نبي الرحمة (29)

غزوة الأحزاب: 2

إن الله عز وجل صنع أمراً خذل به العدو فهيأ رجلاً من غطفان يقال له نُعَيْمَ بْنَ مَسْعُودِ بْنِ عَامِرِ الأشجعي جاء إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فمرني ما شئت، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إنَّمَا أَنْتُ فِينَا رَجُلٌ وَاحِدٌ، فَخَذِّلْ عَنَّا ما اسْتَطَعْتُ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خُدْعَةٌ). فذهب من فوره إلى بني قريظة فدخل عليهم وقال: قد عرفتم ودي إياكم، وخاصة ما بيني وبينكم، قالوا: صدقت. قال: فإن قريشاً ليسوا مثلكم، البلد بلدكم فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم، لا تقدرون أن تتحولوا منه إلى غيره، وإن قريشاً وغطفان قد جاؤوا لحرب محمد وأصحابه، وقد ظاهرتموهم عليه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره، فإن أصابوا فرصة إنتهزوها، وإلا لحقوا ببلادهم وتركوكم ومحمداً فانتقم منكم، قالوا: فما العمل يا نعيم؟ قال: لا تقاتلوا معهم حتى يعطوكم رهائن. قالوا: لقد أشرت بالرأي. ثم مضى إلى قريش، وقال لهم: تعلمون ودي لكم ونصحي لكم؟ قالوا: نعم، قال: إن اليهود قد ندموا على ما كان منهم من نقض عهد محمد وأصحابه، وإنهم قد راسلوه أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه، ثم يوالونه عليكم، فإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم، ثم ذهب إلى غطفان، فقال لهم مثل ذلك. فلما كان ليلة السبت من شوال ٥هـ بعثوا إلى اليهود: إنا لسنا بأرض مقام، وقد هلك الكراع والخف، فانهضوا بنا حتى نناجز محمداً، فأرسل إليهم اليهود إن اليوم يوم السبت، وقد علمتم ما أصاب من قبلنا حين أحدثوا فيه، ومع هذا فإنا لا نقاتل معكم حتى تبعثوا إلينا رهائن. فلما جاءتهم رسلهم بذلك قالت قريش وغطفان: صدقكم والله نعيم، فبعثوا إلى يهود: إنا والله لا نرسل إليكم أحداً، فاخرجوا معنا حتى نناجز محمداً. فقالت قريظة: صدقكم والله نعيم. فتخاذل الفريقان، ودبت الفرقة بين صفوفهم، وخارت عزائمهم. وكان المسلمون يدعون الله: <اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا>ودعا صلى الله عليه وآله وسلم على الأحزاب، فقال:(اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم). وقد سمع الله دعاء رسوله والمسلمين فبعد أن دبّت الفرقة والتخاذل في صفوف المشركين، أرسل الله عليهم جنداً من الريح، فجعلت تقوض خيامهم، ولا تدع لهم قدراً إلا كفأتها، ولا طنباً إلا قلعته، ولا يقر لهم قرار، وأرسل جنداً من الملائكة يزلزلونهم، ويلقون في قلوبهم الرعب والخوف. وأرسل صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الليلة الباردة القارسة حذيفة بن اليمان يأتيه بخبرهم، فوجدهم على هذه الحال وقد تهيأوا للرحيل، فرجع إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فأخبره برحيل القوم، فأصبح صلى الله عليه وآله وسلم وقد رد الله عدوه بغيظه لم ينالوا خيراً وكفاه الله قتالهم، وصدق وعده وأعز جنده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، فرجع إلى المدينة.

وقد دام الحصار شهراً أو نحو شهر.

إن معركة الأحزاب كانت معركة أعصاب، لم يجر فيها قتال، إلا أنها كانت من أحسم المعارك في تاريخ الإسلام، وأفادت أن أية قوة من قوات العرب لا تستطيع إستئصال القوة الصغيرة التي تنمو في المدينة، لأن العرب لم تكن تستطيع أن تأتي بجمع أقوى مما أتت به في الأحزاب، ولذلك قال صلى الله عليه وآله وسلم حين أجلى الله الأحزاب:(الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم).

غزوة بني قريظة

في اليوم الذي رجع فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد معركة الأحزاب إلى المدينة، جاءه جبريل عليه السلام عند الظهر، وهو يغتسل في بيت أم سلمة، فقال: أو قد وضعت السلاح؟ فإن الملائكة لم تضع أسلحتهم، وما رجعت الآن إلا من طلب القوم، فانهض بمن معك إلى بني قريظة، فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم، وأقذف في قلوبهم الرعب، فسار جبريل في موكبه من الملائكة.

فأمر صلى الله عليه وآله وسلم مؤذناً فأذن في الناس: من كان سامعاً مطيعاً فلا يُصَلِّيَنَّ العصر إلا ببني قريظة. واستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، وأعطى الراية علي بن أبي طالب، وقدّمه إلى بني قريظة فسار علي حتى إذا دنا من حصونهم سمع منها مقالة قبيحة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وخرج صلى الله عليه وآله وسلم في موكبه من المهاجرين والأنصار، حتى نزل على بئر من آبار قريظة يقال لها بئر أنا، وبادر المسلمون إلى امتثال أمره، ونهضوا من فورهم، وتحركوا نحو قريظة، وأدركتهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصليها إلا في بني قريظة كما أمرنا، حتى أن رجالاً منهم صلوا العصر بعد العشاء الآخرة، وقال بعضهم: لم يُرِد منا ذلك، وإنما أراد سرعة الخروج، فصلوها في الطريق، فلم يعنف واحدة من الطائفتين.

هكذا تحرك الجيش الإسلامي نحو بني قريظة أرسالاً، حتى تلاحقوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهم ثلاثة آلاف، والخيل ثلاثون فرساً، وفرضوا حصاراً على حصون بني قريظة. ولما اشتد عليهم الحصار عرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد ثلاث خصال: ١- إما أن يسلموا: ويدخلوا مع محمد صلى الله عليه وآله وسلم في دينه، فيأمنوا على دمائهم وأموالهم وأبنائهم ونسائهم وقد قال لهم: والله لقد تبين لكم أنه لنبي مرسل، وأنه الذي تجدونه في كتابكم.

٢- وإما أن يقتلوا ذراريهم ونساءهم بأيديهم، ويخرجوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسيوف مصلتين، يناجزونه حتى يظفروا بهم، أو يقتلوا عن آخرهم.

٣- أو أن يهجموا على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، ويكبسوهم يوم السبت، لأنهم قد أمنوا أن يقاتلوهم فيه.

فأبوا أن يجيبوه إلى واحدة من هذه الخصال الثلاث، وحينئذ قال سيدهم كعب بن أسد- في إنزعاج وغضب-: ما بات رجل منكم منذ ولدته أمه ليلة واحدة من الدهر حازماً. ولم يبق لقريظة بعد رد هذه الخصال الثلاث إلا أن ينزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لكنهم أرادوا أن يتصلوا ببعض حلفائهم من المسلمين، لعلهم يتعرفون ماذا سيحل بهم إذا نزلوا على حكمه، فبعثوا إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أن أرسل إلينا أبا لبابة نستشيره، وكان حليفاً لهم، وكانت أمواله وولده في منطقتهم، فلما رأوه قام إليه الرجال، وجهش النساء والصبيان يبكون في وجهه، فرق لهم، وقالوا: يا أبا لبابة أترى أن ننزل على حكم محمد؟ قال: نعم! وأشار بيده إلى حلقه، يقول إنه الذبح، ثم علم من فوره أنه خان الله ورسوله فمضى على وجهه، ولم يرجع إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، حتى أتى المسجد النبوي بالمدينة، فربط نفسه بسارية المسجد، وحلف ألايحله إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده، وأنه لا يدخل أرض بني قريظة أبداً. فلما بلغ صلى الله عليه وآله وسلم خبره - وكان قد استبطأه- قال:(أما إنه لو جاءني لاستغفرت له، أما إذ قد فعل ما فعل فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه).

قررت قريظة النزول على حكم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم برغم ما أشار إليه أبو لبابة، و كان باستطاعة اليهود أن يتحملوا الحصار لتوفر المواد الغذائية والماء والآبار والحصون، والمسلمون يقاسون البرد والجوع وهم في العراء، مع شدة التعب من مواصلة الأعمال الحربية من قبل بداية معركة الأحزاب، إلا أن حرب قريظة كانت حرب أعصاب، فقد قذف الله في قلوبهم الرعب، وانهارت معنوياتهم، حتى تقدم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وصاح علي: يا كتيبة الإيمان، والله لأذوقن ما ذاق حمزة أو لأفتحن حصنهم. وحينئذ بادروا إلى النزول على حكم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأمر صلى الله عليه وآله وسلم باعتقال الرجال، فوضعت القيود في أيديهم تحت إشراف محمد بن سلمة الأنصاري، وجعلت النساء والذراري بمعزل عن الرجال في ناحية، وقامت الأوس إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: يا رسول الله، قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت، وهم حلفاء إخواننا الخزرج، وهؤلاء موالينا فأحسن فيهم، فقال: ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم؟ قالوا: بلى. قال: فذاك إلى سعد بن معاذ. قالوا: قد رضينا. فأرسل إلى سعد بن معاذ، وكان في المدينة، لم يخرج معهم؛ للجرح الذي كان أصاب أكحله في معركة الأحزاب، فأُرْكِب حماراً، وجاء إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فجعلوا يقولون وهم كَنَفَيْهِ: يا سعد، أجمل في مواليك فأحسن فيهم، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد حكّمك لتحسن فيهم، وهو ساكت لا يرجع إليهم شيئاً، فلما أكثروا عليه قال: لقد آن لسعد ألاتأخذه في الله لومة لائم، فلما سمعوا ذلك منه رجع بعضهم إلى المدينة فنعى إليهم القوم. ولما انتهى سعد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال للصحابة:(قوموا إلى سيدكم). فلما أنزلوه قالوا: يا سعد، إن هؤلاء القوم قد نزلوا على حكمك. قال: وحكمي نافذ عليهم؟ قالوا: نعم. قال: وعلى المسلمين؟ قالوا: نعم. قال: وعلى من ههنا؟ - وأعرض بوجهه، وأشار إلى ناحية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إجلالاً له وتعظيماً- قال: (نعم وعليّ). قال: فإني أحكم فيهم أن يقتل الرجال، وتسبى الذرية، وتقسم الأموال، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات). كان حكم سعد عادلاً، لإن بني قريظة بالإضافة إلى غدرهم بالمسلمين كانوا قد جمعوا لإبادتهم ألفاً وخمسمائة سيف، وألفين من الرماح، وثلاثمائة درع، وخمسمائة ترس وجحفة، حصل عليها المسلمون بعد فتح ديارهم.

وأمر صلى الله عليه وآله وسلم فحبست بني قريظة في دار بنت الحارث امرأة من بني النجار، وحفرت لهم خنادق في سوق المدينة، ثم أمر بهم فجعل يذهب بهم إلى الخنادق أرسالاً أرسالاً، وتضرب في تلك الخنادق أعناقهم. فقال من كان بعد في الحبس لرئيسهم كعب بن أسد: ما تراه يصنع بنا؟ فقال: أفي كل موطن لا تعقلون أما ترون الداعي لا ينزع؟ والذاهب منكم لا يرجع؟ هو والله القتل. وكانوا ما بين الستمائة إلى السبعمائة، فضربت أعناقهم. وهكذا تم استئصال أفاعي الغدر والخيانة، الذين نقضوا الميثاق، وعاونوا على إبادة المسلمين في أحرج ساعة، وكانوا بعملهم هذا من أكابر مجرمي الحروب الذين يستحقون المحاكمة والإعدام

قتل مع بني قريظة شيطان بني النضير، حيي بن أخطب والد صفية أم المؤمنين، وكان قد دخل مع بني قريظة في حصنهم حين رجعت عنهم قريش وغطفان، وفاءً لكعب بن أسد بما عاهده حينما جاء يثيره على الغدر والخيانة أيام غزوة الأحزاب، فلما أُتِيَ به- وعليه حلة قد شقها من كل ناحية بقدر أنملة لئلا يُسلَبها- مجموعة يداه إلى عنقه بحبل، قال للرسول صلى الله عليه وآله وسلم: أما والله ما لمت نفسي في معاداتك، ولكن من يُغالب الله يُغْلَب. ثم قال: أيها الناس، لا بأس بأمر الله، كتاب وقَدَر ومَلْحَمَة كتبها الله على بني إسرائيل، ثم جلس فضربت عنقه. وقتل من نسائهم امرأة واحدة، كانت قد طرحت الرحى على خَلاَّد بن سُوَيْد فقتلته. وكان قد أمر رسول الله بقتل من أنبت- الشعرعلامة البلوغ- وترك من لم ينبت، فكان ممن لم ينبت عطية القرظي، فترك حياً، فأسلم، وله صحبة.

واستوهب ثابت بن قيس الزبير بن باطا وأهله وماله- وكانت للزبير يد عند ثابت- فوهبهم له، فقال ثابت بن قيس: قد وهبك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليّ، ووهب لي مالك وأهلك فهم لك. فقال الزبير بعد أن علم بمقتل قومه: سألتك بيدي عندك يا ثابت إلا ألحقتني بالأحبة، فضرب عنقه، وألحقه بالأحبة من اليهود، واستحيا ثابت من ولد الزبير بن باطا عبد الرحمن بن الزبير، فأسلم، وله صحبة. واستوهبت أم المنذر سلمى بنت قيس النجارية رفاعة بن سموأل القرظي، فوهبه لها، فاستحيته، فأسلم، وله صحبة. وأسلم منهم تلك الليلة نفر من قبل النزول، فحقنوا دماءهم وأموالهم وذراريهم. وقسم صلى الله عليه وآله وسلم أموال بني قريظة بعد أن أخرج منها الخمس، فأسهم للفارس ثلاثة أسهم، سهمان للفرس وسهم للفارس، وأسهم للراجل سهماً واحداً، وبعث من السبايا إلى نجد تحت إشراف سعد بن زيد الأنصاري. فابتاع بها خيلاً وسلاحاً.

واصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لنفسه من نسائهم ريحانة بنت عمرو بن خناقة، فكانت عنده حتى توفي عنها وهي في ملكه، وقال الكلبي: إنه صلى الله عليه وآله وسلم أعتقها، وتزوجها سنة ٦هـ، وماتت مرجعه من حجة الوداع فدفنها بالبقيع.

ولما أتم أمر قريظة أجيبت دعوة سعد بن معاذ، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ضرب له خيمة في المسجد ليعوده من قريب، فلما تم أمر قريظة انتقضت جراحته، فمات منها. عن جابر أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال:(اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ). وعن أنس قال: لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: ما أخف جنازته، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:(إن الملائكة كانت تحمله).

قتل في حصار بني قريظة رجل واحد من المسلمين، وهو خلاد بن سويد، الذي طرحت عليه الرحى امرأة من قريظة، ومات في الحصار أبو سنان بن مِحصَن أخو عكاشة. أما أبو لبابة، فأقام مرتبطاً بالجذع ست ليال، تأتيه امرأته في وقت كل صلاة فتحله للصلاة، ثم يعود فيرتبط بالجذع، ثم نزلت توبته على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سَحَراً، وهو في بيت أم سلمة، فقامت على باب حجرتها، وقالت: يا أبا لبابة أبشر فقد تاب الله عليك، فثار الناس ليُطلقوه، فأبى أن يطلقه أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلما مرّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم خارجا إلى صلاة الصبح أطلقه.

وقعت هذه الغزوة في ذي القعدة ٥ هـ، ودام الحصار خمساً وعشرين ليلة. وأنزل الله تعالى في غزوة الأحزاب وبني قريظة آيات من سورة الأحزاب، علق فيها على أهم جزئيات الوقعة بين حال المؤمنين والمنافقين، ثم تخذيل الأحزاب، ونتائج الغدر من أهل الكتاب.

يتبع

منقول بتصرف يسير من كتاب السيرة (الرحيق المختوم)

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين