيام الإعلاميّ بإعداد تلك المادّة المرئيّة الّتي تساعد الأب في إيصال الفكرة لأبنائه نوع نصرٍ لإخواننا، كما يُعدّ الدّعاء لهم مِن وسائل الانتصار لهم، فالدّعاء سلاحٌ لا يخيب، ونحن معه موعودون بإحدى ثلاثٍ؛ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلَّا أَعْطَاهُ اللهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا)، قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ؟ قَالَ: (اللهُ أَكْثَرُ). [ 7 ]

على ألّا نقتصر على الدّعاء؛ فنضيف إليه ما يدلّ على صدقنا فيه مِن صور الانتصار الأخرى، أمّا أن يقتصر الدّاعي على الدّعاء دون غيره مع قدرته على غيره فذلك دليلٌ على أنّ هذا ادّعاءٌ لا دعاء، ومِن صور الانتصار لهم لمن حالت بينه وبين نصرتهم الماديّة أنظمة ظلمٍ مهمّتها حمايتهم: أن ننشر على وسائل التّواصل ما يعزّز صمودهم ويفضح الأنظمة العميلة الّتي تدّعي المقاومة لكنّها تمنعها على الحقيقة، إنّ النّصرة على وسائل التّواصل لا تكفي لشفاء الصّدر لكنّها أقلّ الممكن، وأحسن مِن العدم.

ولنعلم أنّ المعاصي سببٌ للهزيمة، والعاصي يقف في صفّ المجرم إذ يرفع احتمالات انتصاره في إجرامه، والتّوبة صورةٌ مِن صور الانتصار للمظلومين، فإذا أقلع المرء عن ذنوبه وصحّ منه العزم ألّا يعود إليها ورأى اللهُ سبحانه منه صدق الرّغبة في نصرة إخوانه فإن هذه التّوبة في حدّ ذاتها نصرةٌ للتّائب وإخوانه، أمّا أن نكون غارقين في المعاصي ثم نمدّ يدينا إلى السّماء "يا ربّ يا ربّ" فالاستجابة في هذه الحالة بعيدةٌ مستغربةٌ لكنّها غير محالةٍ، لذا قبل أن ندعو لإخواننا وننصر لهم في معركة الوعي ووسائل التّواصل لنحدث توبةً صادقةً أوّلًا، وأبواب الاستجابة مفتوحةٌ أمام التّائب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}، وَقَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ). [ 8 ]

 

خاتمةٌ:

كثيرةٌ هي الدّواعي الّتي تدعونا لنصرة إخواننا في فلسطين، بقدر ما نستطيع، فهذه النّصرة حقّ الأخوّة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10].

ثمّ إنّ نصرتهم مِن باب الجهاد، وللجهاد أقسامٌ؛ منها الجهاد باللّسان، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَلْسِنَتِكُمْ، وَأَنْفُسِكُمْ، وَأَمْوَالِكُمْ، وَأَيْدِيكُمْ). [ 9 ]

وقد جاهد الصحابيّ الجليل حسّان بن ثابتٍ -شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم - بلسانه لمّا هجا الكفّار، وحثّه النّبيّ صلى الله عليه وسلم على ذلك، عَنِ البَرَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِحَسَّانَ: (اهْجُهُمْ -أَوْ هَاجِهِمْ- وَجِبْرِيلُ مَعَكَ). [ 10 ]

فاعتبار ذلك مِن الجهاد يفتح للمسلم بابًا مِن الخير ينبغي ألّا يفوّته {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الصّف: 10-11].

على أنّ الجهاد بالنّفس والمال أعلى مِن الجهاد باللّسان، نظرًا لما جُبلت النّفوس عليه مِن الشّح بهما، فهنيئًا للمرابطين في أكناف بيت المقدس، يغرّرون بأنفسهم وأموالهم في سبيل الله.

ومِن الدّواعي إلى مناصرة إخواننا: الدّاعي العقليّ، الّذي يحتّم على أبناء الملّة الواحدة أن يتناصروا، فلا يتركوا العدوّ ينفرد بضعيفهم وقاصيهم، لأنّ العدوّ ما فرغ من أخٍ إلّا هيّأ نفسه لأكل أخيه، وما أكثر ما ردّد النّاس "أُكلت يوم أُكل الثّور الأبيض".

 

هوامش:

1 - صحيح البخاريّ: 6011

2 - صحيح مسلمٍ: 2564

3 - سنن أبي داود: 4884

4 - مسند أحمد: 22320

5 - صحيح مسلمٍ: 1037

6 - صحيح مسلمٍ: 2564

7 - مسند أحمد: 11133

8 - صحيح مسلمٍ: 1015

9 - مسند أحمد: 12555

10 - صحيح البخاريّ: 3213

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين