نبي الرحمة (45)

آخر البعوث:

كانت دولة الروم تقتل من أتباعها من يدخل الإسلام، كما فعلت بفروة بن عمرو الجذامي الذي كان واليها على معان. فجهز صلى الله عليه وآله وسلم جيشاً كبيراً في صفر ١١هـ، وأمّر عليه أسامة بن زيد بن حارثة، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين لإرهاب الروم وإعادة الثقة إلى قلوب العرب الضاربين على الحدود، حتى لا يحسبنّ أحد أن بطش الكنيسة لا معقب له، وأن الدخول في الإسلام يجر على أصحابه الحتوف فحسب. وتكلم الناس في قائد الجيش لحداثة سنه واستبطأوا في بعثه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم:(إن تطعنوا في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وأيم الله إن كان لخليقا للإمارة، وإن كان من أحب الناس إليّ، وإن هذا من أحب الناس إلي بعده) وانتدب الناس يلتفون حول أسامة، وينتظمون في جيشه، حتى خرجوا ونزلوا الجُرْف، على فرسخ من المدينة، إلا أن الأخبار عن مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكرهتهم على التريث، حتى يعرفوا ما يقضي الله به، وقد قضى الله أن يكون هذا أول بعث ينفذ في خلافة أبي بكر الصديق.

إلى الرفيق الأعلى:

طلائع التوديع:

ولما تكاملت الدعوة وسيطر الإسلام على الموقف، أخذت طلائع التوديع للحياة والأحياء تطلع من مشاعره صلى الله عليه وآله وسلم، وتتضح بعباراته وأفعاله.

إنه اعتكف في رمضان ١٠هـ عشرين يوماً، وكان لا يعتكف إلا عشرة أيام، وتدارسه جبريل القرآن مرتين، وقال في حجة الوداع:(إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبداً) وقال عند جمرة العقبة (خذوا عني مناسككم، فلعلي لا أحج بعد عامي هذا) وأنزلت عليه سورة النصر في أوسط أيام التشريق، فعرف أنه الوداع وأنه نُعيت إليه نفسه. وفي أوائل صفر ١١هـ خرج صلى الله عليه وآله وسلم إلى أحد, فصلى على الشهداء كالمودع للأحياء والأموات، ثم انصرف إلى المنبر فقال:(إني فرطكم- سَابِقُكم وأوَّلُ وارِدٍ منكم- وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها). وخرج ليلة ـ في منتصفها ـ إلى البَقِيع، فاستغفر لهم، وقال: (السلام عليكم يا أهل المقابر، لِيَهْنَ لكم ما أصبحتم فيه بما أصبح الناس فيه، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها، والآخرة شر من الأولى) وبشرهم قائلاً:(إنا بكم للاحقون).

بداية المرض:

في يوم الاثنين ٢٩صفر ١١هـ شهد صلى الله عليه وآله وسلم جنازة في البقيع، فلما رجع- وهو في الطريق- أخذه صداع في رأسه، واتقدت الحرارة، حتى إنهم كانوا يجدون سورتها فوق العصابة التي تعصب بها رأسه. وقد صلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بالناس وهو مريض ١١يوماً، وجميع أيام المرض كانت ١٣أو ١٤ يوماً.

الأسبوع الأخير:

وثقل برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المرض، فجعل يسأل أزواجه:(أين أنا غدا؟ أين أنا غدا؟) ففهمن مراده، فأُذن له يكون حيث شاء، فانتقل إلى عائشة، يمشي بين الفضل بن عباس وعلي بن أبي طالب، عاصباً رأسه تخط قدماه حتى دخل بيتها، فقضى عندها آخر أسبوع من حياته. وكانت عائشة تقرأ بالمعوذات والأدعية التي حفظتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكانت تنفث على نفسه، وتمسحه بيده رجاء البركة.

قبل الوفاة بخمسة أيام:

ويوم الأربعاء قبل خمسة أيام من الوفاة، اتقدت حرارة العلة في بدنه، فاشتد به الوجع وغمي، فقال:(هريقوا عليّ سبع قرب من آبار شتى، حتى أخرج إلى الناس، فأعهد إليهم) فأقعدوه في مِخضَبٍ، وصبوا عليه الماء، حتى طفق يقول:(حسبكم، حسبكم). وعند ذلك أحس بخفة، فدخل المسجد- وهو معصوب الرأس- حتى جلس على المنبر وخطب الناس- والناس مجتمعون حوله- فقال:(لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) وفي رواية (قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) وقال: (لا تتخذوا قبري وثناً يعبد) وعرض نفسه للقصاص قائلاً:(من كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليستقد منه، ومن كنت شتمت له عرضاً فهذا عرضي فليستقد منه) ثم نزل فصلى الظهر، ثم رجع فجلس على المنبر، وعاد لمقالته الأولى في الشحناء وغيرها، فقال رجل: إن لي عندك ثلاثة دراهم، فقال:(أعطه يا فضل) ثم أوصى بالأنصار قائلاً:(أوصيكم بالأنصار، فإنهم كرشي وعيبتي - جماعتي وخاصتي- وقد قضوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم) وفي رواية أنه قال:(إن الناس يكثرون، وتقل الأنصار، حتى يكونوا كالملح في الطعام، فمن ولي منكم أمراً يضر فيه أحداً أو ينفعه فليقبل من محسنهم، ويتجاوز عن مسيئهم) ثم قال:(إن عبداً خيّره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبين ما عنده، فاختار ما عنده) قال أبو سعيد الخدري: فبكي أبو بكر. قال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا، فعجبنا له، فقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ، يخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا، وبين ما عنده، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمهاتنا. فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو المخير، وكان أبو بكر أعلمنا.

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:(إنّ أمنّ الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لا تخذت أبا بكر خليلاً، ولَكِنْ أُخُوَّةُ الإسْلَامِ ومَوَدَّتُهُ، لا يَبْقَيَنَّ في المَسْجِدِ بَابٌ إلَّا سُدَّ، إلَّا بَابُ أبِي بَكْرٍ)

قبل أربعة أيام:

اشتد الوجع بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال:(هلموا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده)- وفي البيت رجال فيهم عمر- فقال عمر: قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبكم كتاب الله. فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال صلى الله عليه وآله وسلم:(قوموا عني). وأوصى ذلك اليوم بثلاث: أوصى بإخراج اليهود والنصارى والمشركين من جزيرة العرب، وأوصى بإجازة الوفود بنحو ما كان يجيزهم، أما الثالث فنسيه الراوي، ولعله الوصية بالاعتصام بالكتاب والسنة، أو تنفيذ جيش أسامة، أو هي: الصلاة وما ملكت أيمانكم. والنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مع ما كان به من شدة المرض كان يصلي بالناس جميع صلواته حتى ذلك اليوم- يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام- وقد صلى بالناس ذلك اليوم صلاة المغرب، فقرأ فيها بالمرسلات عرفاً. وعند العشاء زاد ثقل المرض، بحيث لم يستطع الخروج إلى المسجد. قالت عائشة: فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:(أصلى الناس؟) قلنا: لا يا رسول الله، وهم ينتظرونك. قال:(ضعوا لي ماء في المخضب). ففعلنا، فاغتسل، فذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق، فقال:(أصلى الناس؟) - ووقع ثانياً وثالثاً ما وقع في المرة الأولى من الاغتسال ثم الإغماء حينما أراد أن ينوء- فأرسل إلى أبي بكر أن يصلي بالناس، فصلى أبو بكر تلك الأيام ١٧ صلاة في حياته صلى الله عليه وآله وسلم. وراجعت عائشة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث أو أربع مرات؛ ليصرف الإمامة عن أبي بكر، حتى لا يتشاءم به الناس، فأبى، وقال:(إنكن صواحب يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس).

قبل يوم أو يومين:

وجد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في نفسه خفة، فخرج بين رجلين لصلاة الظهر، وأبو بكر يصلي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر، فأومأ إليه بأن لا يتأخر، قال:(أجلساني إلى جنبه)، فأجلساه إلى يسار أبي بكر، فكان أبو بكر يقتدي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويسمع الناس التكبير.

قبل يوم:

أعتق النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم غلمانه، وتصدق بسبعة دنانير كانت عنده، ووهب للمسلمين أسلحته، وفي الليل استعارت عائشة الزيت للمصباح من جارتها، وكانت درعه صلى الله عليه وآله وسلم مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من الشعير.

آخر يوم من الحياة:

روى أنس بن مالك: أن المسلمين بينا هم في صلاة الفجر يوم الإثنين- وأبو بكر يصلي بهم- لم يفجأهم إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كشف ستر حجرة عائشة فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فنكص أبو بكر على عقبيه؛ ليصل الصف، وظن أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يريد أن يخرج إلى الصلاة. فقال أنس: وهمّ المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم، فرحاً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأشار إليهم بيده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أتمّوا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر. ثم لم يأت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقت صلاة أخرى. ولما ارتفع الضحى، دعا النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة فَسَارَّهَا بشيء فبكت. ثم دعاها، فَسَارَّهَا بشيء فضحكت، قالت عائشة، فسألنا عن ذلك- أي فيما بعد- فقالت: سَارَّنِي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيت، ثم سَارَّنِي فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكت. وبشر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة بأنها سيدة نساء العالمين. ورأت فاطمة ما برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الكرب الشديد الذي يتغشاه، فقالت: واكرب أباه. فقال لها:(ليس على أبيك كرب بعد اليوم) ودعا الحسن والحسين فقبلهما، وأوصى بهما خيراً، ودعا أزواجه فوعظهن وذكّرهن. وطفق الوجع يشتد ويزيد، وقد ظهر أثر السم الذي أكله بخيبر حتى كان يقول:(يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم) وقد طرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك- وكان هذا آخر ما تكلم وأوصى به الناس-:(لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)- يحذر ماصنعوا-(لا يبْقَيَنَّ دِينان بأرض العرب). وأوصى الناس، فقال: (الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم) كرر ذلك مراراً.

الاحتضار:

وبدأ الإحتضار فأسندته عائشة إليها، وكانت تقول: إن من نعم الله عليّ أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سَحْرِي-صدري- وَنَحْرِي، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته. دخل عبد الرحمن- بن أبي بكر- وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فرأيته ينظر إليه، وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فتناولته، فاشتد عليه، وقلت: أُلَيِّنُهُ لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فَلَيَّنْتُهُ، فأمَرَّهُ وبين يديه ركوة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه، يقول:(لا إله إلا الله، إن للموت سكرات)الحديث. وما عدا أن فرغ من السواك حتى رفع يده أو إصبعه، وشخص بصره نحو السقف، وتحركت شفتاه، فأصغت إليه عائشة وهو يقول:(مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، اللهم اغفر لي وارحمني، وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى). كرر الكلمة الأخيرة ثلاثاً، ومالت يده ولحق بالرفيق الأعلى. إنا لله وإنا إليه راجعون. وقع هذا الحادث حين اشتدت الضحى من يوم الإثنين ١٢ربيع الأول ١١هـ. وقد تم له صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث وستون سنة وزادت أربعة أيام.

تفاقم الأحزان على الصحابة:

وتسرب النبأ الفادح، وأظلمت على المدينة أرجاؤها وآفاقها. قال أنس: ما رأيت يوماً قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما رأيت يوماً كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ولما مات قالت فاطمة: يا أبَتَاهُ، أجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، يا أبَتَاهْ، مَن جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ، مَأْوَاهْ يا أبَتَاهْ إلى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ.

موقف عمر رضي الله عنه:

ووقف عمر بن الخطاب- وقد أخرجه الخبر عن وعيه- يقول: إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تُوفي، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما مات، لكن ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران، فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات. والله ليرجعنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فليقطعنّ أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أنه مات.

موقف أبي بكر رضي الله عنه:

وأقبل أبو بكر على فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل، فدخل المسجد، فلم يكلم الناس، حتى دخل على عائشة فتيمم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو مغشى بثوب حبرة، فكشف عن وجهه، ثم أكب عليه، فقبله وبكى، ثم قال: بأبي أنت وأمي، لا يجمع الله عليك موتتين، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متّها.

ثم خرج أبو بكر وعمر يكلم الناس، فقال: اجلس يا عمر. فأبى عمر أن يجلس، فأقبل الناس إليه، وتركوا عمر، فقال أبو بكر: أما بعد، من كان منكم يعبد محمداً صلى الله عليه وآله وسلم فإن محمداً قد مات، ومن كان منكم يعبد الله، فإن الله حي لا يموت. قال الله:{وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ، قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ، أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ، وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً، وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران:١٤٤] قال ابن عباس: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشراً من الناس إلا يتلوها. قال ابن المسيب: قال عمر: والله ما هو إلا أن سمعت أبا بكر تلاها فَعَقِرْت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى الأرض حين سمعته تلاها، علمت أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قد مات.

يتبع...

منقول بتصرف يسير من كتاب السيرة (الرحيق المختوم)

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين