نحو مشروع نهضة حضارية للأمة الإسلامية

 

 

من أهمّ العوامل الّتي تحول دون تحقيق مشروع نهضة حضاريّة حقيقيّة لأمّتنا الإسلاميّة عموماً والعربيّة منها خصوصاً، وتُبطّئ من جهود وفرص النّجاح في العديد من المجالات والأصعدة، الافتقار إلى البُعد الشّمولي في توصيف وتحديد وترتيب الأولويّات للأمراض الّتي تفتك بها، ومن ثَمّ البُعد الشّمولي والاستراتيجي في البحث ودراسة وصياغة الحلول الجادّة والخطوات العمليّة المتدرّجة للنهّضة المنشودة هذه..

إنّ البدء والتّركيز على الجزئيّات والخوض في أتون البحث عن حلول لها قبل وضع الإطار الشّمولي والاستراتيجي "للمشكلة" مضيعة للوقت ومدخلة  في متاهات لا تنتهي لجدليّات لم يحن وقتها بعد، وحيث نجد أنفسنا أمام حدثٍ يسبقنا دوماً، مضطرّين في استهلاك جلّ أوقاتنا لردود أفعال متناثرة، غير منسّقة وغير متوازنة...

ولقد كان من أهمّ أسباب وعوامل نجاح الغرب في الكثير من مظاهر فورته الحضاريّة المادّيّة :"الإدارة والتّنظيم والتّخطيط الشّمولي والاستراتيجي"...

فكيف بخير أمّةٍ أخرِجت للنّاس، إن استقامت على أمر دينها، آخذةً بأسباب النّجاح والفلاح؟

 

وعليه، أعتقد أنّ ذلك يتطلّب ابتداءً "نخبة" من العلماء والمفكّرين والمتخصّصين لبلورة نواة مشروع ثمّ طرحه على بعض المتنفّذين المخلصين لإقناعهم بصلاحيّته وواقعيّته وجدواه، والله أعلم..

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين