مهاجمو السنة النبوية لديهم مشكلة نفسية وفكرية

الهجوم مبني دائماً على تساؤلات يطرحونها...ثم يجيبون عنها بأنفسهم دون البحث في الإجابات الأخرى. بمعنى: إجاباتهم على أسئلتهم مبنية على اختيار بين احتمالات.

ما الذي يجعل اختيارك هو الصحيح. ما الذي يجعل إجابتك هي الدقيقة؟!

الأمر الآخر:

تقوم فكرتهم على الاستهزاء. بمعنى: المناقشة العقلية الهادئة غير موجودة.

لا أدري لماذا يزعل الكثير منهم على ما يصفهم مخالفوهم به. وهم لا يقصّرون في الاستهزاء والسخرية ووضع الأوصاف القبيحة لمعتنقي حجية السنة النبوية؟!

الحوار العقلي الهادئ مفيد لكل الأطراف.

أما بداية الحوارات ب (جماعة الكهنوت) و (لاعقي السنة) و(عبيد البخاري) و (مغلقي عقولهم وأفئدتهم). فهل هذا هو بداية جيدة لحوار مخلص وحقيقي؟!

يرى الكثير منهم أنه يحق لهم تفسير كل شيء. وتأويل كل نص. تحت حجة أن الدين ليس حكراً على أحد.

صحيح: الدين ليس حكراً على أحد. كما مختلف التخصصات في الدنيا ليست حكراً على أحد (إذ يمكن لأي شخص الدخول في أي تخصص والتطور في درجات هذا التخصص). لكن: لكل علم أسس وبدايات.

خذ تلك البدايات. وتخصص فيها. ثم انطلق نحو اجتهاداتك.

لا. لا حاجة بنا للتخصص. هكذا يقولون.

إذن على ماذا تبني اجتهاداتك. وأنت في مادة العربي لم تكن تتقن إعرابه. ولا تذكر الآن إذا سألناك قواعده في البلاغة. ولا أضرابه في البديع والبيان. ولا تستطيع معرفة علة صرفية واحدة لأي كلمة من غير الرجوع للمعاجم!!

سنبسط الأمر:

نص ديني اختلفتُ أنا وإياك على معناه ما المرجعية التي سنعتمدها للترجيح؟

الاصطلاح اللغوي أم الشرعي أم العرفي أم الوضعي؟

شيخ: لا تصعّب الأمور كل واحد يفهم ما يشاء ويطبق ما يشاء الدين للجميع والله للجميع والفقه للجميع!

الكلام يدغدغ العواطف ويجعل جميع الخلق في سوية واحدة في الفهم ولهذا تجد من الجماهير من يعجبها هذا!

لا أفهم إذن لماذا توجد المدارس ولماذا يتمايز الطلبة في العلامات؟!

أعطوا الجميع علامات النجاح وليدخل الجميع الهندسة والطب!

هل يوجد في الدنيا كلها قديمها وحديثها دين أو قانون بلا قواعد أساسية ثابتة؟!

تصور نفسك في طريق مرور والسيارات تمشي كما تشاء يمين ويسار والدراجات مع المشاة مع السيارات في كل الاتجاهات!!

الدين إذا كان مائعاً لهذا الدرجة بلا قواعد أساسية فما بقي ديناً إنه حينئذ مشاعر خاصة بكل شخص وليست ديناً يريده الله من عباده.

الحديث طويل وهذه أفكار سريعة ولنا عودة ولا بد من توضيحات.

دمتم بخير جميعاً.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين