نداء عاجل

 

لم يكن التدخل الإيراني الفارسي في سوريا مع قطعان الروافض المرتزقة من شتى الأقطار، والروسي أخيرا لم يكن ذلك مجرد نزهة، وإنما هو احتلال استعماري تغذيه دوافع عقدية مذهبية، ومصالح عسكرية واقتصادية.

 

إن هذا الاستعمار الجديد دخل البلاد نتيجة لخيانة النظام الطائفي النصيري المجرم الذي قتل ما يزيد عن (350) ألفا وشرد أكثر من (12) مليون من السوريين فضلا عن مئات الألاف من المعتقلين ومثلهم من الجرحى والمعوقين، ومئات الالاف من الايتام والأرامل.

 

لقد ترسخت القناعة لدى النظام أنه لن يصمد أكثر من ذلك أمام ضربات المقاتلين الأبطال رغم الدعم الإيراني الفارسي وحزب الشيطان اللبناني اللامحدود وغيرهم من المرتزقة الرافضة،  فكان استدعاء المستعمر الروسي هو السهم الأخير في جعبة النظام الذي سينقذه من السقوط (كما يتوهم)، وكأن النظام المجرم لم يرتوِ من دماء الشعب السوري الأبي الكريم،  ولم يكتفِ بتدمير ملايين المساكن والأسواق، والمساجد والمنشآت العامة والخاصة،  فعمد هذا النظام الخائن المجرم إلى استدعاء جحافل المستعمر الروسي وطائراته الحربية الحديثة ليجهز على ما بقي من شعبنا الصابر وكل مظاهر الحياة في البلاد. وكان ذلك تحت غطاء عالمي وهو مكافحة إرهاب (داعش).

 

ولم يعد سرا أن تدخل جحافل الروس وطائراتهم الحربية لم يكن لحرب (داعش)، وإنما لإنقاذ النظام المجرم ورئيسه الخائن، والقضاء على ثورة الشعب السوري الأبي.

 

إن هذه الهجمة الاستعمارية الشرسة التي يقودها الإيرانيون الفرس والروس تستهف بلاد الشام عقيدة وتاريخا وحضارة، ومن وراء بلاد الشام أمة الإسلام كلها،  بدعوى محاربة النواصب (كما يدعي الفرس)،  أو الحرب المقدسة للإسلام في عقر داره (كما صرح بذلك بطريرك الكنيسة الروسية).

 

فيا أيها المجاهدون الأبطال إنكم لا تدافعون عن بلدكم فحسب، وإنما تدافعون عن عقيدة الأمة وديار الإسلام المهددة بمكائد الخونة والمستعمرين وأناشدكم بالله أمام هذا الخطر الداهم الذي يستهدفكم جميعا كما يستهدف كل شيء على أرضنا أناشدكم وحدة الصف وجمع الكلمة وإخلاص النية والقصد، واجتناب كل أسباب التنازع والاختلاف بسبب تعدد الاجتهادات والآراء في المسائل الدينية الفرعية، والتسامي فوقها وأقول لكم بصراحة تامة: إن المتاجرة بالخلافات في مثل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا خيانة لله ولرسوله ولأمة الإسلام.

 

أيها المجاهدون المرابطون الله معكم وأمتكم الإسلامية تعلق آمالها بعد الله عليكم، {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.

 

وأناشد علماء الأمة الإسلامية ومفكريها من خلال منابرهم ووسائل الإعلام المختلفة أن يقفوا إلى جانب الشعب السوري المناضل في بلاد الشام وأبنائه الأوفياء الذين يدافعون عن عقيدة الأمة وأمجادها،  بأن يرفضوا التدخل العسكري الإيراني والروسي في ديار الإسلام لأن الدم المسلم ليس مستباحا لكل والغ، أو طامع.

 

كما أناشد الجاليات السورية في الخارج ومنظمات حقوق الانسان، ومنظمات المجتمع المدني وكل الأحرار في العالم إلى الاعتصام السلمي أمام السفارات الإيرانية والروسية ليعبروا عن رفضهم لتدخل هذه الدول في الشأن السوري، ومشاركة النظام المجرم في قتل الأبرياء والأطفال { وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى? أَمْرِهِ وَلَ?كِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين