مَن يَقودُ مَن؟!!

 

 

    لا يَليقُ بالعالمِ المُتَّبَعِ أن يجعَلَ آراءَهُ الشَّرعيَّةَ أو مَواقِفَهُ السياسيَّةَ التي يتَبَنَّاها رَهينَةً لردودِ أفعالِ أتباعِهِ والمُتأثّرينَ به، فيتَتَبَّعُ ميولَهُم ويحرِصُ على استِرضائِهِم ويرصُدُ إعجاباتِهم، ويسيرُ في هواهُم !! 

حينئذٍ يُصبِحُ الأَتباعُ هُم مَن يقودُ العُلماءَ، ويوَجِّهُهُم في واقِعِ الأمرِ وليسَ العَكس!! 

فبِئسَ التابِعُ والمَتبوعُ. 

العالمُ الصالحُ والقائدُ الناجحُ هو الذي يُبدي ما يُمليه عليهِ دينُهُ وعلمُهُ، ويصدَعُ بالحقّ الذي يراهُ ولا يخافُ في الله لومَةَ لائِم، ولا يمنَعُهُ من الرجوعِ إلى الحقّ خَشيَتُهُ انفِضاضَ أنصارهِ وأتباعِهِ من حَولِهِ، أو انقلاِبَهُم عليه ومُعاداتَهُمم له. 

ذلكم هو العالمُ الربانيُّ القُدوَةُ الذي يستَحِقُّ الإمامَةَ في الدين، ورجوعُهُ إلى الحقِّ مَنقَبَةٌ تدلُّ على صدقِهِ وتجرُّدِه، فهو أُمَّةٌ ولو كانَ وَحدَه. 

 

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين