موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى

بقلم / ماهر إبراهيم جعوان

عندما يحتدم الصراع ويفتري الباطل علي الحق وتقلب الموازين وتتشتت الأهواء  وتتشوه الحقائق ويكثر الكذب والتلفيق والتضليل ويراق الدم الحرام بغير ذنب ويحرق المصابين والأموات والسجناء  فيصل المشهد إلي المفاصلة وطلب الدعم والمدد من القوة الربانية التي لا تقهر طلبا للنصرة وتنزل الكرامات
فلا أقل من الثبات والحشد في الميادين لنري الله من أنفسنا خيرا في سرنا وجهرنا فعندما يثبت أصحاب الحق علي مبادئهم وأخلاقهم وأهدافهم السامية ويخرجون بسلمية تامة يجأرون إلي الله يشكون له ويعتصمون به ويلوذون بجنابه ويتوكلون عليه فهو القاهر فوق عبادة

هنا فقط عندما تنعدم الأسباب الأرضية في النصر والتمكين  ويظن المتكبرون أنهم مانعتهم حصونهم من الله وأن رايتهم عالية لن تنكس وأن جنودهم أشداء ملئ السمع والبصر (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين)
 هنا فقط تتدخل يد الله تعمل في الخفاء تمهد لدينه وتغرس لدعوته وتنصر الحق فتعز أولياءه وتهزم أعدائه بجنود الله التي لا تقهر ولا يعلمها إلا هو ولله جنود السماوات والأرض

فما أن وصل العناد إلي منتهاه مع من يؤيد ويدعم ويساند ويفعل كل شئ يغضب الله حتي حاول أن يصفي كل من يقف في وجه فأراد نهاية سعيدة فجمع كيده وأتي صفا واتفقوا علي يوم الزينة (قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى  فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى ) ولكن ربك بالمرصاد فهزم شر هزيمة وفضح أيما فضيحة وكسب الحق جولة تلو جولة حتي كانت الضربة القاضية
فالحشد مطلوب وموجود لكل الأطراف ليبطل الباطل ويحق الحق وليبطل السحر ولتمحي الغشاوة عن الوجوه المغيبة (ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين)
وفي أصحاب الاخدود قال الحق للباطل إنك لست بقاتلي حتي تجمع الناس في صعيد واحد وتعترف بالحق فلما حدث المراد ورغم الجرح والألم  والحقد والحسد والنفاق والتدليس رغم الخسة والندالة والكذب والخيانة  رغم الظلم والطغيان رغم القتل والإحراق رغم السجن والسجان رغم الشهداء والمعتقلين والمصابين والمفقودين  رغم جهل الجاهلين وحقد الحاقدين وافتراء المفترين وتزوير المزورين وإعلام الذل والعار رغم تآمر المتأمرين وخيانة الخائنين رغم الانقلاب والانقلابين رغم الجرح والألم آمن الناس وانتصر الحق
ومع قارون  خسف به وبداره الأرض لما خرج علي قومه في زينته ولم يكن له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين (وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين)

وما كان يوم  السادس من أكتوبر العاشر من رمضان إلا يوما من أيام الزينة وكذلك 25 يناير 2011م إلا يوما للزينة وكذلك السادس من أكتوبر2013م وما ذلك علي الله بعزيز
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلـْـْقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
سيزول الألم ويبقي الأمل والأجر والثواب
وسيزول الظلم و الشماتة وتبقي الحسرة والندامة
وما ربك بظلام للعبيد


يا جنود الله صبرا ................. إن بعد العسر يسرا
لا تظنوا السجن قيدا .............. رب سجن قاد نصرا


 لو أن العسر دخل في جحر لجاء اليسر حتى يدخل معه  وكم لله من لطف خفي


اللهم إن العبد يمنع رحله فامنع رحالك..........

لا يغلبن صليبهم ورحالهم أبدا رحالك...........
فإن كنت تاركهم وقبلتك...........................
فأمر قد بدا لك..........................


ننتظر فتوحات السماء وبركات الأرض وجنود الله التي لا يعلمها إلا هو
فربكم يمهد لأمر عظيم ولابد له من تضحيات عظام
ولا يكون في كون الله إلا ما يريده الله
ويسألونك متي هو
قل عسي أن يكون قريبا


جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين